هل يستطيع البشر بلوغ الحياة الأبدية؟
لندن ـ «وكالات:
توصل علماء أمريكيون إلى اختراع ثوري جديد من الممكن أن يشكل خطوة مهمة في إطالة أمد حياة الإنسان، وفي الوصول إلى الحياة الأبدية على كوكب الأرض، وهو الهدف الذي لا يزال مجرد خيال علمي أو أمنيات يُطلقها العلماء بين الحين والآخر، في الوقت الذي لم يتمكن العلم الحديث من التوصل إلى علاج لمعضلة «الموت» التي تهدد البشر أينما كانوا.
وكشف علماء في جامعة كاليفورنيا الأمريكية عن أداة الحمض النووي الثورية التي يمكنها أن تساعد في جعل البشرية أقرب إلى الحياة الأبدية.
ويقدم الجهاز المطور تقنية جديدة تجعل من الأرخص والأسهل تركيب الجينات خلال وقت قصير جداً وهي عملية تستغرق عادة عدة أيام وتكلف الكثير من المال.
ويقول العلماء إن النظام الجديد أكثر دقة من الطرق الحالية، ما يسمح للباحثين ببناء خيوط الحمض النووي حتى 10 مرات أطول من التكنولوجيا الحالية.
كما يمكن لهذه التقنية أن تساعد العلماء الذين يعملون على إبطاء عملية الشيخوخة، عن طريق التلاعب في جزيء رئيسي يسمى «تيلوميراز» يُعتقد أنه يصلح الأخطاء في الحمض النووي.
وأوضحوا أيضا أن ابتكارهم يمكن أن يؤدي إلى تطوير «طابعات الحمض النووي» في مختبرات الأبحاث التي تعمل مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد في العديد من ورش العمل الحديثة.
وقال دان أرلو، وهو طالب دراسات عليا في جامعة كاليفورنيا: «إذا كنت مهندسا ميكانيكا، فمن الجيد أن يكون لديك طابعة ثلاثية الأبعاد في متجرك يمكنها طباعة جزء معين خلال الليل، حتى تتمكن من اختباره في صباح اليوم التالي. وإذا كنت باحثا أو مهندسا بيولوجيا ولديك أداة تعمل على تبسيط توليفة الحمض النووي (طابعة دي أن إيه) فيمكنك اختبار أفكارك بسرعة وتجربة المزيد من الأفكار الجديدة. أعتقد أنه سيؤدي إلى الكثير من الابتكار».
وتعتمد الطريقة الجديدة على «نهج القوة الشديدة» الذي يستخدم الجزيئات التي تتشكل بشكل طبيعي في الجسم. كما تستند إلى الأنزيمات، وهي بروتينات صغيرة تستخدمها أجسادنا لتسريع التفاعلات الكيميائية، لربط كل قطعة جديدة من الحمض النووي فعليا بالتسلسل. ثم يتم قطع كل إنزيم من التسلسل والتخلص منه في عملية تسمح للباحثين بإنشاء فروع مفردة من الحمض النووي تصل إلى 2000 قاعدة طويلة.
ويجب على العلماء في العادة أن يطلبوا جينات من مختبر خاص يتقاضى ما يزيد عن 300 دولار لكل جين في عملية تستغرق أسبوعين للوصول إلى المتلقين.
وقال فريق البحث إن التقنية المطورة يمكن أن تركب يوما ما جينات جديدة كاملة طوال الليل، مقابل تكلفة قليلة.
ويعتقد العلماء أن الإنزيمات مفتاح تحسين دقة التقنيات الحالية لأن الجسم يستخدمها لبناء الشيفرة الوراثية الخاصة، كما يمكن لهذه الطريقة أن تجعل من الأرخص والأسهل على البيولوجيين اكتشاف علاجات جديدة للأمراض، وهو ما يمكن أيضاً أن يُطيل من عُمر الإنسان.