كتب محمود الدباس.. شكرا مجلس الوزراء لانهاء خدمات الطراونة وبلقر معاً..
محمود الدباس..
اختلف مع العديد من اصدقائي بان كثير من قرارات مجلس الوزراء ليست في محلها.. حيث انني اقول بان هناك قرارات لمجلس الوزراء فيها خير ومنفعة مباشرة او غير مباشرة.. يلحظها الناس او يحتاجون لفترة لكي يكتشفوا خيرها.. اكان عليهم مباشرة.. ام على غيرهم من الاردنيين الشرفاء ايضا..
قبل عدة اشهر اتخذ مجلس الوزراء قراره غير المتوقع من قبل المراقبين بالاطاحة بعمودي توازن مؤسسة الاذاعة والتلفزيون.. عطوفة الرجل الراقي غيث الطراونة.. رئيس مجلس ادارة المؤسسة.. والبلدوزر العملي.. عطوفة محمد بلقر.. المدير العام.. حيث كانت متزامنة مع تقرير ديوان المحاسبة الذي اظهر خلو المؤسسة من حالات الفساد الاداري والمالي على غير المعتاد من العديد من مؤسساتنا الحكومية.. وتحديدا مؤسسة كمؤسسة الاذاعة والتلفزيون التي يوجد فيها مداخل كثيرة للفساد.. ويكفيهما شرف المحاولة الشرسة التي قاما بها ولم تكلل بالنجاح.. في تخفيف عدد الموظفين الزائدين عن حاجة المؤسسة (او حتى لا يغضب مني البعض ويهددون بمقاضاتي.. اقول اصحاب الخبرات الكبيرة التي لا تتناسب مع المؤسسة) وتوزيعهم على المؤسسات الحكومية المحتاجة لموظفين..
تعاملت عن قرب مع الشخصيتين اللتان لم تربطني بهما سوى علاقة الاحترام والتقدير.. واخذ الملاحظات صغيرها وكبيرها على محمل الجد والمهنية العالية..
لم يتوانى الاثنان في اتخاذ اجراءات على اي ملاحظة.. ولانهم انقياء السريرة.. مهنيون بطبعهم.. فلم تساورهم الشكوك للحظة في اي ملاحظة كنت أقدمها لهم.. ولانهم يبحثون بإخلاص عن اي عيب او ملاحظة ليحسنوها ويعدلوها.. فلم ينشغلوا بكيفية حصولي على المعلومة..
في مرة واحدة سألني عطوفة بلقر وبطريقة غير مباشرة عن كيفية حصولي على الملاحظات.. قلت له هل لنا ان نخرج الى سيارتي الان.. واريك اي الاذاعات هي العاملة على راديو سيارتي؟!.. فضحك وقال انت مثل اجهزة الرقابة.. عينك بتقع مباشرة على الاشي اللي مش مضبوط..
في الختام اقول.. طيلة فترة تعاملي معهما.. لم اجد احدهما يصعد على اكتاف الاخر.. ولم اشعر بان احدهما يريد ان يستأثر باي حظوة او مكانة او شهرة على حساب الآخر.. وانما كانا ينسقان مع بعضهما على اصغر واكبر الامور.. وهذا شعرته وشاهدته وسمعته شخصيا من خلال الحديث معهما منفردين.. وحتى بعد خروجهما من المؤسسة.. لم اسمع من احدهما مجرد الملاحظة على الاخر.. وانما فخر واعتزاز لخدمة احدهما مع الآخر.. فحالتهما في القطاع العام حالة لا اقول نادرة.. وانما شبه نادرة.. ويجب ان نذكرها ونُدَرسها..
لذلك قلت "شكرا لمجلس الوزراء لانهاء خدمات قامتين اداريتين وطنيتين معا".. وذلك لانني كنت اخشى إن تم الاستغناء عن احدهما.. فيدخل الشيطان للآخر ويقول له بان صديقه غدر به.. فالحمد لله ان مجلس الوزراء قطع على ابليس اللعين هذا الطريق..
ابو الليث..