القادم أصعب!!!
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة،،
لا أعلم كيف سيكون القادم أجمل في ظل الارتفاعات المتلاحقة والمتسارعة في أسعار المحروقات والمواد الغذائية وباقي السلع المعيشية للمواطن، وتأكيد الحكومة أنه لا يوجد زيادة على الرواتب على المدى المنظور، ونحن نعلم ان زيارة أسعار المحروقات سيترتب عليها زيادة كل الأسعار لأن الصناعة والتجارة مرتبطة بالمحروقات، وأن التاجر والمصانع تحمل أي زيادة على كلف الإنتاج والنقل والتجارة والاستيراد على المواطن، بالإضافة الى أن ربع الشعب الأردني معطل عن العمل، حسب نسب البطالة الرسمية في الأردن، وإغلاق العديد من المصانع واعتصام العاملين فيها في الشوارع العامة دون وجود أي اهتمام من اي مسؤول، عدا عن الأزمة المائية التي ستواجهنا في هذا الصيف حسب تصريحات وزير المياه، أين الجمالية هنا، واين الحياة الافضل التي لم نحياها بعد، إنهم يستخفون بعقولنا، ويحاولون الضحك علينا، ويتعاملون معنا على اعتبار ان الشعب ما زال أميا لا يقرأ ولا يكتب، وهم يعيشون في رغد وهناء على حساب الشعب وامواله العامة، وعلى حساب جيوبه الفارغة التي تئن من الفقر والطفر، يتقاضون رواتب بالآلاف وربما عشرات الآلاف لبعضهم، عدا عن السيارات الفارهة، ويتنقلون من منصب لآخر، وكأنها حكر عليهم، وأن البلد مزرعة أو شركة خاصة لهم، استيقضوا من سباتكم، فالشعب لم يعد يتحمل قسوتكم وتجهالكم واستغبائكم له، ولا تراهنوا على صبر وتحمل الشعب، فاحذروا غضب الحليم اذا نفذ، لا تدفعون الوطن الى التهلكة، القادم ليس أجمل، وإنما أصعب ولم يعد الشعب يملك القدرة على التحمل، أعيدوا حساباتكم، وفكروا جيدا في قراراتكم، فالأجمل لكم وليس لنا، فاتقوا الله في هذا الشعب الطيب المحب والمنتمي لوطنه والعاشق لقيادته، لا تستفزوه بتصريحاتكم غير المحسوبة والمدروسة، القضية ليست مجاكرة أو تحدي أو مداقرة " وفق المصطلح الشعبي العامي"، القضية قضية وطن وشعب وشهداء ضحوا بأرواحهم ودمائهم، وفقراء يئنون من الجوع، وشباب يئن من التعطل عن العمل، وسئم من الوعود النظرية الرنانة المتنقلة من حكومة إلى أخرى، فصمتكم أبلغ من كلامكم، وشعاراتكم أصبحت مثار تندر واستهئزاء، من عنق الزجاجة إلى النهضة الى القادم أجمل، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.