2024-04-16 - الثلاثاء
banner
مقالات مختارة
banner

مروان العمد يكتب:-فضفضة واعتذار / الحلقة الرابعة

جهينة نيوز -
كان من المنطق ان يكون حديثي اليوم عن قمة جدة للأمن والتنمية ، والذي عقد بتاريخ 16 / 7 / 2022 . وبحضور قادة دول الخليج العربي ، بالاضافة للاردن ومصر والعراق وبقيادة الولايات المتحدة الاميركية ، والتي ستقوم بدور المايسترو . وبحضور بيضة القبان ، عدونا الازلي والوجودي اسرائيل . والذي يسعى المؤتمر الى ان يحولها الى صديق حميم لنا جميعاً . بل ان يدسها في فراش كل واحد منا . بل ان يملكنا لها لتحقق حلمها في اسرائيل الكبرى ، خاصة ان هذه المنطقة تضم اراضي الحلم الصهيوني باقامة دولة اسرائيل الكبرى عليها التي وعدهم بها الله عز وجل حسب ادعاءهم . وان تجعلنا سلاحاً في معركتها مع ايران . وان تعمل الولايات المتحدة الامركية على وضع جميع المصادر النفطية في المنطقة تحت سيطرتها الكاملة ، لتعمل على تحويل معظمه الى الدول الاوروبية ، كسلاح في يدها لتحقيق نصرها الكبير على عدوها الروسي ، بل تدميره نهائيا بحيث يغرق في نفطه وغازه وثرواته كلها . بعد ان تضمن تعويض الدول الاوروبية عن الغاز والنفط والمعادن الروسية . وان تجعل منه دولة من دول العالم الثالث . وليبقى هذا العالم تحت سيطرة القطب الاوحد الولايات المتحدة الاميركية .
الا ان ظروفاً قاهرة منها صحية ، ومنها اجتماعية ، ومنها ذهابي مع العائلة في اجازة خاصة الى مدينة العقبة ، المكان المحبب لدي للراحة والاستجمام والاسترخاء . والتي وكلما اذهب اليها اعزل نفس عن السياسة والاخبار من جميع مصادرها ، وعن كل ما يمكن ان يزعجني ، حتى انني لا افتح التلفزيون . حيث امضيت مدة اجازتي هناك في شاليهات دائرة المخابرات العامة .
وكل تلك الظروف حالت بيني وبين الكتابة عن تلك القمة في حينها . بالاضافة لكثرة من صرح وعلق وكتب عنها ، وحلل احداثها والمتوقع من نتائجها ، والتي ارى انها وبالرغم من كثرتها ، فهي في معظمها لم ترقى الى مستوى هذا الحدث . ولأن فصل النهاية لهذه القمة لم ينتهي بعد . ولهذه الاسباب قررت تأخير كتابتي عن هذه القمة في الوقت الحالي .
هذا وقد كنت قبل ذلك قد كتبت عدة حلقات من مقالتي ( فضفضة واعتذار ) قبل انعقاد قمة جدة العتيد كتمهيد لما سأقوله عنها ، وعن التطبيع الابراهيمي او الدين الابراهيمي . وعن حلف الناتو الشرق اوسطي . واتفاقيات الدفاع المشترك ، وغيرها من هذه الامور والمواضيع التي يجري الحديث عنها ، و التي لم يكتب فيها فصل النهاية بعد . لذا فقد قررت نشر حلقاتي المكتوبة سابقاً تباعاً ، والتي تتحدث عن خلفيات هذه القمة والاسباب التي ادت الى انعقادها الآن ، والتي ارى انها تعود الى الصراع الامريكي الروسي على السيطرة على العالم من خلال السيطرة على الطاقة النفطية والتي تدور رحاها الآن على المسرح الاوكراني . ثم سأكمل حلقاتي عن بعض احداث المسارح الجانبية و التي كان مؤتمر جدة احد مسارحها ، والهادفة الى اعادة رسم خارطة هذه المنطقة وخارطة العالم اجمع ، في سبيل تحقيق النصر في هذه المعركة على اشلائها و اشلائنا .
وقد سبق وان نشرت ثلاث حلقات من مقالتي بعنوان فضفضة واعتذار . واليوم سوف انشر الحلقة الرابعة من مقالتي هذه .
اما لماذا هي فضفضة ، فلانني اريد ان افضفض عما بداخلى من تزاحم للاحداث والاخبار القادمة الينا من عالم الخيال ، والتي لو قيلت امام مسمعي منذ ايام ما كنت سوف اصدق ما اسمع ، و لظننت نفسي اغفوا على كنبتي المعهودة ، وان ما اسمعه عبارة عن كوابيس واضغاث احلام . فكيف اذا كان ما اسمعه هو الحقيقة والتي ما كانت لتخطر بمخيلة احد ، حتى كبار كتاب سيناريو الخيال في العالم .
ومع ان ما كتبته في هذه الحلقات لا يتجاوز حجم نقطة ماء واحدة من مجمل الاحداث ، ولعلها هي نفسها النقطة التي بشرنا بها وزير مياهنا الفاضل بانه وبفضلها لن نموت من العطش . دون ان يدرك ان معظم الشعب الاردني لو خير لختار الموت عطشاً على ان تنزل بحلقة نقطة الماء هذه ، و التي هي من مياهنا المسروقة ، وندفع ثمنها لعدونا .
اما الاعتذار فهو سيكون متعلقاً بعهد كنت قد قطعته على نفسي امام الله أولاً . ثم امام جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه ثانياً ، بأن اكون جندياً في سبيل الدفاع عن الوطن وعن جلالته طالما بي عرق ينبض . ذلك الوعد الذي اذا ما تحقق ما يقال ويجري حولنا في هذه الايام لا سمح الله ، فأنني قد اجد نفسي بعدها عاجزاً عن الوفاء به ، لأنه ستكون جميع اقلامي قد غرست في قلبي فقتلته وتكسرت في داخله . ولأنني لن اجد بعدها ما يمكن ان اقوله . وهذا لايعني انني سوف اتخلى عن انتمائي للاردن ، وولائي لجلالته . لانه لا يزال لدي امل كبير بأنه سوف ينهض من بين هذه الاحداث لكي يفشل اهدافها الحقيقية ، كما عمل سابقاً ، مراراً وتكراراً . وذلك من خلال احاديثه وتصريحاته التي سوف استعرض اهمها في حينه . وما صفقة القرن التي قضى عليها جلالته في مهدها ، وحولها الى مسرحية هزلية جرت وقائعها على مسرح واشنطن ، الا دليلاً على ذلك .
وحتى لا يسيئ البعض لقصدي من كلمة الاعتذار ويعتقد البعض ان هذا الاعتذار لهم عن كلمة قلتها ، او موقف اتخذته ، فسوف اقصر عنوان الحلقات القادمة من مقالتي بكلمة فضفضة ، واترك الاعتذار لنهاية مقالتي .
مروان العمد
٢٥ / ٧ / ٢٠٢٢
٣
 
 
أعجبني
 
 
تعليق
 
مشاركة
 
 
تابعو جهينة نيوز على google news