نَحن والصِين على أبوابِ انعِقاد مؤتَمر الحِزب (3-3)
بقلم: مارينا سوداح
نحن في "الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكُتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين"، نتفق تماماً مع فلسفة وفِكر الحزب الشيوعي الصيني وجمهورية الصين الشعبية بما يتصل بمُجمل قضايا العصر. كيف لا وحزبها الشيوعي الصيني المُحَرَّر والباني هو بالذات الذي حَقَّق مأثرة تاريخية ودولية نادرة لم يسبق لها مثيل على امتداد الكرة الأرضية، إذ حَرَّر الحزب الصين الواسعة من جيوش أكثر من دولة استعمارية واحدة كانت في أوج قوتها، وألحق بها هزيمة نكراء أوصلتها الحضيض، بعد أن كانت هذه الإمبراطورية قد ظهرت بين أواخر القرن 16 وأوائل القرن 18، واشتهرت باستعدائها الشعوب والدول على مدار مئات السنين، وتَفَاخِرَت وتباهت بما كانت تصفها به مجلة كاليدونيان ميركوري في عام 1821: "لا تَغِيب الشَّمْس عن مَمَالِكِهَا أبَدَاً"، وهذا التحرير الصيني للأرض والعَرض، إنما هو مِثال يُحتذى لكل المناضلين والشعوب، وبخاصة الشعب الفلسطيني البطل، لتحذو برمتها حذو الصين للانعتاق الكامل والشامل من سلطة الهيمنة الأجنبية، ولبناء الذات الوطنية السيِّدة على نفسها، ولجهة رد وردع قوى التوسع الدولي الفالِتة مِن عِقَالِها، التي تعمل ما وسعها الجهد الشيطاني في ظروف الصمت الدولي، ذبحاً وحرقاً بالبشر، وتواصِل عملية إفناء خلائق السماء، في سبيل إعلاء شأن ما يُسمّونَهُ في الهيئة القيادية للاحتكارات الدولية بـِ"المليار الذهبي"، الذي يريدون له وحده السيطرة على الكون وإدارته، ولتحديد النسل فقط في مجموعة عائلات هذا المليار الاحتكاري الاستعماري!
كما ويُسانِد رفاقنا في "الاتحاد الدولي"، النشاط الدؤوب للحزب الشيوعي الصيني، لتعميق وتأصيل التواصل والتعاون المُثمِر والفاعِل مع الدول العربية، المُمتَدة من الخليج إلى المحيط، وأحزاب وهيئات دول البلدان المختلفة، على أساس روح "إيجاد الأرضية المشتركة، مع ترك الخلافات جانباً"، وتثبيت قيمة وفاعلية وتطبيقات شعار "الاحترام المتبادل والتعلّم المتبادل والاستفادة المتبادلة"، ويَسرنا أن الحزب الشيوعي الصيني رئيساً - الرفيق شي جين بينغ، وقيادةً الحزب، قد نسجت الصِلات الرفاقية بأشكال مختلفة مع أكثر من 600 حزب ومنظمة سياسية في شتى رياح الدنيا،(في أكثر من 170 دولة ومنطقة)، مِمَّا أفضى إلى تخليق إسهامات وتفاهمات فعَّالة للحفاظ على قيمة السلام المُكتَمِل والتنمية الكُليَّة.
لقد سُررنا للغاية بتضامن الحزب الشيوعي الصيني معنا، وتثمينه لنشاطنا، وسعيدون بتوجُّهاتِه المُفعمة بالرفاقية تجاه الأردن وإتحادنا العالمي الناشط، وقد أمَدَّنا ذلك بذخيرة جديدة للاطلاع على نجاحات الحزب الشيوعي الصيني، وللاستفادة منها وطنياً وقومياً وفكرياً وتنظيمياً داخلياً، وعَلِمنا بشغف أن المؤتمر الوطني ال20 للحزب الشيوعي الصيني يُشكِّل حدثاً كبيراً في الحياة السياسية للصين حزباً ودولةً، وسوف لا يأتي بتأثيرات إيجابية للصين وحدها فحسب، بل للعَالم وفلسطين الجريحة ومنطقة "الشرق الأوسط" المعذبة، أو كما نسميها نحن بتسميتها الواقعية والحقيقية: "المنطقة العربية" و "العالم العربي"، فالمؤتمر سيَجتَذِب اهتماماً هو الأوسع نطاقاً في المجتمع الدولي. ولهذا، نحن في حالة غبطة كاملة باستمرار وثبات على المدى لتبادل الخبرات والعلاقات الرفاقية مع الصين لخدمة وطننا الأُردن وشعبنا العربي والإنسانية، وفي سبيل التنسيق الودي والتفاهم مع الصين، ومتطلبات كل طرف من الطرف الآخر: نحن والصين الصديقة والحليفة.
نُكرِّر أطيب تمنياتنا وتحياتنا للرئيس الحكيم شي جين بينغ، والصين حزباً ودولةً صديقة للعرب ومسانِدة لقضايانا التحررية والتنموية، ونُعرب عن عميق سعادتنا بمناسبة اللحظة المفصلية المهمة، وهي دنو إفتتاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، إذ أننا نسعى دوماً وما وسِعنا الجهد إلى تقاسم الفرح والبهجة مع الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني.