سوريا وحالة الهذيان السياسي ...
محمد علي الزعبي
تعيش سوريا في هذه الأيام في حالة من الهذيان السياسي بعد التقارب السوري التركي ، وحالة النفور الداخلي في شمال وجنوب سوريا من هذا التقارب ، والدور المحوري الروسي لبقاء سوريا نقطة ارتكاز في الساحة العربية وقاعدة مواجه لتحقيق اهدافها في المنطقة ، والوجود الإيراني ، وردود الفعل الخارجية من بعض دول العالم ودول الإقليم للتحركات السياسية الاخيرة لسوريا ، رغم الإشارات الواضحة من الجانب التركي رفضها التطبيع مع النظام السوري ، وخوف الولايات المتحدةالأمريكية من هذه العلاقات ، جميعها إشارات لابقاء حالة الغليان في الساحة السورية .
أصبحت سوريا مرتع وملعب للقوي العضمى بالإضافة إلى دول الإقليم وخاصة إيران وتركيا ، والتدخل المباشر الإيراني في رسم السياسات الداخلية والخارجية في سوريا من خلال فصائل قاسم سليماني المسيطرة على الشأن الداخلي ، وبتائيد روسي ، بالإضافة إلى تدخل بعض دول الخليج الداعمه لبعض فصائل المعارضة والتواجد الأمريكي في جنوب سوريا ، وتغول فصائل حزب الله وتعنت القيادة السورية والاهداف والمصالح لبعض الدول العضمى ، جميع هذه العوامل جعلت سوريا في حالة من الارباك السياسي مفعم بالغوغائية ،وغير قابل للتفاوض والتخبط في قرارتها وتوجهاتها السياسية .
على القيادة السورية ان تاخذ موقفاً صريحاً وسريع في تعزيز العلاقات والارتقاء بها بين الدول العربية والعودة الطوعية لسوريا للحضن العربي ، والانصياع لكل القرارات التى تخدم وحدة سوريا وامنها واستقرارها من خلال جامعة الدول العربية .
فاعلى كل الدول العربية ان تتاخذ قراراً موحداً اتجاه سوريا ، واعادة العلاقات الدبلوماسية الصحيحة والتدخل الفعلي بالمصالحة بين فصائل المعارضة والقيادة السورية وبناء جسور حقيقية بين الدول العربية وسوريا ، إذ لا يمكن أن تحل القضية السورية الا من خلال جامعة الدول العربية ، ووضع خطط تصالحيه تخدم المصالح العليا لسوريا ، ولا تغول على طرف من اطراف النزاع ، ولا تِدخل بها المصالح والاهداف الدولية والاقليمية او العربية ذات المغزى ، ورسم سياسة حقيقية للاسهام في نزع فتيل الازمة فيها .