banner
كتّاب جهينة
banner

ازمة مائية عربية…!!!

جهينة نيوز -

  فارس شرعان

 

 

يعاني الوطن العربي من ازمة مائية قد تمتد سنوات في عدد من الاقطار رغم ان بعضها او غالبيتها تحتوي على مصادر مائية كبيرة … فقد اعلنت مصر عن رفع اسعار مياه الشرب بنسبة تصل الى ٥٠٪ وذلك مع تسريب انباء ان اثيوبيا بدأت بملء بحيرة سد النهضة المقام على النيل الأزرق.

القطر الثاني الذي بدأ يعاني من شح الموارد المائية هو العراق بعد انخفاض منسوب مياه نهر دجلة بسبب اقامة سد ايراني على نهر الزاب الصغير مما ادى الى انخفاض مياهه بشكل ملموس وكذلك انخفاض نهر دجلة بسبب اقامة سد تركي على مجراه في منطقة الاناضول.

القطر العربي الثالث الذي يعاني من ازمة مائية كبيرة ومستمرة هو الاردن الذي يعتبر من افقر دول العالم مائيا بسبب شح موارده المائية بعد ان حول الكيان الصهيوني نهر الاردن.

لقد فشل العرب في انقاذ نهر الاردن من براثن العدو الصهيوني فقد عقدت قمة في القاهرة في مطلع عام ١٩٦٤ لبحث الرد العربي على تحويل اسرائيل لنهر الاردن وقررت القمة تحويل روافد النهر قبل وصولها للاراضي التي تحتلها اسرائيل الا انه عند تنفيذ هذا المشروع تعرض العرب لتهديد اسرائيلي بقصف اية منشأة يتم تنفيذها لتحويل روافد نهر الاردن.

وكذلك الحال عندما حاول الاردن وسوريا اقامة سد الوحدة على نهر اليرموك اعترضت اسرائيل مهددة بقصف اي منشأة تقام لهذه الغاية اذا لم يضمن الجانبان الاردني والسوري (حصتها) من مياه النهر الى ان تعهد الاردن بضمان حصتها من مياه النهر.

ما يدور الآن من الاحداث يتعلق بسد النهضة الذي تقيمه اثيوبيا على نهر النيل الازرق في اراضيها على بعد ٤٠ كيلو مترا من الحدود السودانية حيث تطالب مصر بالالتزام بالاتفاقيات السابقة حول حصص الدول من نهر النيل حيث تشترط هذه الاتفاقيات عدم تغيير حصة مصر البالغة ٥٥ مليار متر مكعب من مياه النهر، الا ان اثيوبيا رفضت ذلك مشيرة الى ان الاتفاقيات السابقة وهما اتفاقيتا عام ١٩٢٩ وعام ١٩٥٩ عقدتا في الحقبة الاستعمارية حيث كانت بريطانيا مهيمنة على القارة الافريقية ولم تكن اثيوبيا كيانا مستقلا فتم تجاهل حقوقها، اما الآن فالوضع يختلف تماما.

التصور الاثيوبي لسد النهضة انه يضمن حصتها من مياه النيل خاصة وانه مقام لتنفيذ المشاريع الكهرباية وتوفير الطاقة ليس لاثيوبيا وحدها وانما لدول الجوار الاثيوبي… اما مصر فترى في هذا التصور اححافا بحقها في نهر النيل وانتقاصا من حصتها في حين ان السودان لا يشعر بأي غبن او اجحاف لا سيما وان السودان يعاني من فائض مائي خاصة مياه الامطار الاستوائية.

وفي العراق تعتبر المشكلة المائية حديثة عهد نظرا لتوفر المياه بشكل كبير من نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا فيما تنبع روافد نهر دجلة وهي الزاب الصغير والكبير وديالي من ايران.

المشكلة المائية التي عانى منها العراق مؤخرا كانت بسبب انخفاض منسوب نهر الزاب الصغير بعد ان انشأت ايران سدا عليه قبل دخول مياهه في الاراضي العراقية وبعد ان انخفض منسوب نهر دجلة بعد ان انشأت تركيا سدا عليه قبل دخوله للاراضي العراقية.

المطلوب الآن اجراء حوار هادىء مع كل من تركيا وايران لمضاعفة المياه في الزاب الصغير ودجلة، اما النيل فالمطلوب حوار هادىء وموسع مع اثيوبيا لا يقتصر على مصر والسودان من الجانب العربي وانما يشمل القوى العربية الفاعلة خاصة في القارة الافريقية التي تزود دولها بالمساعدات المالية وتمويل المشاريع..!!!

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير