أول علاج لتأخير ظهور مرض السكري المزمن.. أمريكا وافقت عليه بعد تجارب ناجحة استمرت لسنوات
تلقى العلاج البيولوجي الذي يؤخر ظهور مرض السكري من النوع الأول (المزمن)، موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهذا العلاج هو أول علاج مُعتمد للوقاية من مرض السكري من النوع الأول، وفق ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية.
يُعطَى الجسم المضاد أحادي النسيلة teplizumab، والذي سوف يُسوَّق تحت الاسم التجاري Tzield، من شركتي ProventionBio و Sanofi، من خلال الحقن الوريدي، بحسب ما ذكرته الشبكة الأمريكية نقلاً عن الشركة المصنعة.
بينما قالت الشركة المصنعة للدواء في مكالمة مع المستثمرين، الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن العلاج سيكلف حوالي 194 ألف دولار مقابل دورة كاملة من العلاج، رغم أنه من غير المتوقع أن يكون هذا هو السعر الذي سيدفعه المستهلكون.
كيف يؤخر العلاج مرض السكري؟
يُعتقد أنه يعمل عن طريق منع هجوم الجسم الخاطئ على الخلايا المنتجة للأنسولين. والفكرة هي أن حماية هذه الخلايا تمنح الناس المزيد من الوقت قبل أن يصبحوا معتمدين على الأنسولين لعلاج حالتهم.
في التجارب السريرية، أخر Tzield التقدم إلى مرض السكري الكامل لأكثر من عامين بقليل، لكن الفوائد استمرت لفترة أطول في بعض المشاركين في الدراسة.
فُحِصَت حالة من المشاركين في الدراسة، وهي ميكايلا أولستن، بعد أن أصيبت أختها ميا البالغة من العمر 9 سنوات فجأة بنوبة من الحماض الكيتوني السكري، ما هدد حياتها، وشُخِّصَت بمرض السكري.
بينما لم يكن هناك تاريخ لمرض السكري في الأسرة، ولم تكن ميكايلا مريضة، لكنها كانت لديها أربعة من خمسة أنواع من الأجسام المضادة الذاتية التي يبحث عنها الأطباء لتقييم مخاطر إصابة أي شخص.
قالت والدتها تريسي: "أخبرونا أنه عندما يكون لدى شخص ما العديد من المؤشرات، فلا يتعلق الأمر في هذه الحالة بما إذا كان سيُصاب أم لا، بل متى سيُصاب".
كانت ميكايلا تبلغ من العمر 15 عاماً عندما انضمت إلى الدراسة، وحصلت على teplizumab. هي الآن 21 سنة وطالبة في الكلية. تحصل على مجموعة سنوية من الاختبارات لفحص البنكرياس وعلامات الدم، وتقول تريسي إن حالتها لم تتطور خلال ست سنوات.
تجارب ناجحة
وفقاً لبيان علمي صادر عن مؤسسة JDRF لأبحاث مرض السكري، وجمعية الغدد الصماء وجمعية السكري الأمريكية، عندما يكون لدى الشخص علامات لأمراض المناعة الذاتية ونوبات من السكر في الدم غير المنضبط، فإن خطر الإصابة بأعراض تعتمد على الأنسولين لمدة خمس سنوات هو 75%. ويبلغ خطر الإصابة بمرض السكري المعتمد على الأنسولين مدى الحياة 100% تقريباً.
لكن حتى الآن، يبدو أن ميكايلا يتغلب على تلك الصعاب. وقالت تريسي إنه بالنسبة لميا، التي تعتمد على الأنسولين، فإن التعامل مع مرض السكري لديها هو عمل روتيني مستمر.
بينما يقول آرون كوالسكي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة JDRF، إن التحدي الرئيسي في وصف Tzield للمرضى سيكون في العثور على الأشخاص الذين يحتاجون إليه. وُوفِقَ على الدواء للأشخاص الذين ليس لديهم أي أعراض للمرض، وقد لا يعرفون أنهم في طريقهم للإصابة به.
كما أضاف كوالسكي: "أصبح الفحص مشكلة كبيرة حقاً، لأن ما نعرفه هو أن حوالي 85% من تشخيصات النوع الأول اليوم تقع في عائلات ليس لها تاريخ عائلي معروف". وأضاف: "هدفنا هو إجراء فحص عام للسكان" مع اختبارات الدم للبحث عن علامات المرض.
كيف يتم العلاج؟
وُوفِقَ على استخدامTzield للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 8 سنوات أو أكثر، والذين هم في المرحلة الثانية من داء السكري من النوع 1.
في هذه المرحلة يمكن للأطباء قياس الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في دم الشخص، ولديهم مستويات غير طبيعية من السكر في الدم، ولكن لا يزال بإمكان أجسامهم إنتاج الأنسولين.
يأتي العلاج في دورة واحدة من الحقن لمدة 14 يوماً تستمر كل منها من 30 إلى 60 دقيقة. وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً التي أبلغ عنها المشاركون هي انخفاض خلايا الدم البيضاء والطفح الجلدي والصداع.
في مرض السكري من النوع 1، يهاجم الجهاز المناعي للشخص خلايا تسمى خلايا بيتا في البنكرياس التي تنتج الأنسولين، وهو هرمون يساعد سكر الدم على دخول الخلايا، حيث يُستخدَم للحصول على الطاقة.
كما يمكن أن تحدث النوبة لسنوات قبل ظهور أي أعراض لمرض السكري. بدون الأنسولين، يمكن أن يتراكم سكر الدم في مجرى الدم ويفكك دهون الجسم وعضلاته.