تميم البرغوثي يستعير كبرياء المتنبي في نشيد مريد
واستطاع البرغوثي أن يعزف لحنه الخاص على تفعيلة البحر المتقارب (فعولن) التي تمتاز بتتابعية سريعة؛ ليأتي الإلقاء كذلك سريعًا، والشعر مليئًا بسرد ذكريات ومحطات من حياة الشاعر الراحل مريد، مع غصّات من الحزن، ونفحات من الغضب.
واتكأ تميم على الموروث التاريخي مرارا، باستحضار أبي الطيب المتنبي، والموروث الديني باستحضار رموز خالدة منه، وكذلك الموروث الأسطوري، معلنًا أن الشاعر يبقى بديمومة الشعر وفي تأثيره في الأحداث التاريخية عندما يقوم بتخليدها وشخوصها، وسط تفاعل الجمهور مع قفلات رثائيته بحرف الروي اللام.
لامية البرغوثي الذي ارتدى الأسود، في إشارة إلى حداده على وفاة والده، توسطتها قصيدة دالية على البحر الطويل، شابهت موالا وسط أغنية، ولم تخلُ كلتاهما من الاستطراد إلى ما رآه تميم وضعًا عربيًا واهنًا.
كما لم تخل المرثية من صور عميقة وبعيدة آخاذة، ومن سرد تفاصيل عن العلاقة القوية بين والده بوالدته الروائية الراحلة رضوى عاشور، ومراحل من حياتهما معًا، وخاصة ترحالهما بين المنافي العربية والأوروبية.
يذكر أن الشاعر مريد البرغوثي الذي وافته المنية في الرابع عشر من شباط 2021، في عمّان، عن عمر ناهز 77 عامًا، يعد من كبار الشعراء الفلسطينيين والشعراء العرب الحديثين، وقد نفي من قريته دير غسانة قرب رام الله، وعاد إليها بعد ثلاثين عامًا.
--(بترا)