جبال "الشريعة" بالجزائر تكتسي بالبياض
يصفها بعض زوارها بـ"سويسرا الجزائر".. وتخطف العائلات في مغامرات ثلجية
وسط أشجار الصنوبر والأرز العالية في ولاية البليدة (50 كم عن العاصمة الجزائر)، تقع جبال الشريعة ذات النسيج الطبيعي والإبداع الرباني، والتي تخطف بجمالها أولئك المفتونين بعيش المغامرات في هذه الفترة المتميزة بسقوط الثلوج.
"سويسرا الجزائرية"
تمتاز الشريعة بكونها مدينة فريدة في هندسة بيوتها المعمارية المبنية على طراز غير مألوف في ولاية البليدة، إذ يلقبها كثيرون بـ"سويسرا الجزائرية" نظرا لتشابهها مع سويسرا في عدة خصائص، منها المناظر الخلابة التي يتمتع بها السائح وهو يتجول بين غابات البلوط والأرز الأطلسي، ومن خلال تسلقه للقمم الجبلية يمكنه رؤية مدينة الورود (تسمية مدينة البليدة) كلها بمعالمها المعمارية، إضافة إلى المدن والمناطق بسهل متيجة، وصولاً إلى جبل شنوة وساحل تيبازة، ومنارات جامع الكوثـر الأربع في وسط البليدة العتيقة، والعمارات الشاهقة.
تمرد على برودة الطقس
خلال فصل الشتاء تشق العشرات من العائلات الجزائرية طريقها نحو غابة الشريعة، واحدة من الحظائر الوطنية التي تتواجد بها ثروات نباتية وحيوانية نادرة، حيث تتوفر على أكثر من 380 نوع نباتي وأكثر من 800 فصيلة من الحيوانات.
وتتمرد العائلات على برودة الطقس وموجة الصقيع، لاستغلال فترة تساقط الثلوج بالشريعة في الترويح عن النفس واللعب والتزلج والتمتع بمناظر خلابة. ويجد الزائر أماكن الراحة التي وفرتها إدارة الحظيرة الوطنية للشريعة، من طاولات وكراسي خشبية في الهواء الطلق، في كل من "بني علي" بالقرب من محطة التلفيريك، وغابة الكستناء، ومحطة التزحلق.
الشريعة تلبس رداءها الأبيض
وارتدت الشريعة لأول مرة في فصل الشتاء حلتها البيضاء عقب التساقط المعتبر للثلوج، الأمر الذي دفع بالسياح لزيارتها والتمتع بمناظرها الخلابة، ما دفع بالسلطات المحلية بالبليدة الى اتخاذ عدة تدابير من شأنها تنظيم استقبال الزوار، حيث عمدت مؤخرا على تنظيم سير المركبات ومكان توقفها لتفادي غلق الطرق المؤدية للمرتفعات.
ومن أعماق الجبال الشاهقة بالشريعة تتدفق مياه عذبة بمكان يسمى ''العوينة'' (تصغير لكلمة عين)، إذ يعتبره كثيرون محطة بارزة في طريق الرحلة باتجاه الشريعة.
وتقع في منعرج ضيق يتسع بالكاد لمرور سيارتين اثنتين، لكن عذوبة مياه هذه العين وبرودتها في أيام الصيف الحارة تجعلها محطة سياحية حتمية، حيث يُفضل كثير من السياح التوقف عندها للتزود بالمياه أو الشرب منها، أما في فصل الشتاء تتحول مكان يغطيه الثلج يصلح لالتقاط صور تذكارية.