زوج يلجأ إلى مركز حماية الدولي بشرطة دبي لتخليص زوجته من الإدمان
اختار زوج احتواء زوجته ومساعدتها على التعافي من إدمان المخدرات والعقاقير الطبية، وبادر إلى التواصل مع مركز حماية الدولي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، للاستفادة من المادة 89 من القانون الإماراتي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، ودراسة حالتها وتحويلها للعلاج والتأهيل بالتعاون مع الشركاء، خاصة بعدما أبدت الزوجة ندماً على استهانتها بمخاطر التعاطي، ورغبتها بالعلاج والتأهيل، وذلك كما ذكرت شرطة دبي عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي "تويتر".
وأوضح مدير مركز حماية الدولي العقيد عبدالله الخياط، أن إدمان الزوجة للمخدرات والعقاقير الطبية بدأ قبل زواجها، وذلك أثناء سفرها إلى إحدى الدول الأجنبية برفقة مجموعة من صديقاتها للسياحة، وأثناء الرحلة تعرفت على مجموعة من الفتيات في أحد المطاعم، ودعونها للخروج معهن نظراً لدرايتهن بأماكن الترفيه والتسلية، وبعد يوم حافل ومتعب قضينه في زيارات لمعالم سياحية متعددة، عرضن عليها تجربة أصناف من المخدرات والمؤثرات العقلية -متاحة ومتوفرة وغير مجرمة في تلك الدولة الأجنبية- بهدف تحسين المزاج وتعزيز الشعور بالسعادة، وبجرأة ممزوجة بالتهور وقلة الوعي، انساقت خلفهن في التعاطي، وبعد عودتها إلى الدولة، حاولت جاهدة إخفاء إدمانها، واستمرت بالتعاطي لنحو 6 سنوات دون معرفة عائلتها، إلى أن تزوجت واكتشف زوجها سرها الذي تخفيه، واختار اصطحابها إلى مركز حماية الدولي، وتمت دراسة حالتها وتحويلها للعلاج والتأهيل بالتعاون مع الشركاء، للاستفادة من المادة 89 من القانون الإماراتي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأكد العقيد عبدالله الخياط، أن نبذ الفرد المدمن في الأسرة أو التخلي عنه خطأ فادح، واستشارة الأشخاص غير المؤهلين قد يفاقم المشكلة، وقال: أدرك الزوج بعد اكتشاف إدمان زوجته، أن الطلاق ليس حلاً، وفضحها على المستوى العائلي وإشاعة خبر إدمانها سيقضي بشكل تام على مكانة زوجته الاجتماعية، وسيعيق عودتها إلى حياتها الطبيعية بثقة عالية تمكّنها من تفادي حدوث انتكاسة، والعودة للإدمان مرة أخرى.
وتابع مدير مركز حماية الدولي: بادر الزوج إلى التواصل مع مركز حماية الدولي، واختار احتواءها بدلاً من التخلي عنها، خاصة بعدما أبدت زوجته ندماً على استهانتها بمخاطر تعاطي المخدرات والعقاقير الطبية، ورغبتها بالعلاج والتأهيل، وعلى حد قولها أوضحت «دخلت عالم الإدمان بسبب الفضول وحب التجربة، وظننت أن «الجرعة الأولى» لا تحمل ذلك الضرر الكبير، وفجأة فقدت السيطرة على نفسي وتدرجت في تعاطي السموم والعقاقير الطبية وأصبحت لا أعرف أين طريق النجاة».
وأكد العقيد الخياط أن مركز حماية الدولي يقدم خدمة الاستشارة الاجتماعية مجاناً، وفي إطار من السرية والخصوصية للأسر التي تحتاج للنصح والإرشاد والتوجيه، وذلك فيما يخص تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية والإدمان عليها، وكيفية التعامل مع مريض الإدمان وإنقاذه، وأضاف: درسنا حالتها بحضور زوجها، الذي كان يشجعها على التحدث عن تجربتها ليتمكن المختصون في المركز من تحديد احتياجاتها العلاجية، وبالفعل كانت متجاوبة ومتفاعلة، وتم تحويلها للجهات المختصة للبدء بالعلاج والتأهيل.
وتحدث العقيد الخياط عن أهمية دور أولياء الأمور في بناء وعي الأبناء وتسليحهم بالمعرفة والثقافة حول مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية، وعدم تجاهل هذا الأمر، لاسيما وأن بعضهم قد يضطر بسبب ظروف الدراسة أو العمل أو المعيشة، للسفر خارج الدولة، ولا بد من توعيتهم بأن عدم تجريم المخدرات في الدولة التي ينوون السفر إليها، لا يلغي حقيقتها في كونها مدمرة وهادمة للصحة والعقل والنفس والمستقبل، ذلك أن المخدرات تصيب أجهزة الجسم وأعضائه بالكثير من العلل الحادة والمزمنة على حد سواء، وتشل حركته ونموه ومناعته، كما تحدّ من مقاومة أنسجته وخلاياه للأمراض، وتفتك بأجهزته واحداً تلو الآخر، لتجعل منه في النهاية جثة متحركة بلا هدف ولا أمل.
ونوه العقيد بضرورة الوعي بأن التسرع في تناول أدوية الاكتئاب والمهدئات للهرب من ضغوطات المعيشة ومشاكل الحياة أو مشاعر الوحدة أو عند الإخفاق في أمر ما، سيقود حتماً إلى إدمانها، وقال: إن الحل الأمثل لتفريغ الطاقة السلبية وتجاوز مشاعر الحزن والإحباط واليأس، يكمن في ممارسة الرياضة بانتظام، ومجالسة الأشخاص الإيجابيين، والتقرب من الله، والاهتمام بتغذية الروح بالإيمان والتفاؤل بأن القادم أجمل، والاستعانة بأصحاب الاختصاص المتمكنين علمياً ومعرفياً عند مواجهة التحديات