رحلة الشغف بدأت في دبي.. مهندس يقتني 400 من أجهزة «أبل» القديمة.. فيديو
قاد الشغف والصدفة المهندس جيمي جريوال، الذي يعيش في دبي، لجمع أجهزة «أبل» القديمة، حتى أصبح يمتلك اليوم ما يزيد على 200 حاسوب، بينها قطعتان من أول جهاز أنتجه ستيف جوبز وستيف وزنياك، وهو معروض للبيع في مزاد إلكتروني ينتهي الأحد المقبل.
بدأت حكاية المجموعة التي يمتلكها جيمي في عام 1995، حين اشترى أول حاسوب بالصدفة لاستخدامه كجزء من ديكور، وتتابعت حالة الشغف حتى كوّن مجموعته التي تشتمل على إصدارات الشركة العالمية.
وعن رحلته مع عالم «أبل»، قال جريوال الذي درس الاقتصاد والمعلوماتية ويعمل على إدارة شركة في الإلكترونيات وأنظمة الدفاع، لـ«الإمارات اليوم»: «بدأت الحكاية عندما كنت صغيراً جداً، وتحديداً عندما كنت أبلغ خمس سنوات، إذ كنت أدرس في المدرسة الأميركية بدبي، وكانت تستخدم أجهزة أبل في عام 1982، وبعد فترة ابتاعت العائلة حاسوباً من الشركة نفسها، لذا اعتدت استخدام تلك الأجهزة».
وأضاف: «بعد أن بدأت دراستي في الجامعة كنت مهووساً بالنسخ الجديدة من الأجهزة وليس القديمة، ووقتها ذهبت مع صديق لشراء أثاث مستعمل تبيعه الجامعة، وكانت هناك مجموعة من الحواسيب القديمة تباع بالوزن، وكان يحسب سعر الحاسوب الأبيض والأسود مقابل باوند واحد للكيلوغرام، بينما الملون مقابل باوندين اثنين».
اشترى جريوال وقتذاك الجهاز الأول في مجموعته بـ22 دولاراً، لاستخدامه ديكوراً في غرفته، ثم اشترى المزيد، وبعد أن أنهي دراسته عام 1999، كان يمتلك ما يقارب 10 أجهزة.
مراحل
تعود الحواسيب التي اشتراها جريوال في المرحلة الأولى لعام 1984، وهي من أوائل إنتاج الشركة، إذ زاد شغفه بالأجهزة بعد دخوله سوق العمل، حين وجد وظيفة في شركة «مايكروسوفت»، وكان في القسم المتخصص ببرمجيات حواسيب «أبل»، وبحكم عمله كان يزور الشركة مرة أو مرتين في الأسبوع، ما دفعه الى استكمال بناء المجموعة، موضحاً أنه كان يخزن الأجهزة في غرفة تعرضت لتسريب المياه، لكن الحواسيب لم تتضرر ولم يصلها الماء، ما دفعه الى تخزينها في غرفة مؤمّنة.
ويمتلك المهندس الهندي اليوم 186 حاسوباً، وما يصل الى 200 قطعة تضاف للأجهزة، أي ما يزيد على 400 قطعة لشركة أبل.
وعن الطريقة التي حصل بها على القطعة الأولى بشكل خاص، والمطروحة للمزاد، أوضح: «في عام 1999 عندما كنت أعمل في (مايكروسوفت)، تعرفت إلى شخص يمتلك قطعة من أول جهاز أصدرته (أبل)، وطلب 25 ألف دولار، ولم يكن لدي المبلغ وقتها، لكني كنت مؤمناً بأنه إذا واصلت جمع الأجهزة فيجب أن أمتلك أول قطعة، فهي بداية الحكاية، ومنذ ذلك الوقت مر ما يقارب 25 عاماً، وفي 2017، تواصلت دار كريستيز معي، وبدأت المناقشات على السعر، ودفعت لهم مبلغاً مقابل الجهاز».
وحول حالة القطع التي يمتلكها، أشار إلى أنه يعمل بشكل جاد على التأكد من أنها بحالة جيدة، منوهاً بأن عالم اليوم هو عالم التكنولوجيا والتقنيات العالية، ولكن الجهاز الأول لـ«أبل» كان مصمماً بشكل أقرب إلى الهواية، ولكنه شكل البذرة التي من خلالها انطلقت سلسلة الحواسيب التالية.
وعن المهتمين بشراء هذه القطعة النادرة، نوه بأنها تجذب المستثمرين والمتاحف بالدرجة الأولى، والعاملين على جمع الأجهزة، لاسيما أن هواة المقتنيات انتقلت أعينهم كذلك إلى التكنولوجيا. وحول عدم جمعه الأجهزة الجديدة من الشركة نفسها، رأى أن التاريخ هو الذي يحمل القيمة، لأن كل ما أنتجته «أبل» بعد الآيبود والآيفون يعتبر مألوفاً للناس
مساحة عامة
ولفت جريوال إلى أنه طرح واحداً من أول إنتاجات «أبل» في المزاد بهدف إيجاد مكان لتحقيق مساحة عامة يمكن من خلالها عرض الأجهزة التي يقتنيها للجمهور، لاسيما طلبة المدارس، منوهاً بأن المساحة التي يسعى الى تأسيسها ليست متحفاً، إذ إن المتاحف غالباً ما تتطلب ميزانية كبيرة.
أما القطع العزيزة على جريوال، والتي لا يمكن أن يطرحها للبيع، فهي جهاز اشترته عائلته، وثانٍ تلقاه هدية من معلمه، ويعد أول قطعة «أبل» دخلت إلى الإمارات في عام 1978. أما أحدث القطع التي يمتلكها في المكان فأول جهاز آيبود وأول نسخة من «آيفون».
وحول تخزين المقتنيات والاهتمام بها، فنوه بأنه يعمل جاهداً على عزلها عن الرطوبة، لأن الأجهزة المصنوعة من البلاستيك يمكن مع مرور السنوات أن تتكسر دون أن يمسها شيء بفعل الزمن وتحول موادها. ورأى أن الأجهزة القديمة قادرة على الصمود أكثر، معتبراً أن الحل الأمثل هو صنع مجسمات ثلاثية الأبعاد من هذه الأجهزة لحفظ شكلها للتاريخ.
• قطعتان عزيزتان على قلب جيمي لا يستطيع بيعهما، هما الجهاز الأول الذي اشترته عائلته، والآخر تلقاه هدية من معلمه.
جيمي جريوال:
• «أول جهاز في مجموعتي اشتريته بـ22 دولاراً، لاستخدامه ديكوراً في غرفتي بالجامعة».
• «التاريخ هو الذي يحمل القيمة، فكل ما أنتجته شركة أبل بعد الآيبود والآيفون يعتبر مألوفاً».
ستيف جوبز
أكد المهندس جيمي جريوال أن الراحل ستيف جوبز قدم أجهزة أثبتت فشلها، كجهاز ليزا الذي بيع بـ10 آلاف دولار، وكان ثمنه مرتفعاً جداً، ولا يعد من الأجهزة المتاحة للجمهور، كما أنتج بعدها بعامين جهازاً آخر طرح بـ2000 دولار، وطرد من الشركة بسبب فشل جهازين بشكل متتال.
وأكد أن جوبز أسس بعدها شركة خاصة له، وأنتج من خلالها جهازاً حقق نجاحاً باهراً، تمكن من خلاله من العودة إلى الشركة حتى أصبح رئيساً لها، وتوالت بعدها النجاحات.