د.حنين عبيدات تكتب : الصيام و مرض النقرس و الأدوية المناسبة
النقرس (داء الملوك ) : هو مرض يصيب المفاصل فيسبب لها التهاب و احمرار و تهيج نتيجة ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم و تسربه في السائل الزلالي المفصلي ( يملأ السائل الزلالي التجويف في المفصل بين الغشاء الزلالي والغضروف المفصلي) .
ما هو (حمض اليوريك ) : حمض موجود في الجسم بشكل طبيعي ، ترتفع نسبته عند اكل اللحوم و اطعمة البحر و البروتينات بشكل عام و الأطعمة الغنية بالدهون و شرب الكحول بشكل دائم و اسباب اخرى سنذكرها لاحقا ، و ارتفاعه يسبب داء النقرس (داء الملوك) ، و سمي ب (داء الملوك )، لأن الأغنياء يأكلون اللحوم بشكل دائم فيصابون به ، بالرغم من أنه يصيب الغني و الفقير الذي يأكل البقوليات بشكل دائم ، فتناول البروتينات بشكل متكرر ودائم يسبب ارتفاع حمض اليوريك .
كيف يسبب حمض اليوريك مرض النقرس ؟
يذهب الحمض للدم و من ثم للبول عن طريق الكليتين، و لكن في بعض الحالات تفرز الكليتين كميات قليلة منه في البول فما تبقى منه يكون كريستالات تترسب في المفاصل فيشعر الشخص بالألم.
و عادة ما يصيب مرض النقرس الذكور أكثر من الإناث ، و يأتي المرض على شكل نوبات متكررة من الألم و الإحمرار و صعوبة في حركة المفاصل و خاصة مفصل إصبع القدم الكبير، و تزول النوبات وحدها الا اذا تكررت خلال أشهر فإنها تحتاج إلى تدخل طبي.
بعض العوامل الأخرى التي تؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس غير تناول البروتينات بشكل دائم :
1)بعض الأدوية كمدرات البول عند تناولها بكثرة(Thaizide).
2)الوزن الزائد.
3)ارتفاع ضغط الدم و الفشل الكلوي.
4) جفاف الجسم نتيجة قلة الماء فيؤدي ذلك إلى تراكم الدهون و البروتينات.
الصيام و مرض النقرس :
حسب الدراسات العلمية فإن الصيام يتناسب تناسبا عكسيا مع مرض النقرس ، فمن يصوم ساعات طويلة يرتفع لديه تركيز حمض اليوريك ، بسبب قلة التبول في أيام الصيام ، فيفضل لمريض النقرس عدم الصيام لفترات طويلة و هذا يعود لتقييم الطبيب المعالج و مراجعته باستمرار و هو الذي يقرر الصيام من عدمه حسب الحالة .
** النظام الغذائي المناسب في أيام الصيام لمرضى النقرس :
تخفيف الوزن ، التقليل من الأغذية المشبعة بالدهون ، تناول الخضراوات و الفواكه و التقليل من السكريات ، و شرب كميات من الماء .
* الأدوية المناسبة لمرض النقرس :
قبل أخذ أي أدوية للنقرس ، يجب تشخيص المرض من خلال فحوصات مخبرية خاصة ، و من هذه الفحوصات ، قياس نسبة حمض اليوريك في الدم ، و من خلال الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) و غيرها ، و بعد التأكد من وجود المرض يتجه المريض للبروتوكول العلاجي الذي يضعه الطبيب و الصيدلاني .
* أدوية مرض النقرس :
1)أدوية تقلل نسبة الحمض في الدم مثل :((allupurinol)) بعيار (150,300)ملغم ، من الأسماء التجارية ( Zyloric) ، في أيام الصيام يتم تناول قرص عيار (300) ملغم بعد الإفطار مباشرة مع كأس ماء كبير ، أو قرص عيار (150)ملغم بعد الفطور و قرص بنفس العيار بعد السحور ، و كل ذلك بناء على ما يحدده الطبيب و الصيدلاني . .
2)بعض مسكنات الألم ومضادات الإلتهاب :(مضادات الإلتهاب غير الستيرويدية): ايبوبروفين ، ديكلوفيناك البوتاسيوم و الصوديوم، اندوميثاسين ، و غيرها ، تستخدم لتسكين الألم ، فيتم تناولها في أيام الصيام ، قرص بعد الإفطار و قرص بعد السحور .
3)أدوية مضادة لالتهاب المفاصل في حالة شدة المرض : كولشيسين ، يمكن تناول الكولشيسين مع الطعام أو من دونه وذلك بناء على استشارة الطبيب أو الصيدلاني ، و يجب الالتزام بجرعة الدواء المحددة لمرض النقرس التي يحددها الطبيب أو الصيدلاني.
و يتم تناول هذه الأدوية بناء على الحالة المرضية التي يشخصها الطبيب ، و يجب على الطبيب و الصيدلاني عدم إعطاء الأدوية دون إعطاء معلومات كاملة للمريض عن كيفية تناولها و التركيز على اي تداخل دوائي -دوائي ، دوائي -غذائي ، دوائي _مرضي ، لأن التداخلات الدوائية قد تسبب مشاكل صحية أخرى يمكن تفاديها أو لا يمكن تفاديها .