2024-11-26 - الثلاثاء
banner
كتّاب جهينة
banner

كتب محمود الدباس.. السماح بتظليل السيارات 50%.. لماذا في هذا التوقيت بالذات؟!..

{clean_title}
جهينة نيوز -


منذ فترة كتبت مقالا حول السماح باستيراد جلاتين التظليل بكافة مستوياته.. والسماح ببيعه في محلات مستلزمات السيارات.. وفي نفس الوقت مخالفة السيارة التي يتم ضبطها وعلى زجاجها تظليل بنسبة اكثر من 30%..
وكانت ردود الفعل بغالبها استهجان لهكذا امر.. فكيف تسمح الحكومة من خلال اذرعها المختصة بالاستيراد والبيع.. وتقوم نفس الحكومة باذرعها الاخرى بالمخالفة على الاستخدام؟!..
قبل يومين صدر قرار من الجهات ذات العلاقة بالسماح بتركيب مادة تظليل الزجاج بنسبة 50% على الزجاج الجانبي للمركبات.. وسرعان ما فُتحت حوارات ونقاشات طويلة.. وجاهية وعبر صفحات التواصل الاجتماعي.. لتحليل القرار.. بكيف.. ولماذا.. وما هو.. ومَن هو..

لا احد ينكر ان هناك مَن هم مع هذا القرار.. ومنهم مَن هم ضده.. ولكل تبريراته التي يرتكز عليها..
في الواقع ان معظم مَن تحدثت معهم.. او قرأت لهم وكانوا ضد القرار.. ارتكزوا على الهاجس الامني.. وامكانية استخدام تظليل زجاج السيارات لاخفاء جرائمهم او معداتهم..
وكان لبعضهم الآخر رأي في امر السلامة.. حيث ان هذا التظليل قد يكون سببا في حجب الرؤيا للسائق..

وللامانة اقول.. بان الهاجس الامني ليس مُسَوِغا لالغاء القرار.. حيث ان الذي ينوي على فعلٍ جرمي.. يكون قد عزم امره في غالب الاحيان.. ولن يردعه حاجز امني.. او تفتيش عشوائي.. مع ان تظليل الزجاج يعطيه افضلية جرمية..
واما الحفاظ على السلامة.. فهذا ايضا غير صحيح.. فسلامة اصحاب الدولة والمعالي والعطوفة ليست اقل اهمية من سلامة المواطن العادي.. فسياراتهم مظللة بنسبة تقرب من 100%.. وحتى ان البعض يتوقع انها نسخة جديدة من السيارة العجيبة لميكل نايت.. والتي تسير لوحدها..

الشيء الذي اثار حفيظتي للكتابة هو موضوع التوقيت.. والذي اثاره البعض.. وكأن لسان حالهم يقول بان مدير الامن العام السابق له مصلحة في هذا القرار.. وكأنه الذي سيستورد هذه المادة.. او انه استورد كميات كبيرة منها.. ويربد تسويقها.. لذلك قرر ذلك قبيل استقالته مباشرة..
المشكلة فينا اننا سرعان ما نطلق الاحكام ونصدقها.. ولا نكلف انفسنا التفكير وربط الامور للحظة من الزمن.. فكم من الوقت الذي نهدره على غير فائدة.. ونبخل ببضع دقائق للبحث او القراءة بتدبر وفهم الامور..
فأي سُخفٍ في التفكير هذا؟!.. واي ضحالة وسطحية في التحليل هذه؟!..
الا يعلم من يقولون هكذا اقاويل ان هذه المادة متوفرة وبكميات كبيرة منذ زمن.. وان أسعارها تعد الارخص في المنطقة؟!.. وان لا احتكار عليها من قبل اي تاجر؟!.. وان غالبية السيارة تستخدمها.. وعند الترخيص تزيلها؟!..

تظليل زجاج السيارات هو مطلب للجميع.. بحيث اصبح موضوع ارتفاع درجات الحرارة ملاحظا ولا يمكن اغفاله.. ولمساعدة اجهزة التكييف لا بد من زيادة درجة العزل والتظليل..
اما موضوع الهاجس الامني.. فاتوقع ان العقل والمنطق يحتمان ان لا نضع عشرة ملابين شخص في خانة المتهمين والمطلوبين.. ومع تقدم تقنيات المتابعة والمراقبة.. اصبح رصد اي سيارة مطلوبة شيء شبه طبيعي.. ولم يعد الاركان على قوة وفراسة وذاكرة رجل الامن هو الاساس..

نتمنى على الجهات الرسمية كافة ان تحذوا حذو مديرية الامن العام في كيفية دراسة الامور.. فلم يكن القرار وليد الصدفة والساعة.. ولم يكن لارضاء مدير الامن العام او أناس يخصونه.. وانما كان نتاج دراسات ولجان مختصة.. درست الموضوع ووضعت سلبياته وايجابياته.. وغَلَّبت الايجابيات على السلبيات.. وغَلَّبت مصلحة عامة المواطنين على مصلحة حفنة من الخارجين على القانون والمطلوبين..

شكرا مدرية الامن العام على اقرار هذا القرار..
شكرا ادارة السير وادارة الترخيص وادارة الدوريات الخارجية على تفهمكم ومهنيتكم في انفاذ هذا القرار..
راجيا ان لا تكون هناك ردة فعل عكسية في طريقة انفاذه.. وان نأخذ الامر بشكله الايجابي.. ونضع نصب اعيننا باننا لا نعيش في المدينة الفاضلة.. وان لكل قاعدة شواذ.. ولكل قانون حسناته وسلبياته.. وأن المواطنين ابرباء مالم تثبت ادانتهم..
ابو الليث..
تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير