محمود الدباس يكتب : كن مع "المتناسبان" تنجو..
جهينة نيوز -موضوع بسيط لا يحتاج الى الغوص العميق في مفاهيمه.. ولكن للاسف يجهل الكثير منا تلازم المتناسبان في حياتنا..
فعندما قالت ابنة سيدنا شعيب لابيها.. "يَٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ"..
هنا جمعت بين شيئين اساسين متلازمين ومتناسبين.. القوة والامانة.. فالقوة وحدها في الادارة او القيادة قد تقود الى الغطرسة والتحكم والتصرف بغير حق.. وبالتالي الفساد البائن.. والامانة وحدها.. قد تضيع تحت منظور الطيبة والليونة والتسامح عالي الطراز.. وايضا ستكون النتيجة الفساد البائن..
من هنا اجد ان كثيرا من الامور في حياتنا يتم اخذها منفردة دون متلازمتها.. فينتج عنها الفساد والافساد والظن السيء وعدم اتمام الاعمال بشكلها المهني الذي نرنوا اليه جميعا.. لا بل قد يظن احدنا انه يقوم بالفعل بشكله الصحيح.. وهو لا يعلم ان ثمة خلل قد لا يراه.. وانما يراه غيره..
فمثلا الرجل المناسب.. يجب ان نقرنها دوما مع المكان المناسب..
فكثير هم اصحاب الفكر والعلم والدراية العالية.. ولطبيعة شخصيتهم قد يصلحون ان يكونوا في مكان.. ولا يصلحون ابدا ان يكونوا في مكان آخر.. فلا نطالب فقط بان يتعين فلان في اي مكان لانه "شاطر".. المهم ايضا اين يتم توظيفه..
فلا بد من ان نربط المناسبين ليكونا متلازمين.. حتى نحصل على النتبجة التي ترضينا..
وفي التصرفات وادارة الوقت.. هناك تصرفات مناسبة جدا.. ولكن إن عزلناها عن الوقت المناسب اصبحت تصرفات غير مناسبة..
فلذلك يجب ان نجعل التصرف المناسب متلازما ومربوطا مع الوقت والتوقيت المناسب..
فلو انني اريد معلومة او خدمة من شخص ما من غير طواريء الأمور.. وكانت توقيتات الاحتياج لذلك الامر معلومة لي سلفاً.. فما المانع من اخباره برسالة نصية او بريدية عبر التطبيقات المعلومة.. قبل الموعد بفترة مناسبة؟!.. لكي اعطيه الفرصة الكافية للتحضير.. وحتى لا اصبح مضطرا لان اتواصل معه في الوقت غير المناسب.. وبالطريقة التي قد تكون غير مناسبة لي وله في آن واحد؟!..
كثيرة هي المتلازمات المتناسبات التي تؤدي وهي مجتمعة الى النجاح الواضح في حياتنا العملية والاجتماعية.. وفي فصلها لا بد وان نواجه الفشل او التعقيد او التنكيس او الاحراج.. او كلها مجتمعة..