banner
مقالات مختارة
banner

د.أنور الخُفّش يكتب:مجرد مجموعة من البلطجية تسيطر على المستقبل

{clean_title}
جهينة نيوز -
في الإقتصاد السياسي  والمجتمع
د.أنور الخُفّش

مجرد مجموعة من البلطجية تسيطر على المستقبل
نشر يوم أمس 5 شباط 2023 معهد جيتستون هو مجلس ومركز أبحاث غير حزبي يُعنى بالسياسة الدولية, ورقه في السياسات العامه الدوليه ,تحت عنوان (المنتدى الاقتصادي العالمي ضد العالم الحر) ,من منطلق المواطنه والمسؤوليه بل من واجبي ان اقدم ملخص لما ورد بها كون صانعي السياسات المحليه أو بعض (المقلدون والناسخون) لما يصدر عن هذا المنتدى دون التمحيص والتفكر والبحث العلمي من اجندات وطنيه,  للاسف ما أكثرهم, او لعله من المفيد ان أقوم بذلك وحريا بنا جميعا ان نتطرق لذلك الموضوع .

ولما كان ذلك كذلك , حيث تم تشبيه امبراطورية المنتدى الاقتصادي العالمي التي تدمّر الأوطان متجر قطع قام بسرقة قطع من أسوأ الأنظمة المستبدة في العالم من أجل خلق فرانكينستين "الووك  " ("woke Frankenstein") كما يعرف, انها محاوله لتكوين (مخلوقات اسطورية) او اعتبارها البذرة التي أنبتت شجرة الخيال العلمي الحديث.
على المستوى التطبيقي ان الثابت , شبكة المنتدى الاقتصادي العالمي هي في النهاية مجرد أكبر مجموعة من البلطجية الذين تمكنت الجريمة المنظمة من جمعهم في غرفة واحدة، منسقةً الخطط الأكثر فعاليةً في التاريخ من أجل إجبار الشعوب الحرة ( سابقاً ) على فعل ما يأمرونهم به. الأمر الذي يستوجب التوقف عنده بعمق وبفكرراشد وعقل راجح واستدراك من صانعي القرار والسياسات.
لذلك يجب الأخذ في الحسابات الوطنيه هذه التحذيرات ,خاصه ما ورد في التقرير , كون أخذ المنتدى ميول الأزتكيين (Aztecs) التضحية بالانسان وذلك لكي يتصدى للبيئه السيئه، كما رغبات الشيوعيين الصينيين للسيطرة الكاملة والقضاء على الثقافة التقليدية و الوطنيه، كما شراكة الفاشيين الإيطاليين مع المحتكرين التجار والتي ضغطت على المجتمع وارهقته بالفساد ، وعقيده النازيين الألمان ب"عرق السادة" المتمثل بشكل رئيسي في الشخصيات المعروفة ورجال البنوك والرأسماليين الفاسدين ورجال السلطة الذين يجتمعون في دافوس (Davos) وغيرها ليحتفلوا بإنجازاتهم وينفذوا "خطتهم الشاملة" التي يسميها المنتدى الاقتصادي العالمي "إعادة الضبط الكبرى" .
عندما يجتمع أغنى الناس وأقواهم نفوذا في العالم تحت حماية جهاز أمني عسكري قوي يؤمّن سلامتهم ويمنع دخول غيرهم، هنا يخطر على البال ما حذّر منه آدام سميث في كتابه "مال الأوطان"، حيث قال: "لا يجتمع رجال من نفس التجارة إلا نادراً، حتى من أجل الاستمتاع والسلوة، إذا لم ينته بهم المطاف بتوافقهم على التآمر على عوام الناس، أو خطة هادفة الى رفع الأسعار). 
اتوجه بصوت عال, لكل عاقل وراشد في هذا الوطن الغالي والنفيس , ما ذا يرى في مرايا الوطن المتقابله اليس هذا هو حالنا من رسم وهندسه السياسات الأقتصاديه والاجتماعيه ,الايعيش المواطن  الأردني ما بين مطارق الضغط والضبط والخوف الكامن من المستقبل , طالما نقلد أو نطيع , لم ولن نرى شيئا جميلا سيدي ,اليس كذلك؟ 
ان هذه المبادرة الهستيريه التي تهدف الى استبدال الطاقات الهيدروكاربونية بالبدائل "الخضراء" غير الكافية التي تؤدي الى رفع أسعار البضائع والمواد الأساسيه ، وارتفاع تكاليف المعيشة كالحبل يطوق عنق الانسان , يخنق جموع غالبيه الناس ، ألم تكن كلمات سميث أدق, نكتشف الأمورعلى حقيقتها بكل وضوح من تصريحات جون كيري حين قال بكل صراحة، فإنّ الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها مكافحة أقل درجة من التغير المناخي الخطير تتمثل في "المال والمال والمال والمال." من الغريب أن ندرك كيف أنّ "النخبة" حين يمجّدون أنفسهم يكشفون السر عن قصد أو من دون قصد وقد يكونوا على وشك قول بعض الحقائق المخفيه التي يدركها عقل كل بصير.

ان نظرنا الى ما وراء جوانب شعار "أعيدوا الإعمار بشكل أفضل" الذي يمثّل جوهر مبادرة "إعادة الضبط الكبرى" فسنجد امامنا عملاقاً فاسدا عاريا لايخاف أحد ، أو عملاقاً من عمالقة البنوك، أو سياسياً متعطشاً للسلطة، أو رئيساً بوروقراطياً عادياً يكسب ماله أو نفوذه من خلال العدد الكبير من المعاملات السرية التي تدعم في الحقيقه مسارات  طريق الخراب المجتمعي والفوضى السياسيه في دول الجنوب فقط, بدلأ من  تعبيد طريق  الديموقراطيات والحريات والأمن والاستقرار الأجتماعي الذي لا يمكن ان يرصفه ويحميه سوى الفريق الوطني باجنده وطنيه خالصه .

نعم أخاف على الوطن , من السهل أن نتنبأ بمن يتحمل المسؤولية الكبرى عن اضعاف مجموعات العمال والفقراءوافشاء الفساد والبطاله وافقار الطبقه الوسطى , دعمالأصحاب المصالح في الداخل , وعلى حساب عدم رفع القدرات المطنيه من الشباب والنساء , لتحقيق النهوض الأقتصادي والأجتماعي  , اما في الخارج فهو بذاته من يحذر العالم من مخاطر العنصرية وضرورة وضع الرواتب العادلة واحترام حقوق الإنسان الأقتصاديه والعيش الكريم.انه عالم من المتناقضات , نعم أخاف على الوطن , طالما لم اسمع وأرى جهدا سياسيا وحكوميا في حمايه الأقتصاد الوطني , ما اقصده اقتصاد السكان والناس والتنميه الشموليه .


الرئيس التنفيذي / مرصد مؤشر المستقبل الإقتصادي
anwar.aak@gmail.com
تابعو جهينة نيوز على google news