وقفتان بغزة وخانيونس تنديدًا باستمرار تقليصات "أونروا"
حماس تطالب بتوفير الدعم الكافي
غزة - صفا
طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم امس الإثنين المجتمع الدولي بتوفير الدعم الكافي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لتتمكن من تقديم خدماتها وواجباتها تجاه ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
ودعت الحركة في بيان صحفي وصل وكالة "صفا" المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى عدم التهاون بالمخاطر المترتبة على المساس بملف اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم المادية والسياسية، بعيشهم بحرية وكرامة، والعودة إلى ديارهم التي هجروا منها وتعويضهم.
وأكدت ضرورة البحث عن حلول جذرية لمشكلة "أونروا".
وقالت: "من غير المقبول أن تستمر معاناة اللاجئين الفلسطينيين، وأن تبقى حياتهم مرهونة بحسابات سياسية دولية، وبقرارات عنصرية أمريكية لصالح الاحتلال الإسرائيلي".
وطالبت حماس الأمم المتحدة باتخاذ قرار مسؤول باعتماد موازنة الوكالة كجزء من موازنتها الرئيسة.
وأشارت إلى أن "تفاقم الأزمة المالية لوكالة الغوث ينعكس بشكل خطير على حياة أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون بشكل أساسي على خدماتها".
وينعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك مؤتمر "التعهدات المستمرة" للدول المانحة لوكالة الغوث، لمحاولة حل العجز الحاصل في ميزانية "أونروا" والبالغ نحو 250 مليون دولار.
تزامن مع انطلاق مؤتمر المانحين بنيويورك
من جهة اخرى نظّمت اللجنة المشتركة للاجئين في قطاع غزةامس الاثنين وقفتين احتجاجيتين؛ وذلك تنديدًا باستمرار وكالة الغوث الدولية "الأونروا" في تقليص خدماتها بحق اللاجئين الفلسطينيين.
وتضم اللجنة التي نظّمت حشدًا جماهيريّاً أمام مقر وكالة الغوث الرئيس بغزة قوي وطنية وإسلامية واللجان الشعبية للاجئين واتحاد الموظفين العرب في الوكالة والمجلس المركزي الأعلى لأولياء الأمور.
وناشد رئيس اتحاد الموظفين العرب بأونروا أمير المسحال الدول المشاركة في اجتماع نيويورك وجميع أحرار العالم أن تستمر بدعمها السياسي لقضية اللاجئين.
وأكد المسحال أن توفر هذا الدعم سيوفّر الأموال اللازمة لبقاء هذه المؤسسة حتى العودة وتقرير المصير؛ "لأن المبلغ المطلوب لا يذكر أمام إرادة هذه الدول التي ساندت الأونروا خلال سبعة عقود مضت".
وتتجه الأنظار إلى مؤتمر المانحين المنعقد في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك؛ إذ إن المؤتمر مخصص للدول المانحة لـ "الأونروا" لجمع مبالغ مالية قيمتها 250 مليون دولار.
وأعلن المفوض العالم للأونروا بيير كرينبول في مؤتمر سابق له مطلع عام 2018 عن قيمة العجز المالي للأونروا والبالغ 446 مليون دولار؛ إثر عدم التزام الولايات المتحدة الأمريكية بحصتها السنوية نتيجة موقفها السياسي تجاه القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين.
وبيّن المسحال أن سد 256 مليون دولار لأمن واستقرار وسلامة وحياة 5 ملايين لاجئ فلسطيني في غزة والضفة ولبنان وسوريا والأردن لهو زهيد ورخيص أمام ما ينفقه العالم من مبالغ طائلة من أجل الحرب وعدم الاستقرار.
وأضاف " على الرغم مما تواجهه الوكالة من أزمة مالية غير مسبوقة؛ وحتى لو لم يتم سداد كل أو جزء من العجز المالي فهذا لا يعني انتهاء عمل الأونروا، فالذي يملتك صلاحية إنهاء أو بقاء وكالة الغوث هي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذر المسحال من أن تقليص خدمات وكالة الغوث ومحاولات اضعافها أو إغلاقها لهو نذير بكارثة إنسانية تهدد الملايين من الفلسطينيين وخاصةً في غزة، حيث المزود الوحيد للاجئين.
وحذّر إدارة الأونروا من الشروع بمزيد من التقليصات وإجراءات التقشف من أي برامج الوكالة سواء العادية أو الطارئة، أو اتخاذ اية قرارات أحادية الجانب سواء تمس العاملين أو اللاجئين التي من شأنها أن تشغل المنطقة، على حد تعبيره.
الشاهد الدولي
وقال القيادي بالجبهة الديمقراطية محمود خلف في كلمة ممثلة عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية "على امتداد 70 عامًا لم تتمكن الأمم المتحدة من الوفاء لالتزاماتها وقرارها الأممي القاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها، وقد استعاضوا عن هذا العجز بإنشاء الأونروا في عام 1949 بقرار 302 لتقديم الخدمات للاجئين إلى أن يعودوا إلى ديارهم".
وأوضح خلف أن الشعب الفلسطيني يحافظ على وكالة الغوث الدولية باعتبارها الشاهد الدولي الحي على قضية اللجوء وتشتيت الشعب الفلسطيني، "حتى جاء الدور على محاولة قبر هذا الشاهد بإقدام إدارة ترمب على تخفيض الحصة المالية المخصصة لدفعها للأونروا بأكثر من 85%".
وبيّن أن ذلك جاء بهدف خلق أزمة لوظيفة الأونروا والإضرار بوظائفها، وبالتالي تحويل شؤون اللاجئين إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة تمهيداً لإسقاط حق العودة.
وحذّر خلف من خطورة ما يتم الإعداد له من محاولات تصفية لقضية اللاجئين واستبدالها بمشاريع إنسانية، داعياً المتعهدين للأونروا المجتمعين في نيويورك اليوم الاثنين للوقوف عند مسؤولياتهم لحل الأزمة المالية.
وطالب بوضع آليات اللازمة لتسديد العجز بموازنة الأونروا البالغ 250 مليون دولار، وذلك من خلال الدول المتعهدة والأمم المتحدة، مشددًا على تمسك الشعب الفلسطيني بالأونروا وباستمرار عملها بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد خلف على ضرورة عدم المساس أو التلاعب بمبدأ تجديد التفويض للأونروا الذي ينتهي في شهر سبتمبر من العام 2019، محذرًا من المساس بخدمات اللاجئين أو اللجوء إلى تقليص الخدمات واستغلال الأزمة المالية للتغول على حقوق ومكتسبات اللاجئين.
وطالب بتحويل ميزانية الأونروا لتكون موازنة ثابتة تابعة للأمم المتحدة، وألّا نعتمد على تبرعات المانحين وتقديم المؤسسات والأفراد، وبالتالي تكرار الأزمات المالية مما يتيح المجال لتوظيفها سياسياً.
تسييس الأونروا
وجدد رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة خالد السراج رفضه للمحاولات الأمريكية الهادفة لتسييس وكالة الغوث الدولية بالتزامن مع اجتماع للدول المانحة بنيويورك.
وأكد السراج أن المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة وعلى رأسها الأمين العام أنطونيو غونتيريس مطالبون بتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية حقوق اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم، إلى حين تطبيق القرار الدولي 194 وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.
وطالب المجتمع الدولي والدول المانحة للأونروا باتخاذ قرارات داعمة للأونروا بما يحقق استمرار عمل الوكالة والقيام بمهامها وخدماتها التعليمية والصحية بمناطق عملياتها الخمس، وحثّ المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته التاريخية بحل الأزمات المالية المتتالية للأونروا.
وحذّر المجتمع الدولي "من أي تقاعس أو تهاون" بعمل الأونروا أو المساس بقرار التفويض، موضحاً أن الأزمة الخانقة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون خاصةً في قطاع غزة يهدد بانهيار الحياة الاجتماعية بكل مكوناتها وتهديد الأمن والسلم الأمني والاجتماعي.
وطالب السراج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غونتيريس العمل على وضع موازنة ثابتة للأونروا تراعي الزيادة الطبيعية لأعداد اللاجئين الفلسطينيين وزيادة الخدمات المقدمة لهم، من خلال استحداث آليات جديدة لتأمين مصادر تمويل مستدامة والبحث عن شركاء ومانحين جدد لسد العجز المالي.
وفي خانيونس، نظمت اللجان الشعبية للاجئين وقفة احتجاجية أمام مكتب مدير منطقة خان يونس، على زيادة تقليصات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وتفاقم أزمة الخدمات الإنسانية المقدمة للاجئين في كافة أماكن تواجدهم.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين في خانيونس مازن الشيخ في كلمة تلاها في الوقفة على أن كثيراً من خدمات الأونروا أصبحت عرضة للتوقف والانهيار جراء الإجراءات التقليصية التي تقوم بها الوكالة، مما يفاقم ويزيد من صعوبة الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان وغزة على وجه الخصوص.
وقال الشيخ، "لقد شكلت الأونروا بما وفرته من إغاثة وتشغيل اللاجئين ضمانة تمنع من انزلاق المنطقة لظروف أصعب مما عليه اليوم"، مطالباً مؤتمر المتعهدين للأونروا المجتمعين في نيويورك بتوفير الميزانيات الكافية لاستمرار عمل برامج الأونروا دون عجوزات مالية.
وأضاف "لابد من ضمان استمرار عمل الأونروا بدون أي تغيير في التفويض، والعمل على انتشال المنطقة من أزمات تنذر بانفجار غير محسوب العواقب، وذلك من خلال توسيع دائرة عمل الأونروا بين الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة ضمان حياة كريمة للاجئين تطبيقاً للشعار الذي رفعه مفوض عام الأونروا "الكرامة لا تقدر بثمن".
ورفع المشاركون في الوقفة يافطات حملت شعارات تطالب الأونروا بالعيش الكريم، ووقف تقليص خدماتها للاجئين المحاصرين في قطاع غزة.
شرح الصورة
وقفة احتجاجية في غزة