banner
مقالات مختارة
banner

في حضرة التاريخ والكبرياء

{clean_title}
جهينة نيوز -
 بلال حسن التل

لدولة الأستاذ الرئيس الدكتور عبد السلام المجالي أمد الله في عمره مكانه خاصة في قلبي ،هي مزيج من الحب والاحترام والمهابة، وهذا المزيج يكبر كلما التقيت بدولته، وقد كان من حسن حظي أن عملت بمعيته في القطاع العام عندما كان هو رئيسا للوزراء،وكنت مديرا عاما لدائرة للمطبوعات والنشر، وقتها زودني دولته بنصيحة ثمينة، خلاصتها أن لا أنزلق إلى صغائر الأشياء ،مثل النميمة  التي تنتشر بين الموظفين، ولا المكائد التي يلجؤون إليها،وأن لا أصرف همي لتحصيل المياومات وبدل النقل، وبدلا من ذلك أن انصرف للإنجاز وترك بصمة،كما أوصاني دولته بأن أظل أفكر وأتصرف بعقلية المجتمع المدني الذي جئت منه و خبرته وخبرني، كما عملت بمعية دولته في المجتمع المدني،من ذلك مثلا مجلس أمناء جائزة الشهيد وصفي التل.
    وفي الحالتين تعلمت من دولته الكثير الكثير،وأول ماتعلمته منه الكبرياء حتى في المواقف التي يريق فيها الرجال ماء وجوههم لنيل مكسب أو رضا، ولأنه صاحب كبرياء حقيقي فقد ظل الدكتور عبد السلام من الرجال الذين تكبر بهم المناصب والمواقع ولايكبرون بها، والكبرياء عند دولته ممزوج بالتواضع،مما يدلل على أنهما صفتين أصيلتين به.
   ومما تعلمته من دولة الدكتور عبدالسلام أن الموقع العام هو تكليف بالخدمة ، وهذه قناعة راسخة عند دولته لذلك صار من أكثر المسؤولين الأردنيين  انجازا وبناء وتطويرا للمؤسسات التي صارت شامات مضيئة على خد الوطن ،فمن منا لا يذكر اثر ودور دولته في بناء وتطوير الخدمات الطبية الملكية،والجامعه الاردنية،بل وفي مجمل القطاعين الصحي والتعليمي في بلدنا، ساعده على تحقيق ذلك انضباطه وحسن استخدامه للوقت.
  ومما عرفته  عن دولة الدكتور عبد السلام  أنه قائد يعطي من معه كامل الصلاحيات، لكنه يتابع ويحاسب،وهذه واحدة من أهم صفات القائد  الإداري الناجح،التي صرنا نفتقدها بحكومات ومسؤولي بلدنا هذه الأيام ،ونعاني جميعا من ما نتج عن هذا الفقدان من ترهل وتسيب.
   مناسبة هذا الكلام،تفضل دولة الدكتور عبد السلام المجالي بتكريم جماعة عمان لحوارات المستقبل وقبوله استلام درعها، اعترافا من الجماعة بفضل الرجل وقيمته ودوه في بناء بلدنا،وسعيا لتعلم المزيد منه،وقد كان ، فعلى مدار ساعة من الزمن ذكرنا دولته بحجم التطور والإنجاز الذي حققه بلدنا مما يجب أن نحافظ عليه ونراكم عليه، وضرورة الأخذ بأسباب البناء والإنجاز،وفهم روح العصر مع الحفاظ على أصالتنا، كما ذكرنا دولته بحجم المعاناة التي عناها الآباء والأجداد،وبحجم إصرارهم على النجاح وبناء الدولة والمجتمع، رغم قلة ذات اليد وصعوبة الحياة حيث كانت رحلة الطالب من الكرك إلى السلط حيث   كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الأردن تستغرق يومين على ظهر "الترك".
 خلاصة القول إننا تعلمنا درسا في التاريخ من قامة وطنية ساهمت في صناعة التاريخ المعاصر لبلدنا ،أمد الله بعمر دولته
تابعو جهينة نيوز على google news