كيف نخلق جيلا سياسيا
العميد المتقاعد زهدي جانبك
156592 شاب، وشابة ،... سيمرون بمحنة الامتحان النهائي للمرحلة الثانوية (التوجيهي) 2022... حوالي 64 الف منهم لن يحالفهم الحظ، وسيبقون طلابا لسنة قادمة...
92 الف شاب وشابة سينتقلون الى المرحلة التالية (نسبة النجاح 60%)...
ال 40% الباقين سيحقدون على الوزير والوزارة والحكومة وعلى التجارب التي تجريها الوزارة على الشباب وسيندبون سوء حظهم انهم كانوا ضحايا تجربة الفصل الواحد والامتحان الواحد...
الناجون منهم ، سيتقدمون بطلبات للدراسة في الجامعات الرسمية... 70 الف منهم فقط سيتم السماح لهم بالتقدم بطلبات الى الجامعات الرسمية... ال 20 الف الباقون، معدلاتهم أدنى من معدل القبول ، فسيتجهون الى الجامعات الخاصة وكليات المجتمع وهم حاقدون على الوزير والوزارة والحكومة التي حرمتهم من فرص الدراسة (برأيهم)...
ال 70 الف الذين سمحت لهم معدلاتهم بتقديم طلبات الدراسة في الجامعات الرسمية لن يتم قبول الا 50 الف منهم... ال 20 الف الباقون، سيلجؤون الى الجامعات الخاصة داخل الوطن وخارجه، وهم حاقدون على الوزير الاخر (التعليم العالي) وعلى الوزارة والحكومة التي سببت لهم تكاليف تعليمية جامعية باهظة...
هؤلاء جميعهم ال 156592 شابة وشابة سيكونون من ضمن قوائم الناخبين للعام 2024 ، وسيحملون ذكرى كل الواسطات التي أدخلتهم الى الجامعات ، وكل الحقد الذي تشكل في قلوبهم نتيجة عدم القدرة على اجتياز محنة التوجيهي... او محنة القبول الجامعي...
فكيف سيكون اقبالهم على المشاركة في الإنتخابات ؟؟؟
وان أقبلوا... فهل سيشكل موضوع بيع أصواتهم اي فرق لديهم... ؟
طبعا سينضم إليهم الناجون من محنة توجيهي عام 2020، و 2021، و 2023 ، و 2024... بنفس النسب والإعداد تقريبا... وبنفس الحقد والفساد تقريبا... مع فرق وحيد تتميز به دفعة عام 2020... فهؤلاء سيكون جزء منهم قد تخرج من الجامعات... وانضم الى أفواج العاطلين عن العمل... ورأى بأم عينه فساد وافساد بعض المرشحين لانتخابات ال 2024 الذين توسطوا بتوظيف بعض زملائهم الذين انتقلوا من الجامعة الى الوظيفة دون المرور بمرحلة الخداج في ديوان الخدمة المدنية بقدرة قادر ...
اي ان 600 الف ناخب وناخبة من الشباب، سيحق لهم المشاركة للمرة الأولى بحياتهم في اختيار نواب الامة 2024... وهذه هي الروح المعنوية التي سيشاركون بالانتخابات وهم يتمتعون بها...
ولكم ان تتخيلوا النتائج من الان...