2024-11-19 - الثلاثاء
banner
منوعات و غرائب
banner

يسافرون على نفقاتهم الخاصة ويشبهون أنفسهم بحيوان الخُلد.. “تلاتيلولكو” لواء مكسيكي لإنقاذ ضحايا الكوارث الطبيعية في العالم

{clean_title}
جهينة نيوز -

"يريدون الذهاب إلى حيث لا أحد يريد ذلك غيرهم"، هكذا وصف لواء "خُلد تلاتيلولكو" المكسيكي نفسه، الذي أنقذ على مدار ما يقارب 4 عقود آلاف الأشخاص الذين تعرضوا لكوارث طبيعية في مُختلف دول العالم.

 

ما هو لواء خُلد تلاتيلولكو، كيف تشكل، ومن يدعمه، وما أهدافه؟

 

خُلد تلاتيلولكو.. لواء مستقل لإنقاذ البشر من الكوارث!

بدأت قصة تشكيل هذا اللواء بعد زلزال مدمر بلغت شدته نحو 8 درجات على مقياس ريختر، ضرب مدينة مكسيكو سيتي، في صباح يوم 19 سبتمبر/أيلول من عام 1985، وقد تسبب بمقتل آلاف الأشخاص، وتدمير الكثير من المباني.

 

أقل من دقيقتين كانت كافية لترك الزلزال مدينة في حالة خراب، دون أن يتخيل أحد الكارثة الحقيقية التي سببها في أعقابه، كانت الصحوة مؤلمة جداً للعديد من المكسيكيين، لدرجة أنهم لن ينسوا أبداً ذلك اليوم؛ حيث الصمت الكئيب، ورائحة الموت.

 

ومن بين تلك الأبنية المدمرة، كان هناك مجمعان سكنيان يقعان قرب بعضهما البعض، في حي وسط المدينة، يُدعى "تلاتيلولكو"، وهذه الأبنية أيضاً كانت على اتصال بأحد الأبنية التاريخية قرب محطة مترو "سنترو ميديكو".

 

هذان المجمعان السكنيان، كانا يضمان قرابة 30 ألف وحدة سكنيّة، ونحو 500 شركة صغيرة، ومدارس ومنشآت طبية.

 

ونتيجة لهذا الزلزال، تدمر مبنيان داخل هذين المجمعين، مما أدى إلى محاصرة عدد كبير من الناس تحت الأنقاض.

 

من جهة ثانية، كان عند مدخل المجمع مستشفى "خواريز"، وبما أنّ المشفى تدمر أيضاً، فإنه عرقل حركة الآليات الثقيلة للوصول إلى مكان البناءين، وسد عليها الطريق، وفقاً لما ذكره موقع Teller Report.

 

وبما أنّ الحكومة المكسيكية كان رافضة بداية أي مساعدات أجنبية، فإن الوضع بات أسوأ مع مرور الساعات، قبل تقبل المساعدة في وقت متأخر لاحقاً.

 

وبينما كانت خدمات الطوارئ المكسيكية تكافح من أجل تحديد مكان الناجين تحت الأنقاض، هبت مجموعة من الشباب العمّال الذين يقطنون في حي "تلاتيلولكو" القريب، وبدأوا في مساعدة الفرق الأخرى من أجل إخراج الناس من أنقاض هذا الزلزال المدمر.

 

وقد أطلقت هذه المجموعة على نفسها اسم "توبوس دي تلاتيلولكو" نسبة إلى حيوان حفر الخلد.

 

إذ يُعرف عن حيوان الخلد أنه يعيش في التراب وتحت الأرض ولا يخرج إلا نادراً، وعلى الرغم من أنه يرى ويسمع بصورة سيئة، لكن حاسة شمّه متقدّمة جداً بسبب أنفه الطويل، لذلك يستطيع الوصول إلى فرائسه تحت الأرض بسهولة جداً.

 

في الأصل يُعتبر حي تلاتيلولكو من الأحياء الفقيرة جداً في المدينة؛ لذلك لم يكن لدى الناس أي أدوات، لذلك بدأ المتطوعون "الخلد" بالحفر بأيديهم العارية، والبحث عن علامات الحياة.

 

استطاع هؤلاء العمال مساعدة الكثير من الأشخاص، وقد واصلوا عملهم لعدة أيام بعد الزلزال، وسدوا الثغرات التي ارتكبتها الحكومة المنهكة وغير المستعدة لمثل هذه الكوارث، وقد اكتسبوا بسرعة سمعة جريئة لاختراقهم أنقاض المباني المهدمة تماماً، كما يفعل حيوان "الخلد".

 

وفضلاً عن أنهم استطاعوا إنقاذ نحو 4000 شخص خلال هذه الكارثة، فإنّ من بين أحد الأمور التي سرعت في اكتسابهم شهرة تاريخية، هو استطاعتهم إنقاذ مُعظم الأطفال حديثي الولادة الذين كانوا عالقين في مشفى "خواريز" المقابل للأبنية المنهارة، من بينهم أطفال بقوا تحت الأنقاض مدة 7 أيام.

 

 

تأسيس لواء خُلد تلاتيلولكو بشكل رسمي ومهامه الخارجية

بعد 5 أشهر من الكارثة، حاولت الحكومة المكسيكية تبنيهم بشكل رسمي، لكنهم رفضوا ذلك، وفضلوا أن ينشئوا فرقتهم الخاصة في فبراير/شباط 1986.

 

قام أحد مؤسسي المجموعة الأصلية هيكتور"إل شينو" مينديز، بتعريف اللواء بأنه "مجموعة تريد الذهاب إلى حيث لا يريد أحد غيرهم ذلك"، وفقاً لما ذكرته شبكة Sky News.

 

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1986، سافر الأعضاء إلى سان سلفادور في أول مهمة إنقاذ خارجية لهم عندما تعرضت المدينة لزلزال بقوة 5.7 درجة.

 

منذ ذلك الحين، تم الاعتراف بالمجموعة رسمياً من قِبل السلطات المكسيكية وبدأوا بتلقيتدريب خاص، بالتعاون مع خدمات الإطفاء والصحة المكسيكية، فضلاً عن منظمات البحث والإنقاذ الدولية، الأمر الذي مهَّد لهم البدء في الذهاب إلى مساعدة الناس بكوارثهم في دول أخرى من العالم.

 

شاركت فرقة خُلد تلاتيلولكو في ما لا يقل عن 70 مهمة بحث وإنقاذ في 22 دولة حول العالم، بما في ذلك هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، إضافة إلى انهيار لغم تشيلي في 2011، وتسونامي إندونيسيا 2004، والعديد من الزلازل التي ضربت دولاً مثل الفلبين ونيبال وهايتي، وفقاً لما ذكره موقع Latest world news.

 

وعلى الرغم من المخاطرة بحياتهم بانتظام لإنقاذ الآخرين، لم يُقتل أي عضو من الفريق أثناء الخدمة حتى الآن.

 

وتعرف فرقة خُلد تلاتيلولكو نفسها على موقعها الرسمي على الإنترنت بأنها مجموعة مدنية غير ربحية تتكون من متطوعين يقدمون خدمات الإنقاذ والدعم والمساعدة لأي شخص في موقف ضعيف.

 

نحن فريق استجابة فورية خفيف متعدد التخصصات مدرب للتعامل مع الكوارث الوطنية والدولية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات وحوادث الطائرات والسكك الحديدية والانفجارات وحرائق المدن والغابات، تبدأ أعمالنا عندما يتم تجاوز قدرة الحكومة.

 

نحن معروفون بين رجال الإنقاذ في العالم الذين يتعاونون مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لمنظومة الأمم المتحدة (OCHA) والفرق التي تعمل وفقاً لبروتوكولات البحث والإنقاذ في الهياكل المنهارة.

 

نحن جزء من الرابطة الدولية للإنقاذ والمساعدة (RIAL)، المعترف بها كمنقذين معتمدين من قِبل حكومة مكسيكو سيتي، وعضو في لجنة معالجات البحث والإنقاذ لكلاب المقاطعة الفيدرالية والمتعاونين مع رجال الإطفاء المتحدين بلا حدود.

 

من أين يحصلون على المال لتمويل رحلاتهم الخارجية وأعمالهم؟

بصفتهم جمعية أهلية غير ربحية، يتلقى اللواء القليل من الدعم الحكومي، ويجمع معظم أمواله من خلال جمع التبرعات.

 

كما كانوا قد طوروا أيضاً جهازاً قادراً على إرسال إحداثيات جغرافية للضحايا المدفونين تحت الأنقاض؛ إذ تساعد المبيعات في تمويل التدريب ورحلات الإنقاذ المستقبلية للمتطوعين في الخارج.

 

لواء خُلد تلاتيلولكو في زلزال تركيا أيضاً

بعد أيام قليلة من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط 2022، أرسلت الحكومة المكسيكية لواء خُلد تلاتيلولكو إلى تركيا من أجل المساعدة في البحث عن ناجين من الزلزال.

 

وتتكون معدات اللواء من معدات الاستجابة الفورية الخفيفة، ويستخدمون بشكل أساسي الحبال والمعاول والمجارف والمطارق والفؤوس والمناشير الكهربائية والنقالات والإمدادات الطبية، وأيضاً كلاب البحث التي تساعد في تحديد أماكن الأشخاص الأحياء، وهذه الكلاب التي يستخدمونها لديها تدريب خاص ومستمر.

 

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير