الجيش السوري يقطع اوصال مناطق المسلحين
غارات كثيفة على جنوب سوريا
درعا – ا ف ب
تستهدف قوات الجيش السوري بالغارات والبراميل المتفجرة مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي في جنوب البلاد.
وبدأت قوات الجيش في 19 حزيران/يونيو عملياتها العسكرية في محافظة درعا، انطلاقاً من ريفها الشرقي حيث حققت تقدماً ميدانياً تمكنت بموجبه من فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي الى جزءين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.
واستهدفت الطائرات الحربية السورية والروسية وفق المرصد، مدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي طوال الليل ولا يزال القصف مستمراً بالبراميل المتفجرة والصواريخ.
في جنوب مدينة درعا، تدور اشتباكات عنيفة قرب قاعدة جوية، تسعى القوات النظامية للسيطرة عليها، ما يخولها فصل مناطق سيطرة المعارضة في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة في ريفها الشرقي.
وأفاد مراسل فرانس برس عند أطراف مدينة درعا امس الأربعاء عن سماع دوي انفجارات طوال الليل من احياء مدينة درعا وأخرى أقل وضوحاً ناتجة عن القصف في الريف الشرقي.
وفي الريف الشرقي، تتواصل اشتباكات عنيفة بعدما تمكنت قوات النظام خلال الايام الماضية من فصل مناطق سيطرة الفصائل الى قسمين شمالي صغير، نزح غالبية سكانه، وجنوبي.
- المدنيون "يدفعون الثمن" -
وأبدت منظمات انسانية أخرى بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان الأربعاء، قلقها على "سلامة عشرات الآلاف من المدنيين العالقين على خط القتال أو الفارين من العنف".
وحث المدير الإقليمي للجنة في الشرق الأدنى والأوسط روبير مارديني "جميع الأطراف المتحاربة" على "ضبط النفس وبذل قصارى جهدها لتجنيب المدنيين عواقب القتال" مضيفاً "تصلنا تقارير عن فرار المدنيين مع تغيّر مواقع خطوط المواجهة".
ويعيش نحو 750 ألف شخص وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة التي تشمل سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع اسرائيل. وقدرت المنظمة فرار 45 ألف شخص منهم خلال أسبوع.
وقال أحمد أبازيد، ناشط اعلامي نزح من بلدته الحراك جراء الغارات الكثيفة عليها الى منطقة زراعية قريبة "توجه الناس الى الخطوط الخلفية للقرى الجنوبية من محافظة درعا مثل الجيزة وصيدا، لكن النظام عاد واستهدف هذه المناطق أيضاً".
وتابع "لا تعرف الناس الى اين تذهب، يلاحقهم الطيران أينما كانوا".
وتُشكل سوريا "المكان الأسوأ في التاريخ الحديث في ما يتعلق بالاعتداءات على القطاع الصحي" وفق ما أعلنت الامم المتحدة في أيار/مايو الماضي، مشيرة الى أن المنشآت الطبية المستهدفة في الأشهر الأربعة الأولى فقط من العام 2018، أكثر مما شهده العام 2017 بالكامل.
- "لا مكان آمن" -
ويتوجه غالبية النازحين وفق الأمم المتحدة إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. وأكد وزير خارجيته أيمن الصفدي الثلاثاء أن "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم".
ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون.
ودعا المجلس النروجي للاجئين في بيان الأربعاء الأردن "لضمان أن يجد النازحون ملجأ عبر الحدود".
وقال المدير الاقليمي للمنظمة بالوكالة يوري سعدالله إن "القتال يدفع بالناس أكثر وأكثر نحو الجنوب. وفي النهاية لن يكون لديهم مكان آخر يذهبون إليه".
ويواجه النازحون وفق المنظمة نقصاً حاداً في الخبز والوقود في المناطق التي يلجأون اليها. كما "أن المباني العامة باتت مكتظة بالناس ما يجبر البعض على النوم في العراء".
وقبل يومين، شددت منظمة العفو الدولية الاثنين على أنه "من واجب الأردن توفير الحماية للاجئين السوريين الفارين من الصراع والاضطهاد، والسماح لهم بدخول البلاد".
وقال عمر الحريري أحد الناشطين المعارضين في درعا لفرانس برس "لا يجد النازحون أي مكان آمن الا التوجه الى الحدود مع الجولان، حيث باتت المخيمات مكتظة بالكامل وغير قادرة على استقبال أي أحد".
شرح الصورة
دخان يتصاعد فوق مدينة درعا في جنوب سوريا بعد غارات لقوات النظام السوري في 26 حزيران/يونيو 2018