سم حلزون بحري يبشر بنهاية الاعتماد على أشهر مسكن للألم
يأمل باحثون في أن يشكل السم المستخرج من أحد أنواع الحلزون البحري بديلا عن مسكن الألم الشهير «المورفين»، وذلك استنادا لتجارب تحاول جعل المادة الطبيعية متوفرة أكثر، وعملية من حيث الاستخدام.
وتثبت دراسة جديدة من جامعة كوبنهاغن أن السم المستخلص من الحلزون البحري المسمى «كونوس رولاني» يمكن أن يعمل كمسكن للألم، حيث اكتشفوا أن مادة معينة من مفرزاته السمية يمكن أن تمنع الألم لدى الفئران لفترة أطول من المورفين.
وتشرح الأستاذة هيلينا صفوي الذي ترأس هذه الدراسة «لقد اكتشفنا السم الذي يمنع الألم بطريقة مختلفة تمامًا عن الأدوية المعروفة مثل المورفين، ونأمل أن يمكّننا هذا من تجنب بعض التأثيرات الأكثر ضررًا للمورفين على البشر»
علما أن المسكنات القائمة على حلزون البحر من نوع آخر يدعى «كونوس ماجوس» متوفرة بالفعل في السوق لعلاج إصابات الظهر والسرطان على سبيل المثال، «ولكنها مكلفة ويصعب التعامل معها لأنه يجب حقنها في الجهاز العصبي المركزي على سبيل المثال.» كما توضح صفوي «لذلك على الرغم من أن لدينا بالفعل عقارًا يعتمد على حلزون البحر والذي ينطوي بالنسبة لبعض الأشخاص على آثار جانبية أقل من المورفين والمواد الأفيونية، إلا أنه ليس مثاليًا بسبب السعر والظروف.»
ويأمل الباحثون الذين يقفون وراء الدراسة الجديدة أن اكتشاف تأثير السم من نوع آخر هو «كونوس رولاني» يمكن أن يساعدهم في تطوير مسكن أكثر كفاءة.
وتقول صفوي التي درست لثلاث سنوات آفاق تأثير هذا النوع من حلزون البحر «نحن بحاجة إلى بديل أفضل للأشخاص الذين يعانون من ألم شديد - وهو بديل أقل إدمانًا من المورفين والمواد الأفيونية على سبيل المثال»، بحسب «سيانس ديلي».
وتشبه المادة السمية في الكائن الصغير هرمون «السوماتوستاتين، وهو هرمون موجود في جسم الإنسان ينظم الإحساس بالألم»، حيث تفيد الدراسة أن اختبار السم على الفئران أظهر للباحثين أنه كان فعالاً كمسكن للألم مثل المورفين، وإن كان له تأثير طويل الأمد.
وتختم صفوي: «لقد فوجئت أن السم كان فعالًا للغاية وأنه استمر لفترة أطول من المورفين، وهذا يكشف عن إمكاناته المستقبلية العظيمة».