دولة الرئيس ... المتفائل في قلب التشاؤم !!!
جهينة نيوز -م. هاشم نايل المجالي
علينا ان نعترف ان العديد من الدول ومنها الدول الكبرى التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة ضمن معادلاتها السياسية ، لا تسعى لأن تكون هناك اي دولة فيها الامان والرفاه الاجتماعي ، بل تسعى الى افشال كل مخططات هذه الدول خاصة دول العالم الثالث ، فإذا وصلت اي دولة عربية الى الامان والى العدالة الاجتماعية وسعادة شعوبها بطريقة غير التي تألفها الدول الكبرى اهال في وجهها التراب بواسطة ادواته التنفيذية منها البنك الدولي ، واتهمها بقضايا عديدة وفرض عليها شروطاً وقوانين يجب ان تفرضها على شعوبها لتخلق مختلف انواع الازمات .
فهناك من المسؤولين من يستجيب لذلك بكل سهولة فهو مطيع للبنك الدولي على اعتبار انه الآمر الناهي على شعبه ولم يخطر على بال تلك الدول الكبرى ان هناك عقولاً مبدعة ومنفتحة وليست منبطحة .
في هذه الدول عقول حضارية متعددة المنابع الفكرية ومتعددة التطلعات والمشارب الحضارية ففي عقول المسؤولين المتفتح وعقول القيادات الشبابية واصحاب الخبرة والتجربة والمعرفة تتقدم الدول وترقى وتنهض من كبوتها وتتجاوز سنوات الصمت والركون ، فهذه العقول النيرة تتجمع في انهار صغيرة هنا وهناك كمجلس الوزراء بقيادة رئيس متفتح وطاقمه الفعال وكذلك مجالس القطاعات الخاصة وغيرها لتشكل في مجملها محيط ليفاجأ الجميع بصحوة حضارية شابة فتية فعقل كل انسان نزيه في وطنه يعتبر حجر الزاوية في تقدم دولته وخدمة وطنه والقدرة على مواجهة الازمات ، فنحن دوما في ميدان صراع الارادات ينتصر الاطول نفساً فنحن من قراءتنا الاولية لسيرة دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز وفي مختلف المواقع التي استلمها كان يتميز بتفاؤل العقل وبالتالي تفاؤل الارادة .
بدلاً من كثير من المسؤولين الذين دوماً كانت عقولهم متشائمة ويعيشون في خوف وتردد من اتخاذ اي مبادرات فدولة الرئيس وطاقمه الوزاري يجب ان يكونوا بيت حكمة وخبرة وسند للشعب فنجاح دولة الرئيس في اختيار الباب الذي يدخل منه الى اي مكان وأي محور اقتصادي او اجتماعي او ثقافي او صحي وغيره هو نجاح له ولطاقمه ، فيما يمثله من معرفة وفي فهم السياق الانساني وهو يتحرك لما يحتاجه المواطن ( التاجر ، والصانع ، والطبيب والمثقف ... الخ ) فهناك انجازات تمت عبر سنوات طويلة وتحتاج الى صيانة وتطوير وتحديث وتوسعة لهذه الانجازات بمزيد من المتابعة والتشاركية الحقيقية مع مختلف القطاعات .
كذلك فان هذه الحكومة يتأمل الجميع ان تكون دار معرفة وتشييك مع كافة القطاعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية في المجتمعات وتفعيل دور اللجان اللامركزية في المحافظات واعطاء مزيد من الحرية للاحزاب لتحتوي الشباب في أطر ومحاور كلٌ حسب اختصاصه وتوجهاته الفكرية الوطنية حيث ان الشراكة المجتمعية ، تحد في مواجهة كل الافكار المنحرفة وتواجه كافة الآفات المجتمعية ( مخدرات ، عنف ، سرقة ...الخ ) ويخفض من معدل الجريمة فهناك لا بد من دور مجتمعي للحفاظ على الأمن كون الامن بمفهومه الحقيقي اوسع واشمل من الأمن بمفهومه التقليدي والذي يناط بالأجهزة الأمنية بتدابيره المعتادة لمنع ارتكاب الجريمة او مواجهة العنف او مكافحة المخدرات وغيرها .
فالكل يسعى الى استقرار المجتمعات ولا يأتي ذلك الا اذا تم تجفيف منابع ومداخل الانحراف ، فالشراكة هي تضافر الجهود نحو هدف واحد وهو استقرار المجتمع ورخاء افراده حيث الدولة تتكبد اموال طائلة نتيجة هذه الانحرافات ، وهذه الاموال بالامكان استثمارها في رقي المجتمعات وتطوير بنيته التحتية الذي اصبح مرتهن بتصرف الافراد والجماعات ومدى انسجامهم في الحياة مع القانون وبالتالي زيادة في الانتاجية المجتمعية وهذا لم نشاهده في الحكومات السابقة التي عزلت نفسها وفكرها عن دور المجتمعات والمنظمات الاهلية وركزت على فكر الجباية والبحث عن مصادره حتى لو كان المواطن هو الضحية .
كذلك فإن الانفتاح على محاورة كل اقطاب المعارضة ودراسة مطالبهم والاطلاع على بياناتهم والأخذ بما هو صحيح فان ذلك يصب في طريق محاربة الفساد وتجفيف منابع القوى الفاسدة في التغول على مقدرات الدولة والشعب والقطاعات الخاصة كذلك على الاستثمار .
فالمعارضة وطنية وكسبها ورقة رابحة على طريق الاصلاح الحقيقي كذلك اهمية تنمية المناطق الاقل حظا والاكثر فقرا وبطالة ، فمشكلة الفقر والبطالة درست من خلال العديد من الاستراتيجيات التي لا تزال تراوح مكانها الا ما ندر منها من مبادرات بسيطة لكنها ليست حلول جذرية .
لقد كانت هناك حكومات سابقة تدفع بالمواطن خاصة الشباب الى اوقات عصيبة حيث تدفعه الى مستنقع البؤس والشقاء والتوتر والانحراف فكثير منهم اصبح مسعاه الهجرة الى دول اخرى والنسبة في ازدياد .
فالجميع ينظر الى دولة الرئيس المتفائل بنفسية ارادية تولد مشاعر الرضا والأمل بمستقبل واعد يعالج مختلف القضايا بمزيد من التحمل والتعاون المشترك والثقة ، ولنواجه مشتركين قوى الاحباطات والمنافع الشخصية ونبعد افكار اليأس والانهزامية والعجز ، فالمتفائل يفسر الازمات تفسيراً حسناً ويشيع الطمأنينة لينشط اجهزة المناعة النفسية والفكرية ، فالمتفائل طوق النجاة يا دولة الرئيس الذي يحمي صاحبه من الغرق في بحر الاحباطات والقنوط والاخفاق وهو الاداة التي تشحذ الهمم والارادة للتغلب على الازمات والصعاب وهو شعاع الامل للجميع الذي ينير الدرب الى عالم المستقبل .
فشبابنا اخلت الساحات املاً في قراراتك الحكيمة في ابعاد الاذى والضرر عنهم كذلك املا في معالجة كافة القضايا التي اضرت بالوطن والمواطن منها الفساد الذي كان هناك قوى تحميه كما ذكرها مدير مكافحة الفساد السابق سميح باشا بينو في مقابلة على احدى الفضائيات ، وكما ذكرها الكثير من ابناء الوطن الاوفياء المخلصين والتي اعاقت الاستثمار الذي تمحور في مسارب ومفاتيح خاصة ببعض الرموز والاشخاص .
فأي اصلاح سيأتي ثماره على المسار الصحيح خاصة ازالة حواجز الصد المتعددة وهذه ستسجل لك شهادة ثقة وطنية رسمية وشعبية بالتشاركية فالشباب ينتظرون الامل بسياسة الحكومة لانصافهم ومساعدتهم ليكونوا عوناً لك في عملك وعطائك تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة التي طالما قدمت الفكر النير والنصح الحكيم والتوجيهات المثلى في ذلك كله ، لكن هناك من لم يقرأ الرسالة بشكل سليم وتفاؤلي فالأمل في دولتك ان تترجم رؤى جلالته الى عمل وعطاء ونماء .
فأمام الوطن تحديات جسام ، ولم يعد يتحمل الشعب الملتف خلف قيادته الهاشمية ان يحتمل عمليات التأزيم وتوقف التنمية وهروب المستثمرين ورؤوس الاموال الى الخارج .
وانفتاح المجال للمتربصين ودعاة الفوضى ينتظرون مزيداً من الاشكالات فهناك من يسعى الى هز المركب او اغراقه وليكون الجميع في هذا المركب للحفاظ على امنه وسلامته من العابثين اياً كان مصدرهم ومن يخفق من المسؤولين لا يستحق ان يضحى بحكومة من اجله لأنه يضر بمصلحة شعب بأكمله .
انه التفاؤل في قلب التشاؤم الذي ساد الجميع من الحكومات السابقة ، متمنين لك التوفيق والنجاح في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة . //
hashemmajali_56@yahoo.com