نهاية مأساوية لأم مكسيكية تريد ابنتها "حية او ميتة"
عندما اختفت ابنة بلانكا غالاردو البالغة من العمر 22 عامًا في عام 2021 ، ذهبت غالاردو إلى كل مكان تقريبا، بحثا عنها، وهي مقتنعة بأنها كانت ضحية للاتجار بالبشر، وعندما لم تصل الأم إلى دليل بحثت عن قبور سرية منتشرة في المكسيك على أمل أن تجد رفاتها.
لكن بحث الأم انتهى بشكل مفاجئ الأسبوع الماضيعلى جانب أحد الطرقات السريعة، عندما أطلق عليها قتلة يقودون دراجة نارية عشرة رصاصات بينما كانت تنتظر حافلة تقلها إلى العمل.
وبذلك أصبحت غالاردو هي ثاني ناشطة في مجال البحث عن مفقودين تقتل خلال أكثر من شهر بقليل، وذلك بسبب جهودهم النشطة للعثور على أطفالهم كما يعتقد المدافعون عن حقوق الإنسان.
واختفى أكثر من 100 ألف شخص قسريًا في المكسيك منذ عام 2006، العديد منهم على يد عصابات المخدرات وأيضًا من قبل المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك الشرطة والجيش.
ويعكس قتل العائلات التي تبحث عن أحبائها المفقودين الإفلات الجنائي من العقاب السائد في جميع أنحاء المكسيك، حيث يمر حوالي 95 % من جرائم القتل دون عقاب.
وبسبب قلة الدعم الحكومي يقوم أقارب المفقودين بمعظم عمليات البحث عن أحبائهم، وهو ما قامت به الضحية الأخيرة لعصابات الخطف وهي غالاردو ، حيث بدأت مهمة بحثها عن ابنتها بيتسابي في يناير2021، وفي مقابلة دامعة مع تلفزيون إيماخن قبل وفاتها، قالت غالاردو إنها تصلي أن يترك لها شخصًا ما رسالة مجهولة المصدر تشير إلى مكان العثور على ابنتها.
وأضافت حينها : "لقد نزلت الوديان، وحفرت الأرض، ولكن لا تظهر ابنتي، حية أو ميتة".
وبعد ذلك ، في 27 سبتمبر، نشرت إحدى وسائل الإعلام المحلية مقالاً يشير إلى وجود تاجر مخدرات محلي وراء اختفاء بيتزابي، مشيراً إليه بالاسم نقلاً عن معلومات من مصادر مجهولة.
وبعد أسبوع من نشر المقال، قُتلت غالاردو التي كانت تلقت تهديدات بالتوقف عن البحث عن ابنتها، على جانب الطريق السريع بين المكسيك وبويبلا، على بعد خطوات من الحي الذي شوهدت فيه ابنتها آخر مرة.
وتعهد حاكم ولاية بويبلا، ميغيل أنخيل باربوسا، في بيان "بتطبيق القانون بكل ثقله ضد المسؤولين" عن وفاة غالاردو. لكن نشطاء البحث يتهمون باربوسا نفسه بوصم المختفين وتجريمهم. حيث كان سبق وقال إن معظم الناس "يختفون طواعية" وأن النساء المفقودات تم العثور عليهن مع أصدقائهن.
وقُتل خمسة متطوعين بحث على الأقل في المكسيك في العامين الماضيين. في 30 أغسطس، إذ اختُطفت روزاريو ليليان رودريغيز بارازا ، التي اختفى ابنها عام 2019 ، بالقرب من منزلها وقتلت. وفي يوليو2021، اختُطفت أرانزا راموس من منزلها وألقيت جثتها المليئة بالرصاص على جانب الطريق، بعد يوم واحد من عثور فريق البحث التابع لها على قبر سري مليء بالجثث. في مايو 2021 ، اغتيل ناشط البحث خافيير باراخاس بينيا من مسافة قريبة، بعد عامين من اختفاء شقيقه. وفي أكتوبر 2020، اغتيلت روزاريو زافالا على باب منزلها بعد ساعات من بحثها عن ابنها.