الجنوب السوري خروقات لخفض التصعيد والمعارضة تتوعد
أفادت مصادر محلية في محافظة درعا بأن أصوات انفجارات عنيفة تسمع من الجهة الشرقية للمحافظة يعتقد أنها ناجمة عن بدء قصف الجيش التمهيدي لمواقع المسلحين، استعدادا لإطلاق عملية عسكرية خاطفة في ريف درعا.
وأكدت المصادر لوكالة 'سبوتنك'الروسية أن القصف التمهيدي للجيش السوري جاء في سياق الرد على القصف المكثف للفصائل المسلحة بالقذائف الصاروخية على مدينة درعا.
وكشفت المصادر أن طائرات الجيش العربي السوري قامت، صباح يوم الثلاثاء 19 حزيران/يونيو 2018، بإلقاء مناشير على بلدات أبطع وداعل وغرز شمالي مدينة درعا، تدعو المدنيين للتعاون مع الجيش السوري في وجه التنظيمات المسلحة من خلال طردها من مناطقهم كما حصل في الغوطة الشرقية.
وجاء في أحد المناشير: 'أهلنا الأعزاء الجيش العربي السوري يقاتل لتخليصكم من المسلحين والإرهابيين الذين عاثوا في بلداتكم وقراكم دمارا وخرابا'.
'كونوا عونا لأبنائكم وأخوتكم في الجيش العربي السوري الذين يضحون من أجلكم، واطردوا الإرهابيين من مناطقكم كما فعل أخوتكم في الغوطة الشرقية والقلمون ولا تدعوهم يستخدمونكم دروعا بشرية.
وجاء في المنشورات أيضا 'أظهروا لجميع الشعب السوري قوتكم ونخوتكم وشجاعتكم في تحمل المسؤولية تجاه وطننا سورية الكرامة'.
قائد بالمعارضة السورية المسلحة على صعيد اخر قال لرويترز يوم الثلاثاء إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها المدعومين من إيران سيواجهون ”براكين من النيران“ إذا هاجموا جنوب غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة.
وانتقل التركيز إلى جنوب غرب سوريا منذ أن تمكن الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه من سحق آخر جيوب المعارضة قرب دمشق وحمص.
وتعهد الأسد باسترداد المناطق الخاضعة للمعارضة قرب الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وتقوم الحكومة والفصائل المتحالفة معها بحشد قواتها.
وأي اشتباك كبير هناك يهدد بتصعيد الأوضاع في الحرب المستعرة منذ نحو سبعة أعوام والتي أودت بحياة ما يقدر بنحو نصف مليون شخص.
ووقعت أعمال عنف في مناطق عديدة بجنوب غرب البلاد يوم الثلاثاء شملت ضربات جوية حكومية قرب قرية خاضعة للمعارضة. لكن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى بداية هجوم كبير هددت به الحكومة.
وحذرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من أنها ستتخذ إجراءات ”حازمة وملائمة“ ردا على انتهاكات الحكومة لمنطقة ”خفض التصعيد“ في جنوب غرب سوريا.
وقال نسيم أبو عرة قائد قوات شباب السنة وهي إحدى جماعات الجيش السوري الحر الرئيسية في جنوب سوريا ”الجميع على أهبة الاستعداد، ونحن ما زلنا إلى الآن متمسكين باتفاقية خفض التصعيد ولكن في حال قام النظام بشن أي هجوم على أي قطاع من قطاعات الجنوب السوري سيواجه ببراكين من النيران“.
وأضاف أبو عرة أن المعارضة هاجمت قافلة عسكرية تحمل تعزيزات خلال الليل في منطقة خربة غزالة مما أشعل فتيل اشتباكات استمرت من منتصف الليل وحتى الثانية صباحا.
وأضاف أن ضربات الطائرات الحكومية قرب قرية مسيكة كانت ردا على هجوم آخر للمعارضة أسفر عن تدمير دبابة.
وذكر تلفزيون الإخبارية السوري الرسمي أن طفلا قتل في هجوم صاروخي للمعارضة بنفس المنطقة. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن قذائف للمعارضة سقطت على مدينة درعا ليلا مما أسفر عن مقتل فتاة، كما سقطت قذائف على مدينة السويداء وأحدثت أضرارا مادية.
وقال نشطاء إن عائلات فرت من بلدة بصر الحرير خشية استهدافها.
* لا استسلام
تعقد الصراع في جنوب غرب سوريا بسبب دور القوات المدعومة من إيران ومطالب إسرائيل بابتعادها عن مرتفعات الجولان المحتلة وخروجها من سوريا بالكامل.
وقال الأسد في وقت سابق من يونيو حزيران إن الحكومة، وبناء على اقتراح روسي، تسعى إلى إبرام اتفاق في جنوب غرب البلاد مشابه لاتفاقات سابقة استردت الحكومة بموجبها السيطرة على مناطق بعد انسحاب المعارضة.
لكنه قال أيضا إنه لم تظهر نتائج بعد بسبب ”التدخل الإسرائيلي والأمريكي“ مؤكدا أنه سيلجأ للقوة لاستعادة المنطقة إذا لزم الأمر.
وقال أبو عرة إن التعزيزات التي تصل إلى جنوب غرب البلاد تهدف إلى الضغط على المعارضة للرضوخ لمطالب الحكومة ومنها قبول اتفاقات ”المصالحة“ أو تسليم مواقع استراتيجية منها معبر النصيب مع الأردن.
وأضاف ”نحن حسمنا أمرنا، لا تنازل عن مبادئ الثورة ولا تنازل عن شبر من أرض الجنوب السوري“.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إن طائرة بدون طيار من طراز سكاي لارك فقدت على ”الحدود الشمالية“ لكنه لم يحدد موقع سقوطها بالتحديد. وقال الجيش إنه لا يوجد خطر من احتمال حصول من يعثر عليها على أي معلومات.
وقال الإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية إن طائرة بدون طيار سقطت في بلدة حضر الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية قرب حدود مرتفعات الجولان.
وفقدت إسرائيل في الماضي عددا من الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها يدويا في قطاع غزة، وذكرت تقارير إعلامية العام الماضي أن إحداها سقطت في لبنان. وتستخدم تلك الطائرات في الأساس في أنشطة الاستطلاع قصير المدى. (وكالات)