2024-04-16 - الثلاثاء
banner
أخبار محلية
banner

الهدر الغذائي اعتداء على حقوق الانسان و15٪ من سكان العالم يواجهون خطر الجوع

{clean_title}
جهينة نيوز -
الانباط – سالي الصبيحات
يعتبر الهدر الغذائي او فقدان الغذاء افراط في استهلاك الاغذية وخسارتها يمثل اعتداء على حقوق الانسان في مقدمتها حقه في الحياة، لا سيما وان المخاطر البيئية التي يسببها هدر الغذاء واستهلاك كميات كبيرة منه يحتم علينا أن نكون على دراية بأهمية هذا الموضوع وتعزيز الجهود العالمية لحلها.

وحول ذلك، قالت رئيس المكتب الإقليمي للمشرق العربي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية المهندسة فداء الروابدة، ان المنظمة تضع على عاتقها قضية الأمن الغذائي العربي وتداعياته واولت الموضوع
اهمية بالغة خلال العقد الاخير من خلال إطلاق البرنامج العربي للامن الغذائي المستدام بمفاهيم ورؤى جديدة تتفق وظروف المنطقة والمستجدات العالمية والدولية، خاصة بعد جائحة كورونا والتغيرات المناخية والحروب المنتشرة حاليا.
وبينت ان المنظمة ترصد اوضاع الامن الغذائي في الدول العربية والمنطقة وتصدر سنويا تقريرا عن اوضاع الامن الغذائي العربي، كما تقوم بدعم البحوث العلمية التطبيقية وتطلق جائزة سنوية للتميز في البحث العلمي في المجالات الزراعية ذات علاقة بالبيئة.
ولفتت الى ان الهدر الغذائي هو تعرض الطعام للخسارة خلال المراحل الاربع من سلسلة الامداد الغذائي، وهي الزراعة وعمليات التجهيز وتجارة التجزئة والاستهلاك، ويعتبر هدر الغذاء جزءا لا يتجزأ من منظومة الامن الغذائي التي عانى منها العالم خلال جائحة كورونا، مشددة على ضرورة التوعية والارشاد باستخدام الوسائل والتقنيات المتاحة حاليا للتعريف باهمية الاستهلاك الرشيد للغذاء وما يكلف من اعباء اقتصادية على الاسرة والمنتج والمزارع ولتوعية بمفاهيم الهدر والفقد للغذاء .
واوضحت ان الهدر الغذائي ينعكس سلبا على البيئة من خلال رفع متوسط درجات الحرارة نتيجة انحباس غاز ثاني اكسيد الكربون والغازات الدفيئة الاخرى في الغلاف الجوي الارضي حيث يعتبر ثالث اكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراي والذي يزيد من تأثير التغير المناخي ويتسبب وفق برنامج الأمم المتحدة للبيئة الهدر الغذائي بنسبة تتراوح بين 8- 10 بالمائة من انبعاثات الكربون على كوكب الأرض.
وادى استخدام المزارع للمبيدات الزراعية الكيماوية المختلفة بشكل عشوائي للحد من انتشار افات مختلفة الى تلوث الهواء والماء والتربة وساعد في انتشار الامراض المختلفة المؤثرة بشكل كبير على صحة الانسان والحيوان.
ودعت المنظمة من خلال اهدافها الواردة في استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2030 الى المحافظة على حسن ادارة الموارد الزراعية والنظم الايكولوجية واستدامتها في المنطقة العربية وحسن ادارة واتاحة المعرفة الزراعية الفنية والمؤسسية بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني لدعم اتخاذ القرار الزراعي العربي وتطوير البرامج لتحقيق الامن الغذائي والتنمية المستدامة من خلال برامجها المختلفة للحد من الهدر والمحافظة على البيئة وصحة الانسان والحيوان والعمل على تحسين عمليات ما بعد الحصاد والتخزين واستخدام التقنيات الحديثة للحد من الفاقد والهدر مما يساعد في الحفاظ على البيئة.
وقالت خبيرة علم المياه والري والبيئة الدكتورة منى هندية بدورها، ان 15 بالمائة من سكان العالم يواجهون خطر الجوع فيما يعاني 20 بالمائة من زيادة الوزن وان المشكلة لا تكمن في وجود القليل من الطعام بل في توفر الغذاء وإمكانية الوصول إليه، مشيرة الى أن هدر الغذاء يعتبر سوء استخدام للموارد وله آثار بيئية سلبية تؤدي إلى إجهاد الموارد الطبيعية مثل الأرض والمياه والطاقة والأطعمة الملقاة في مكبات تطلق الغازات الدفيئة والميثان .
وبينت ان وجود نظام اجتماعي وسياسي عادل وإنشاء بنى تحتية رصينة يؤدي إلى زيادة الوصول إلى أسواق المواد الغذائية بما يتيح للسكان المحرومين فرصًا أفضل للحصول على الغذاء ومن الضروري توعية المجتمع بأهمية عدم هدر الطعام وتخزينه والمحافظة عليه صحيا وسليما لأطول فترة ممكنة وإعداد الطعام بكميات كافية دون إسراف وتوفير محصول محلي (خصوصًا للأطعمة الطازجة وسريعة الفساد) وتحسين وسائل النقل والبنية التحتية للتخزين يسهم في الحد من هدر الغذاء وخسائر ما بعد الحصاد.
واوضحت ان الحد من هدر الطعام يؤدي إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 8 بالمائة وضرورة التوعية والتدريب على طرق التسميد بدلاً من إلقاء الطعام المهدر مما يقلل من إنتاج الميثان بنسبة 86 بالمائة مقارنة بنفس الطعام الذي يتم إلقائه في مكب النفايات وسيكون على المدى الطويل للحد من هدر الطعام تأثير على تقليل نسب إنتاج غازات الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
واضافت يوجد مشاريع تعمل على استخدام فائض الغذاء لتصنيع أغذية مختلفة مثل اعلاف للحيوانات وأسمدة للنباتات وبعض المشاريع كتصنيع فائض الخضراوات والفواكه إلى منتجات طويلة الصلاحية من خلال التجفيف حيث تعتبر هذه المشاريع لها أهمية كبرى من ناحية غذائية واقتصادية.
وقال الخبير الزراعي المهندس محمد البس، ان الهدر الغذائي عبارة عن هدر لموارد الامة والدولة خاصة وان الدولة تبذل جهودها لتوفير مصادر غذائية بكلفة اقل مع الدعم المتوفر، ويوجد دول مجاورة مهددة بالجوع لاسيما وان الاردن يعاني من هدر غذائي فائض مما يسهم في نقص التمويل والتزويد ويؤدي الى انخفاض في حصة الفرد من الغذاء في بلد يعاني من شح بالموارد الغذائية.
وبين انه من الضروري التصرف بالاغذية الزائدة لذا عملت وزارتي التخطيط والادارة المحلية على تدوير المخلفات العضوية سواء كانت مخلفات غذائية او صناعية وتحويل المخلفات العضوية الى سماد عضوي عالي الجودة لافتا الى ان التصرف بالمخلفات بطريقة صحيحة تسهم في حل مشاكل بيئية داعيا الى عدم الاسراف في الغذاء لما له من نتائج بيئية عكسية.
تابعو جهينة نيوز على google news