banner
أخبار محلية
banner

النخبة تناقش ثقافة استقالة المسؤول

{clean_title}
جهينة نيوز -
 مريم القاسم 
طرح ملتقى النخبة ظاهرة تحمل المسؤولية الأدبية وثقافة استقالة المسؤول عند وقوع الخلل ، حيث القى المتحدثون الضوء على دور الإعلام والصحافة الاستقصائية في نشر هذه الثقافة ، و دور المجتمع في اجبار المسؤول المقصر على اتخاذ قرار الاستقالة ، ودور الأحزاب السياسية في التأثير على الرأي العام .
بين الدكتور خالد الوزني ان ثقافة الاستقالة الأدبية في تحمل المسؤولية تتواجد عند توفر ثقافة منظومة قيم واخلاقيات العمل الإداري ، موضحا ان نشر هذه الثقافة تتطلب وجود وعي حقيقي بتحمل المسؤولية وأن يكون العمل العام والخاص مرتبطين بتقييم الأداء من جهة، وبالمحاسبة الشفافة النزيهة من جهة اخرى. 
وقال الدكتور ياسر الشمالي ان ثقافة تحمل المسؤولية والاستقالة مرتبطة بمنظومة ثقافية نفتقدها،مبينا انه من غير المنطقي مطالبة المسؤول بالاستقالة وهو من الاساس ليس الاولى بموقع عمله ويعلم أن من سيخلفه ليس بأفضل منه ، ويعلم أن خروجه من الموقع سيفقده ميزات مادية ومعنوية . 
وفي السياق ذاته ، اوضح الدكتور عيد ابو دلبوح الى ان الاسباب الموجبة لتطبيق ثقافة الاستقالة الادبية غير متوفرة في الاردن ، مبينا انه لا يوجد مسؤول يتم اختياره بناء على نهج خاص به مستندا الى رؤىً سياسية واقتصادية واجتماعية متوفرة لديه يقدمها للناس ويجول الاردن بحيث يفرض نفسه على من يعينون المسؤول . 
واكد محمود الملكاوي غياب ثقافــة الاستقالة الطوعية في مجتمعاتنا ، على الرغم من أنها أساس القيادة الرائدة في المجتمــعات المتقدمة والمتحضرة والتي يحترم مسؤوليها أبناء شعوبهم فعلا لا قولا ، مبينا ان هناك سبباً رئيسياً وراء عدم المبادرة  للاستقالة  لهؤلاء المسؤولين تكمن في مرجعياتهم التي اختارتهم منذ البداية ، أو التي سمحت لهم بالاستمرار رغم القصور الواضح ، والنتائج السيئة التي تظهر يوماً بعد يوم. 
وقال ابراهيم ابو حويله انه لن يتحمل المسؤولية الأدبية من لم يتحمل المسؤولية أصلا ، مؤكدا ان من لم يخطط ويسعى ويبحث ويجمع المعلومات والتفاصيل بحثا عن أسباب النجاح وخوفا من الفشل ، أولئك هم إذا أخفقو شعرو بالمسؤولية وعظم عندهم الشعور بالإحباط والألم ما يدفعه للإستقالة وتحمل كافة النتائج المترتبة على هذا الخطأ. 
واشار مهنا نافع الى ان تحمل المسؤولية الأدبية قرار ذاتي يتخذ من قبل الفرد الذي يجد ان عليه التنحي عن منصبه الحالي نتيجة خطأ او فعل وقع بمؤسسته على رغم من انه لا يتحمل اي مسؤولية قانونية ، انما هذه المسؤولية لهذا الخطأ او الفعل والتبعات المترتبة بسببه موجهه وبوضوح لأفراد آخرين ، لكن كنوع من التعبير عن عدم الرضا او حتى مجرد الشعور بالحزن عن ما حدث بالمؤسسة التي يديرها يقدم البعض على ذلك بدون أي تردد . 
وبين المهندس رائد حتر انه يجب ان يكون المسؤول صاحب قرار لكي يكون مسؤولا عن قراره ويتحمل تبعاته ، مضيفا ان ثقافة الاعتراف بالمسؤولية والخطا والصواب مهما صغرت او كبرت غير موجودة في عرفنا وعاداتنا ونظامنا التربوي والتعليمي ، ولهذا نادرا ما يعترف الإنسان في بلادنا بالخطىء. 
ولفت الدكتور محمد آل خطاب ان المسؤولية الأدبية تعد من أهم علامات تقدم المجتمعات ورقيها ، وهي مقياس لنجاح المنظومة الادارية ، مبينا ان هناك دور للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وفي مقدمتها وسائل الاعلام في ترسيخ قيم هذه المسؤولية من خلال دوره في تشكيل الرأي العام ، وتوجيهه بما يخدم ثقافة المجتمع ويرسخ دوره الرقابي كسلطة رابعة تمارس التأثير على الحكومات والضغط عليها لتبني قضايا المجتمع وتغيير مجريات الأمور واتخاذ موقف ايجابي تجاه القضايا التي يدافع عنها. 
وذكر الدكتور موفق الزعبي ان تحمل المسؤولية الأدبية يعكس ثقافة المجتمع ، وهو قرار يحتاج بالدرجة الأولى إلى شجاعة ، لكن يكثر في مجتمعنا من يتهربون من تحمل المسؤولية الادبية لاعتقادهم أنه بهذا الأمر أنهم يلصقون التهم بأنفسهم مما يزيد اللوم عليهم، ويبدأون بالبحث عن كبش فداء لإلصاق أية تهم محتملة به. 
وبين الدكتور مصطفى عيروط انه عندما يكون المسؤول في اي مكان  قد وصل إلى موقعه دون واسطة او تدخلات متنفذين ويكون واثقا من نفسه ومن عمله وانجازه وكفاءته ومنجزا فانه يتحمل المسؤؤلية ويقدم استقالته ، اما الذين يصلون إلى مواقع بالواسطة والمحسوبية وتدخلات متنفذين فانه لا يمكن أن يقدموا استقالاتهم. 
واشار موسى مشاعره الى ان المسؤولية أمانة تنبع من ضمير المسؤول ومحاسبته لنفسه ، على مدار الأعوام لم نسمع ان وزيرا استقال من منصبه لأنه اخطأ وشعر بالتقصير بمسؤوليته ، وهذا لا يحدث في عالمنا العربي ، موضحا ان ديننا وقيمنا وأخلاقنا وتقاليدنا هي التي يجب أن تقودنا لحمل عبئ المسؤولية وهي التي يجب أن تحكم إرادتنا في الاستمرار او التنحي. 
وعدد المهندس عبد الله عبيدات حالات تحمل المسؤولية وهي عندما ينتج الخطأ عن وزارة او مؤسسة ويكون الوزير او المسؤول في هذا الموقع منذ فتره توجب تحمل المسؤولية ، وعندما يكون الخطأ ناتجا عن قرار او سياسة فرضها هذا المسؤول ، وعندما يرتكب المسؤول خلل واضح ولم يتخذ بحقه إجراء ونتج عنه كارثه او ضرر ، وعندما تكون استقالة المسؤول مطلبا سياسيا ضمن سياق عام ، وعندما يكون مطلبا للتنفيس عن حالة احتقان او غضب شعبي ، وعندما يشعر المسؤول انه غير قادر على تنفيذ برنامجه وطموحه بسبب الكادر الذي يعمل معه او بسبب السياسة العامة للحكومة . 
ويعتقد الدكتور احمد الرشود ان  فكرة الاستقالة والتنحي للمسؤول غير واردة لعدة أسباب منها ان المسؤول منزه وليس له علاقة بالخطأ او الاتفاق ودائما ما يتم تبرير الأخطاء وبسهولة ، وقناعة المسؤول بأنه لا يخطىء ولا يتحمل المسؤولية ومدعوم ، كل ذلك ناتج عن غياب المساءلة فضلا عن ضعف العمل المؤسسي المتكامل . 
وبين زهدي جانبك ان تطبيق المسؤولية الأدبية لم يحصل مؤخرا الا بضغط شعبي ، مثل مأساة البحر الميت ادت الى استقالة وزيرين ، وليس بدافع ذاتي لتحمل المسؤولية الأدبية ، ولذلك بدل اعتزال العمل العام تم نقل الوزيرين الى مواقع أخرى في القطاع العام بسبب لامبالاة الشعب وقلة اهتمامه ، وفي الحادثة الأخرى في السلط تكرر الأمر فاستقال الوزير وتم زرعه في موقع آخر فورا تحت أعين الشعب . 
وشدد حسام مضاعين على ضرورة ترسيخ ثقافة محاسبة المسؤول المقصر قبل ان ندعو المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم الادبية والاخلاقية والتنازل عن مناصبهم في حالة تقصيرهم او عند حدوث خلل معين في مؤسساتهم ، وان لا نكتفي بمجرد اعتذاره او طرده عن منصبه او استقالته الطوعية ، متسائلا ماذا يفيدنا اعتذار مسؤول تسبب في كارثة للمواطنين نتيجة عدم تحمله المسؤوليات الملقاه على عاتقه بالشكل الامثل؟
ولفت الدكتور عديل الشرمان انه لنصل الجرأة الأدبية في تحمل المسؤولية يجب أن تكون ظروف المؤسسة سليمة ومبنية على أسس صحيحة والعاملين فيها على درجة عالية من الأدب والأمانة والإعداد والتدريب والخبرة والمعرفة والانضباطية في العمل ، وفي جميع الأحوال فان استقالة المسؤول في حال حدوث خلل من جانبه وبسببه كأن يكون متهم بالفساد أو السرقة أو تجاوزات تصبح استقالته لازمة أدبيا وقانونيا . 
واوضح محمد الحبيس ان سلوكنا الوظيفي وممارساتنا لاتدعو إلى التفاؤل ؛ فلا نتحلى بالدقة والواقعية والجدية وغيرها حيث انها أمور شائعة وتطغى على سلوك الكثيرين من العاملين في كافة المواقع حتى المؤهلين اكاديميا. 
وبين المهندس محمود الدباس انه عندما يتحمل المسؤول المسؤولية الأدبية ويتنحى عن منصبه فلا بد من مناصرة شعبية للقرار، والنظر اليه بنظرة الانسان الوطني والتي تشجعه على الاستمرار في الحياة وتصحيح ما يمكن تصحيحه ، فالدرجة الاعلى في وقتنا الحاضر تكون لمن يعترف بخطئه ويتحمل مسؤولية خطئه ويتحمل تبعات ذلك الخطأ . 
واشار حاتم مسامرة الى ان هناك دول يتم فيها تعيين الوزراء وليس انتخابهم عن طريق الشعب ، فالمسؤولية تقع على من قام بالتعيين نفسه ، فإن أراد استمرار الوزير أبقاه ، وإن أراد تغييره او إقالته فانه يقوم بالتعديل الوزاري، ويشمل بالعادة وزراء آخرون حتى لا يتم سن سنة حميدة في المجتمع وهي معاقبة المقصر او المسيء.
وقال الدكتور خالد الجايح ان الدور الفاعل للمجتمع والاحزاب والبرلمان في تحمله المسؤولية هو المحاسبة ، فالجميع يجب ان يؤدي دوره في المراقبة ومسؤليته في المحاسبة لكل مسؤول ، لأن طبيعة الانسان اكان فردا عاديا او مسؤلا ان شعر بالحرية المطلقة بلا حساب ولا عتاب، ولا رقيب ولا عتيد.
تابعو جهينة نيوز على google news