ما الهزات الارتدادية وما الفرق بينها وبين الزلزال؟
عندما يضرب زلزال منطقة ما تبدأ التحذيرات على الفور من هزات ارتدادية، فنهاية الزلزال لا تعني أن الخطر قد زال بشكل كامل، فما هي هذه الهزات وما الفرق بينها وبين الزلازل؟
ما هي الهزات الارتدادية؟
لنفهم معنى الهزات الارتدادية يجب علينا أولاً تعريف الزلازل.
بعبارات بسيطة: الزلزال هو اهتزاز مفاجئ وسريع يحدث إما بسبب الانفجار البركاني الذي يرافقه زلزال، وإما بسبب تصدُّع وانزلاق الصخور(الصفائح التكتونية) في باطن الأرض، وفي هذه الحالة تسمى الزلازل بالزلازل التكتونية والتي تحدث عند اصطدام الصفائح ببعضها البعض.
وتحدد درجة الزلزال بمؤشر من 1 إلى 10، حيث إن:
الزلزال الذي تتراوح شدته بين 1 و4، من الممكن الإحساس به، لكن قد لا تحدث بسببه أية أضرار.
الزلزال الذي تتراوح شدته بين 4 و6، تحدث بسببه أضرار متوسطة للمباني.
الزلزال الذي تتراوح شدته بين 7 و10، يعتبر زلزالاً من الدرجة القصوى، أي يستطيع تدمير مدينة بأكملها مخلفاً العديد من الوفيات والأضرار المادية.
كيف تحدث الهزات الارتدادية؟
لتبسيط الأمر نستطيع أن نقول أن الهزات الارتدادية هي زلازل صغيرة بالمقارنة بالزلزال الرئيسي الذي قد يضرب منطقة ما، وقد تحدث الهزات الارتدادية خلال ساعات أو أيام أو أشهر أو حتى سنوات بعد وقوع الزلزال الرئيسي.
فعندما يحدث الزلزال تتصدع الصخور الموجودة في باطن الأرض بشكل مفاجئ وتنقل جزءاً من الطاقة المنبعثة منها إلى الصخور الأقرب للقشرة والتي تتصدع بدورها نتيجة زيادة الضغط عليها، فتطلق موجة جديدة من الهزات الزلزالية التي تعرف بالهزات الارتدادية.
ويطلق على الهزات الارتدادية مسمى آخر هو "توابع الزلزال"، فبعد وقوع الزلزال تحاول الصفائح التكتونية العودة إلى مكانها على طول خط الصدع، ونتيجة هذه المحاولة تحدث الهزات الارتدادية.
وتكونالهزات الارتدادية قوية خلال الـ 48 ساعة التي تلي وقوع الزلزال الأول وقد تستمر لأشهر وربما لسنوات في بعض الحالات.
أما عن قوتها فتكون عادة أقل بدرجة أو أكثر من الزلزال الرئيسي، فإذا بلغت شدة الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر، فإن العلماء يتوقعون حدوث هزة ارتدادية بعده بقوة 6 درجات.
مع ذلك وفي بعض الحالات قد تفوق قوة الهزات الارتدادية قوة الزلزال الرئيسي، لذلك يجب علينا أن نكون متأهبين لأي مفاجآت بعد الزلزال.
وإذا كانت قوة الزلزال الأساسي ضعيفة قد لا تحدث أي هزات ارتدادية بعده، أما إذا كان قوياً فإن وجود هزات ارتدادية هو من المسلمات.
وفي أغلب الحالات تتضاءل الهزات الارتدادية تدريجياً بعد حوالي يومين من وقوع الزلزال لكنها لا تتوقف بشكل تام إلا بعد مرور فترة طويلة قد تصل إلى ما يزيد عن عام.
وفي بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي الكبير مثل خط الصدع الزلزالي الذي يدعى "نيو مدريد" والذي يتموضع في ولاية ميسوري الأمريكية فإن الهزات الارتدادية للزلازل قد تستمر لعدة قرون بعد وقوع الزلزال الرئيسي.
منذ أن ضرب الزلزال المدمر جنوب تركيا وشمال سوريا يوم الاثنين 6 فبراير شباط 2023، يقدر العلماء وقوع أكثر من مئة هزة ارتدادية أعقبت الزلزال الرئيسي.
ومن سوء حظ سكان تلك المنطقة فقد كانت قوة الهزة الارتدادية قريبة من قوة الزلزال الرئيسي، ففي حين بلغت قوة الزلزال 7.8 درجة على مقياس ريختر، بلغت قوة الهزة الارتدادية 7.5 درجة، ولا يعتبر هذا أمراً شائعاً فكما سبق وذكرنا عادة ما تكون الهزات الارتدادية أضعف بدرجة واحدة على الأقل من الزلزال الرئيسي.
ويرجح العلماء أن الزلزال الرئيسي لم يحصل على طول خط صدع واحد، بل تفرع إلى عدة خطوط صدع ثانوية تقع جميعها في منطقة صدع شرق الأناضول التي تعرف أيضاً باسم "فالق الأناضول" والمعروفة بنشاطها الزلزالي، ولهذا السبب جاءت الهزات الارتدادية قوية للغاية.