رؤية التحديث الاقتصادي أبرز حدث اقتصادي للأردن خلال 2022..
وترى رؤية
التحديث الاقتصادي، أن نقاط قوة المملكــة النســبية تكمن فــي مؤشــرات:
الأداء البيئــي، ومــدركات الفسـاد، وريـادة الأعمـال، بينمـا يظهر أداؤها
متوسـطًا في مؤشـرات: التنافسـية، والتعقيـد الاقتصادي، والأداء الصناعي
التنافسـي، والتقـدم الاجتماعي، والازدهار، وتنافســية المواهــب.
أمــا
المؤشــرات التي ينبغي تحقيق قفزة نوعية في تصنيـف المملكـة فيهـا فتشمل:
الابتكار، والتنميـة البشـرية، وتطويـر الحكومـة الإلكترونية، والفجــوة
الجندريــة، والمــرأة وأنشــطة الأعمــال والقانــون، والقيــود
المفروضــة عــلى الاستثمار الأجنبي المباشــر.
وتقرُّ الرؤية بأن
الأداء المتواضع للاقتصاد الأردني في ظل تبعات الظروف المحلية والإقليمية
والعالمية، وارتفاع عدد السكان ويشمل ذلك اللاجئين، أدى إلى ارتفاع نسب
البطالة بشكل ملحوظ وبالأخص بين الشباب، وتراجع نسبي في بعض المؤشرات،
الأمر الذي يعد مشكلة أساسية ستستمر على مدى العقد المقبل إن لم يتم
التعامل معها بجدية.
وحتى يصبح الأردن موقــع جذب دولي، سيتعين عليــه
الارتقاء بنحو كبيــر فــي عوامــل التمكيــن الأساســية فــي مجالات عدة،
مثل ســهولة ممارســة الأعمـال، والبنيـة التحتيـة، وتنافسـية كلـف
التشـغيل، وتوافـر مهـارات محـددة إلى جانـب مسـتويات عاليـة مـن الإنتاجية
والقـدرة عـلى الابتكار والإبداع فـي عدد مـن القطاعـات الواعـدة المحفـزة
للنمو، مثـل الصناعـة والتعدين والسـياحة والصناعـات الإبداعية.
وتسعى
ركيزة النمو الاقتصادي إلى تحقيق أهداف الرؤية الثلاثة، وهي توفيــر فرص
عمل جديدة لأكثر من مليون شاب وشابة بحلول عام 2033، وزيادة الدخل الحقيقي
للفرد بنسبة 3 بالمئة سنوياً في المتوسط، ورفع ترتيب الأردن في مؤشر
التنافسية العالمي ليصبح ضمن أعلى 30 بالمئة.
في حين تسعى ركيزة جودة
الحياة مضاعفة نسبة الراضين عن نوعية الحياة لتصل إلى 80 بالمئة، ورفع
تصنيف إحدى المدن الأردنية لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة في العالم، ورفع ترتيب
الأردن في مؤشر ليغاتوم للازدهار، ليصبح ضمن أعلى 30 بالمئة.
أما
الاستدامة؛ فستكون عبر التوسـع فـي مجـالات الطاقـة المتجـددة، بمـا فـي
ذلـك اسـتخدام أنـواع جديــدة مــن الطاقــة مثــل الهيدروجيــن، وتشــجيع
الاستخدام الكفــؤ للطاقــة، وتطوير أنظمة النقل المستدامة، وإنشاء محطات
للشحن الكهربائي، وتحفيـز السـياحة البيئيـة والأنشطة الصديقـة للبيئـة
والقائمـة علـى تجربـة الاندماج مــع الطبيعــة، واســتخدام أنمــاط
زراعيــة تتــواءم مــع البيئــة المناخيــة، بمــا فــي ذلــك الممارســات
الحديثــة والصديقــة للبيئــة، وتشـجيع الاستخدام الكفـؤ للميـاه وتحسـين
جودتهـا، وتوفيـر مـوارد مائيـة جديدة وخفض مستوى الفاقد وصولاً للمعايير
الفضلى دولياً، وتقليل مصادر النفايات، وتطوير إدارتها، وإعادة تدويرها.
وتشمل
محركات تنفيذ الرؤية الثمانية: الصناعات عالية القيمة، كالتعدين والصناعات
الكيماوية والدوائية والهندسية والغذائية، وصناعة المحيكات، والزراعة
والأمن الغذائي، والخدمات اللوجستية، ومحرّك الخدمات المستقبلية، كخدمات
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والصناعات الإبداعية والرعاية الصحية
والخدمات المالية والتجارة والنقل.
كما تشمل محرّك الأردن وجهة عالمية،
من حيث السياحة الثقافية والطبيعية والعلاجية والاستشفائية والدينية،
ومواقع إنتاج الأفلام، ومحّرك الريادة والإبداع، عبر التعليم الأساسي
والثانوي والعالي والتدريب المهني والبيانات والبحث والتطوير والابتكار
وريادة الأعمال والشركات الناشئة، ومحرك الموارد المستدامة من طاقة ومياه،
ومحرك نوعية الحياة من حيث جودتها والتنمية الحضرية، ومحرك البيئة
المستدامة والاقتصاد الأخضر، والاستثمار المحلي والأجنبي ومشاريع الشراكة
والمشاريع الكبرى.
وتستهدف الرؤية عبر محرّكاتها النهوض بالاقتصاد
الصناعي وتحويل المملكة إلى مركز صناعي رئيس في المنطقة ومركز لتصدير
المنتجات عالية القيمة وسريعة النمو، من خلال وضع استراتيجية لقطاع
الصناعات التحويلية، وإطلاق مبادرة "المرأة في قطاع الصناعات التحويلية"
وتشجيع ريادة الأعمال في التصنيع، وتسويق المنتجات الصناعية الغذائية
محلياً ودولياً، وإطلاق تخصص المحاصيل الصناعية في قطاع الأغذية.
كما
تستهدف إنتاج العقاقير البيولوجية، ودعت إلى إتاحة بيانات الملكية الفكرية
لتيسير الوصول إليها وتنمية البحث والتطوير لدعم إنتاج عقاقير جديدة، ووضع
التشريعات الناظمة لتمكين إنتاج الأدوية البيولوجية وعقاقير التكنولوجيا
الحيوية والبدائل الحيوية.
وأكدت أهمية إطلاق قواعد تسعير ميسرة تضمن
استقرار الأسعار، وتأسيس جهة استراتيجية مختصة بقطاع الصناعات الدوائية،
إضافة إلى إعداد خطط عمل تفصيلية لصادرات القطاع.
وركزت مقترحات صناعة المحيكات على إنشاء صناعات أقمشة تمكن الصناعـة مـن تلبية عدة طلبات لأسـواق التصدير خـلال الموسم الواحـد.
ودعت
إلى توسيع برنامج التدريب المهني والاستفادة من مجلس مهارات القطاع وتشجيع
توظيف المواهب المحلية، والعمل على زيادة نسبة الأردنيين العاملين في
المناصب الإدارية في القطاع.
وأكدت ضرورة جذب الاستثمارات في القطاع،
وتحسين الإنتاجية وتنافسية الكلفة في القطاع وزيادة الترابط بين الشركات
العاملة الكبيرة والصغيرة لمساعدة الأخيرة على النمو.
وأشارت إلى ضرورة
إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالقطاع وإعداد حوكمة موحدة للقطاع وتبسيط
الإجراءات الحكومية الخاصة بالقطاع, وإعداد خطة تفصيلية للقطاع.
وبخصوص
الصناعات الهندسية، دعت الرؤية إلى جذب ثلاث شركات عالمية رائدة في القطاع
لخلق سوق للشركات المحلية وإعداد دراسات جدوى اقتصاديـة تفصيليـة حـول
إدخـال واستخدام المنتجـات الهندسية الجديدة والمستقبلية سريعة النمـو.
وركزت
على تأسيس مركـز للبحث والتطوير والابتكار يركز عـلى حـلـول الصناعات
الهندسية ذات الإمكانات العالية والقيمة المضافـة وفـرص الاستغلال التجـاري
وتسريع تبني حلول الثورة الصناعية الرابعة.
وأشارت الرؤية إلى ضرورة
تعزيز التعاون بين قطاعات الصناعات الهندسية والتصميم الصناعي والاتصالات
وتكنولوجيا المعلومات وقطاعـات التوريد وتسويق المنتجات الهندسية في
الأسواق المحلية والعالمية، وإطلاق برنامج تعليمي متخصص (الأكاديميات
الهندسية)، إضافة إلى إعداد خطط وطنية تفصيلية وخريطة طريق للاستثمار في
القطاع.
واقترحت إنشاء مجمع للصناعات الكيماوية، وتأسيس مركـز للبحث
والتطوير والابتكار يركـز عـلى سلسلة القيمـة الخاصـة بالبوتاس والفوسفات
وفـرص الاستغلال التجـاري وبناء استراتيجية مفضلـة لتصنيع المنتجات الوسيطة
والنهائيـة مـن البوتـاس والفوسفات.
وشددت على ضرورة تسويق الصناعات
الكيماوية الأردنية دوليا، وجذب مستثمرين دوليين استراتيجيين لإنشاء صناعات
كيماوية جديدة، وإعداد برامج تعليمية متخصصة لتوفير المهارات المطلوبة في
قطاع الصناعات الكيماوية وتشجيع التعاون الإقليمي.
وأكدت أهمية تطوير
استراتيجية تكاملية للصناعات الكيماوية في الإقليم وتأسيس جهة صناعية مختصة
في قطاع الصناعات الكيماوية الأردنية وإعداد استراتيجية وخريطة طريق
للاستثمارات في هذا القطاع.
واقترحت الرؤية تأسيس جهة متخصصة بالأمن
الغذائي، إلى جانب مركز وطني لأبحاث الأمن الغذائي، كجزء من مبادرات متعلقة
بالزراعة والأمن الغذائي، وتضمنت المبادرات المقترحة كذلك، إعداد نظام
رقمي للبيانات الغذائية، وتعديل اللوائح التنظيمية والسياسات ذات الصلة
بالزراعة والثروة الحيوانية، وتأسيس مجمع متكامل للأغذية الزراعية
والمصنعة، وتجديد البنية التحتية وسلسلة الإمداد والتبريد.
--(بترا)