banner
أخبار محلية
banner

ضعف مخرجات التعليم ٠٠ الأسباب والعلاج

{clean_title}
جهينة نيوز -
شذى حتامله
يرى العديد من الخبراء التربويون والمهتمين بالشأن التربوي أن النظام التعليمي في الاردن شهد في السنوات الاخيرة تراجع وضعف في مخرجاته بشكل لا تتلائم مع متطلبات واحتياجات سوق العمل، الامر الذي ادى بدوره إلى زيادة معدلات البطالة بين خريجي الجامعات لاصطدام الكثير من الطلبة بالواقع الوظيفي الذي يتعارض مع قدراتهم وتطلعاتهم .
وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة أكد في تصريحات سابقة أن هناك دراستان توصلتا إلى أن ضعفا كبيرا في اللغة العربية والرياضيات لدى طلبة المدارس تفاقمت بعد كورونا.
وبدوره اكد استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي ان ضعف مخرجات التعليم تتحمله ثلاثة اطراف هي اولياء الامور والمؤسسة التعليمية والمعلمين موضحا أن اولياء الامور مسؤولون عن ضعف الطلبة بعدم متابعتهم إضافة إلى عدم تشجيعهم وتحفيزهم على الدراسة وتوفير جو تعليمي، جيد لان هذا يولد لدى الطلبة شعور بعدم الاهتمام بالدراسة.
واضاف أن الطلبة لا يوجد لديهم دافعية للتعليم والدراسة وأدراك لأهمية الشهادة الجامعية إضافة إلى عدم تخطيطهم للمستقبل، مبينا ان الاصدقاء السوء لهم دور كبير في تراجع التحصيل الدراسي لدى العديد من الطلبة.
وتابع خزاعي أن الطلبة يتحملون مسؤولية عدم متابعة وفهم موادهم الدراسية ، مشيرا إلى أن هناك العديد من الطلبة يمتنعون عن الافصاح عن عدم فهمهم واستيعابهم  للمادة التعليمية واذا واجهوا صعوبات في العملية التعليمية .
ولفت إلى أن الجانب المهم في المخرجات التعليمية هو المعلم والمؤسسة التعليمية لأنه يقع على عاتقهم عملية جذب الطلبة وتدريسهم بشكل مناسب ومتابعة تحصيلهم الدراسي ، مبينا ان على المعلم والمؤسسة التعليمية تشجيع ومتابعة الضعفاء وتسهيل المادة الدراسية عليهم، إضافة إلى  فتح باب الحوار والنقاش والمشاركة مع الطلبة، مؤكدا على اهمية ابتعاد المدرس عن اسلوب التلقين والحفظ  وافساح المجال امام الطلبة للتنافس والمشاركة الفعالة داخل الغرف الصفية لتحفيز هم على التعليم  .
ودعا إلى ضرورة توفير المدارس والجامعات للخدمات التعليمية كافة والاجواء الدراسية المحفزة للطلبة، مضيفا انه يجب على المؤسسات التعليمية توفير الخدمات اللوجستية كالملاعب وغرف نشاطات صفية ولامنهجية، داعيا إلى التفاعل ما بين المؤسسات التعليمية واولياء الامور واطلاعهم على سلوكيات ابنائهم .
وفي السياق ذاته، قال الخبير التربوي وعميد كلية اللغة العربية في الجامعة الاسلامية الدكتور صالح المذهان ، ان التعليم يقوم على أربع ركائز أساسية وهي المتعلم، والمعلم، والمادة الدراسية، والبيئة التعليمية، والمراقب للتعليم، مبينا ان المراقب للتعليم يجد أن مخرجاته متدنية فلم تعد المؤسسات التعليمية "المدارس والجامعات" تخرج مخرجات علمية تحقق المستوى العلمي المطلوب الذي يحقق النتاجات التعليمية التي خططت لها هذه المؤسسات ، مضيفا أن المتعلم لم يحقق الحد الأدنى من هذه النتاجات المخطط لها ولم يكتسب المهارات الأساسية، وهو متعلم في مستوى المبتدئ لم يصل إلى مستوى الإتقان الجزئي فالمستويات التي يتم اعتمادها في اختبار ضبط جودة التعليم أربعة وهي مبتدئ، ومستوى الإتقان الجزئي، ومستوى الإتقان التام، والمستوى المتقدم.
وبين المذهان أن المتعلم في مؤسساتنا في مستوى المبتدئ وهذا المستوى أظهرته الاختبارات التشخيصية التي أجرتها وزارة التربية والتعليم للصفوف من الرابع الأساسي إلى الحادي عشر، إضافة إلى الاختبارات التي نفذها ديوان الخدمة المدنية، ومجمع اللغة العربية لمن تقدم إلى وظيفة معلم في وزارة التربية.
واشار إلى أن اسباب هذه الظاهرة كثيرة منها ما يعود إلى المعلم أو المتعلم ومنها إلى المادة التعليمية، والبيئة التعليمية، موضحا أن المعلم الذي يتولى مهنة التعليم الأساسية أو الجامعي ان وصل إلى هذه الوظيفة بطرق غير صحيحة فانه يكون عبئا  على طلبته وغير قادر على رفع كفايتهم العلمية واتساع الفجوة العلمية بين طلبته ومصادر المعرفة القديمة والحديثة .
واقترح المذهان أن تقوم المؤسسات العلمية بإعادة النظر في التخطيط التربوي والعلمي لها  واختيار المعلمين اختيارا علميا وتربويا ، مبينا ان  يكون الاختيار  مبنيا  على أسس علمية مدروسة ومؤشرات حقيقة تساعد على اختيار الشخص المناسب ، مضيفا أن  تكون هذه المؤسسات علمية تربوية يقودها  تربويون يمتلكون مؤهلات علمية وتربوية وخبرات علمية وعملية .
وتابع أن تعتمد هذه المؤسسات الكتب العلمية النافعة في أثناء تدريسها الطلبة باعتبار أنها تقدم المعرفة والقيم والاتجاهات أفضل من الاعتماد على الملخصات، مبينا أن هذه الكتب تمكن  الطالب من الثروة اللغوية والطلاقة والقدرة على الكتابة بأسلوب علمي ولغوي.
واوضح الخبير التربوي محمود درويش ان ضعف مخرجات التعليم تعود لعدة اسباب منها الاوضاع المادية والمعيشية اضافة إلى الاعتماد على التلقين والحفظ في التدريس والتعليم وعدم اتباع اساليب واستراتيجيات التدريس الحديثة، مضيفا أن المناهج تعاني من الزخم والحشو الزائد.
واضاف أن الكادر التدريسي غير معد للتدريس بالطرق والاساليب الحديثة وتدريس النوعية الجديدة من المناهج، مشيرا إلى ان هناك اعداد كبيرة من الطلبة داخل الشعب الصفية وهذا بدوره ادى إلى ضعف مستوى التحصيل والتعليم .
واقترح درويش لتحسين مخرجات التعليم وضع خطط على المدى البعيد، واعداد الكوادر التدريسية اعدادا جيدا وبالأخص مدرسي رياض الاطفال والصفوف الاساسية.
وفي السياق ذاته قال الخبير التربوي احمد وهدان،  انه يتم التطريق والحديث مؤخرا  عن ضعف مخرجات التعليم بين اوساط المجتمع، مبينا انه اجريت العديد من الابحاث والدراسات مفادها أن المدرس والمعلم لهما اثر كبير في تحصيل الطلبة بدرجة 23 بمعنى ان الطالب الذي يدرسه معلم جيد سيتفوق بمقدار 23 درجة على زميله الذي يدرسه ضعيف .
وبين ان المعلم صانع النجاح في مسيرة الطلبة ومستقبلهم العلمي، وهذه النتيجة تتوافق مع ممارساتنا التعليمية وقناعاتنا الذاتية عند اختيار المدرس، لافتا إلى ان الاهل عادة ما يبحثون عن المعلم الجيد لما له من اثر واضح في الصفوف الاولى فالأثر يمكن ملاحظته في قدرات الطلية وتطور مهارتهم في القراءة والكتابة .
ولفت إلى ان هناك اساب لضعف مخرجات التعليم في الابتدائية وهي تدني دافعية الطالب نحو التعليم لعدم تطوير المعلم ورفده بمستجدات الحياة التعليمية ، إضافة إلى اجهاد المعلم بكثرة الحصص المخصصة له يما يضيق عليه الوقت بالبحث والتطور  ، مضيفا ان المستوى المعيشي للأسرة يوثر على الطالب في حرمانه الكثير من الاشياء التي يحتاجها  اثناء التعلم .
وتابع ان عدم توافق طرق التدريس مع نوعية الطلبة من احدى الاسباب لضعف مخرجات التعليم إضافة لالغاء الرسوب في المراحل المدرسية الاولى واقصاء دور الاهل في العملية التعليمية، مضيفا ان هناك اسباب اخرى له علاقة بعدم تخصيص مكافئات حقيقية للمدرسين تفي بالمستوى الجيد المبذول .
واقترح وهدان لتحسين مخرجات التعليم تهيئة الظروف الاقتصادية والادارية بشكل يسمح للمعلم بطرح ما في جعبته وبذل قصارى جهده في اتمام تحقيق الاهداف المرجوة لهذه الغاية وتحفيزه على الابداع من اجل طالب افضل وبيئة افضل.
واوضح أن تطوير التعليم ورفع كفاءته له تأثير مباشر في تحصيل الطلبة اكثر من تطوير أو تحسين المدراس والوسائل أو المباني لذلك يجب اعطاء التعليم  الأولوية في التطوير وذلك من خلال اعداد وتطوير معلمين اكفاء .
تابعو جهينة نيوز على google news