نتائج التوجيهي ...
نتائج التوجيهي ...
مرت دقائق منذ أول إطلاق لتلك الرصاصات ، العائلة كلها تحاول ولكن دون جدوى الموقع لا يفتح ...
بعد دقائق عدة وبعد أن ظهرت نتيجة الجار القريب أصبح الوضع أكثر احراجا ما الذي يحدث ولماذا لم تظهر النتيجة وهل الاسم موجود حقا ...
دقائق أخرى وظهرت نتيجة إبنة العم هنا وإبن الخال في الحي المجاور وبدأت النتائج تصل لأسماء عديدة ، ومازالت كل محاولات اظهار النتيجة تذهب سدى ...
بدأت أصوات العيارات النارية تزداد حدة والحي ضج من الأصوات والزغاريد واصوات الأبواق المنطلقة في ساعات الصباح الأولى، ومع ذلك ما زالت النتيجة لم تظهر بعد ...
لم يكن هذا هو الذي تم إعلانه عبر المواقع الرسمية وموقع الوزارة ، كان الإعلان أن النتائج محددة وموعد إعلانها عند تمام العاشرة صباحا ولكن عاشرة بيغ بين إتضح إنها ليست عاشرة ولا حتى سادسة بل قاربت من الرابعة...
هل أنا وحدي من ستعلن نتيجته الساعة العاشرة، دقات القلب أصبحت تسمع من مسافة بعيدة والقلق باديٍ والوجه تغيرت ملامحه والنتيجة لم تظهر بعد رغم كل المحاولات لم تظهر النتيجة...
الرصاص الذي علا صوته فوق كل الأصوات وأصبح هو المعلن الأقوى عن النتائج بعد أن تنحت مواقع التواصل والإتصال والمعرفة والتقدم والحضارة ، أصبح فقط صوت الرصاص هو الطريقة الوحيدة للتعبير ، نعم هي قد تقتل حق الآخر في التعبير ولكن متى كنّا نلتفت للآخر فليذهب الآخر إلى الجحيم ...
كل هذا والنتيجة لم تظهر بعد والتوتر أصبح هو المسيطر على الجميع حتى من هو أهدأ طبعا من الجميع ...
اخذت الفتاة زواية من المنزل وألقت نفسها خائرة خاوية باردة ذهب كل عزمها وقوتها، ونال منها اليأس والإحباط وكل أفكار الدنيا تعبث الآن في رأسها ، والنتيجة لم تظهر بعد ...
لم تكن في الحقيقة تلك ساعات ثلاث من اول رصاصة أطلقت ولكنها سنين طوال وألم وقهر وإحباط...
وهل تستطيع وزارة التربية إنهاء تلك المعاناة عبر رسالة تحمل رابطا يزف الخبر لمن لا يسعفه الإنترنت ولمن تنقطع به السبل في القرى والأرياف والبوادي ولمن لا تصل به واسطة الخبر إلى الخبر وتريح قلبه وأعصابه من هذا العبث ...
هذه العبارات من وحي معاناة حقيقية حدثت اليوم للبعض بعد انتظار لساعات طوال ومنهم هذه الفتاة التي ظهرت نتيجتها بعد ذلك وكانت العلامة فوق التسعين ...
إبراهيم أبو حويله...