ماجد الرواشدة يكتب : عندما يصدح البارود وتخرس الكلمات
الاهل والمناضلين في ارضنا المقدسة في كل ارض فلسطين، من اهلكم في جبال جرش وربوعها، تحية تقدير واجلال،
الى كل من يؤمن بان الحقوق تؤخذ ولا تعطى،
الى كل من يؤمن بقول الشاعر:
لا تطلبي من يد الجبار مرحمة ضعي على هامة جبارة قدما
ثار الشبابُ ومن مثلُ الشباب إذا ريعَ الحمى وشُواظُ الغَيْرَةِ احتدما
يأبى دمٌ عربيٌ في عروقِهِمُ أنْ يُصبِحَ العربيُّ الحرُّ مهتضما
الى كل من يحمل سلاحا ليسترد ما بقي من كرامة امة مهدورة تحت استخذاء السلام من عدو لا يعرف معنى للسلام، فمن يوقد الحروب لا يعرف الا لغة السلاح، من يغتصب الحقوق والاوطان لا يمنح حقا ولا يصلح لمنح الهدوء والاستقرار.
الى الشباب في عمر الورد يحمل سلاحا صغيرا وعددا من طلقات وتنفذ ذخيرته ويرتقي في معارج العلى شهيد بطولة نادرة ليعطي درسا لكل من بقي في ضميره بقية إحساس ان الأوطان برجالها، وليقول لمغتصب ارضه وحقه: انا هنا راسخ كرسوخ جرزيم وعيبال انا هنا شوكة من صحراء النقب وبئر السبع في حلقوكم ووجوهكم البشعة، انا موجة عاتية لا تعرف الهدوء او التوقف استمد قوتي من بحر غزة المحاصرة ومن بحر يافا المأسور، انا هنا شامخا لا اعترف بكم ولا بوجودكم الوهمي، دمي من تراب هذه الأرض التي يسكنها الشهداء ليل نهار، انا المعجزة في عصر انقطاع المعجزات.
أيها الرجال أيها الابطال لقد انرتم دروبا كنا نظنها اظلمت، ايها الشهداء رفعتم معنويات كنا نظنها هزمت، أيها الابطال في ربى القدس والخليل ونابلس وغزة وفي كل فلسطين من اهلكم الذين لم يخذلوكم ولم ينسوا وقوفهم معكم رغم صعوبة الظرف وقسوة الأوضاع، فهم على عهدهم لكم، وهم الامتداد الطبيعي والتاريخي لسيل الدماء التي سكبها الأجداد والاباء على ثرى الأرض المقدسة، هم من يرابطون في اكناف بيت المقدس ينتظرون ساعة ان تلتقي الزنود بالزنود مطهرين ومحررين قدسنا وكل فلسطين من بحرها الى نهرها.
أيها الابطال، مشاريع الشهادة وعناوين الكرامة، اهلكم معكم كما هم دوما، يشدون على ايديكم ويباركون فعلكم الشجاع، لا تأخذكم في الحق لومة لائم ولا تأخذكم أوهام المرجفين والمثبطين والمهزومين وصرعى الاستجداء، فللباطل جولة وللحق النصر الأخير، علمنا التاريخ ان الحق راسخ مها علا الباطل، فانت على حقكم اقوى من باطلهم مهما اظهر من عنف وإرهاب.
أيها الرجال بقلوبنا وما نستطيع لكم ومعكم، فأنتم قناديل ليل أظلم وبات اقتراب الامل أكثر ونجدد الدعوة للمزيد فاثخنوا في العدو الجراح فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون بإذن الله. نبارك فعلكم وكل حر وشريف من اهلكم شرقي النهر يرصد فعلكم ويتملكه الزهو الفخار، انهم يألمون كما تألمون ولكنهم لا يرجون من الله ما ترجون.