banner
مقالات مختارة
banner

ذكرى حيدر علييف خالدة في قلوب الأذربيجانيين

{clean_title}
جهينة نيوز -

بقلم السفير إيلدار سليموف

 

يحتفل الشعب الأذربيجاني في يوم 10 مايو 2022 بالذكرى السنوية التاسعة والتسعين لعيد ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف. ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في مدينة ناختشيوان في جمهورية أذربيجان في 10 مايو عام 1923.وبعد تخرجه في كلية المعلمين بناختشيوان عام 1939 درس في كلية العمارة لمعهد أذربيجان الصناعي (جامعة النفط والصناعة الحكومية الأذربيجانية حاليا).ولم يمكنه إندلاع الحرب العالمية الثانية من إكمال دراسته.

منذ عام 1941، بدأ حيدر علييف يشغل منصب مدير القسم في مفوضية الشعب في الأمور الداخلية لجمهورية ناختشيوان الاشتراكية السوفييتية ذات الحكم الذاتي وفي مجلس مفوضي الشعب الموجود فيها. أرسل للعمل في هيئات أمن الدولة عام 1944، حيثتدرج حيدر علييف الذي كان يعمل في منظومة هيئات الأمن منذ هذا الزمن،الى منصب نائب لرئيس لجنة الدولة للأمن لدى مجلس الوزراء للجمهورية الأذربيجانية الاشتراكية السوفييتية عام 1964 ورئيس لهذه اللجنة عام 1967 وترقى حتى رتبة اللواء. خلال هذه السنوات تلقى درسا عاليا خاصا في لينينغراد (سانت بيترسبورغ حاليا). وفي سنة 1957 تخرج في كلية التاريخ لجامعة أذربيجان الحكومية.

أصبح حيدر علييف قائدا للجمهورية بعد إنتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني في مؤتمرها الذي عقد في يوليو عام 1969. وعين حيدر علييف بعد إنتخابه عضوا للمكتب السياسي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي في ديسمبر عام 1982، نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء للاتحاد السوفييتي. وصار حيدر علييف خلال 20 سنة نائبا لمجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. وظل في هذا المنصب لمدة 5 سنوات.

قد إستقال حيدر علييف في أكتوبر عام 1987 من مناصبه بعد أن أصبح معارضا للسياسة التي يقودها المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي وخاصة لسياسة أمينه العام ميخائيل غورباشوف.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، بدأ حيدر علييف يعيش في باكو، ثم في ناختشيوان بعد عودته إلى أذربيجان في يوليو عام 1990، حيثتم إنتخابه في السنة ذاتها نائبا للمجلس الأعلى في جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي ضمن جمهورية أذربيجان الإشتراكية السوفييتية، ثم رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي ونائبا لرئيس المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان خلال أعوام 1991-1993. كما جرى إنتخاب حيدر علييف زعيما لحزب «أذربيجان الجديدة» في مؤتمر تأسيسه الذي عقد في مدينة ناختشيوان عام 1992، لاحقا رئيسا للمجلس الأعلى لأذربيجانفي 15 يونيو عام 1993. فباشر ممارسة صلاحيات رئيس جمهورية أذربيجان وفقا لقرار المجلس الوطني المؤرخ في 24 يونيو من نفس العام.

وفي 3 أكتوبر عام1993، أضحى حيدر علييف رئيسا للجمهورية الأذربيجانية نتيجة الإقتراع العام بفوزه 76,1 في المئة من أصوات الناخبين. وجدد فوزه في الإنتخابات الرئاسية التالية التي أجريت في 11 أكتوبر عام 1998، حيث حقق أغلبية ساحقة من الأصوات.

ونال حيدر علييف عددا من الجوائز الدولية، وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات في أنحاء العالم، وحصل كذلك على كثير من الأوسمة الفخرية المشهورة، فقد منح وسام لينين ووسام النجمة الحمراء 4 مرات وحصل على كثير من الميداليات من دول العالم المختلفة، أوسمة وميداليات عدد كبير من الدول الأجنبية ونال مرتين اسم بطل العمل الاشتراكي.

إرتبط تاريخ أذربيجان وإنجازاتها في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية كافة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بشخصية حيدر علييف.

حاول حيدر علييف في عهده أن يقيم علاقات قوية مع دول العالم المختلفة بعد أن أصبحت أذربيجان دولة حرة مستقلة وقد كان حريصا على أن يعرض مشكلات بلاده في المحافل الدولية وأن يكسب تأييد دول العالم الحرة له خصوصا بالنسبة لقضية «قره باغ الجبلية» التي وجدت حلها على يد الجيش الأذربيجاني الباسل تحت قيادة الرئيس، القائد الأعلى إلهام علييف نتيجة سياسته المتروية التي وضع القائد العظيم حيدر علييف أسسها.

ومن الطبيعي أن أذربيجان كانت تلفت أنظار البلدان الإسلامية كدولة مسلمة إستقلت عن الاتحاد السوفييتي. فبدأ التعاون المتبادل وبناء العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية. ومن جهة أخرى كان حيدر علييف يعلق أهمية كبرى على بناء العلاقات الواسعة في المجالات المختلفة ببلاد العالم عامة والدول الإسلامية خاصة.كانت كلمات القائد بمثابة مصابيح تضيء للشعب طريق الحياة فإذا خطب تداعى إليه الناس من كل حدب وصوب ينصتون إليه لعلهم يجدون في كلماته ما يبدد مخاوفهم ويجمعهم على كلمة سواء. إن عودة حيدر علييف إلى أذربيجان في عام 1993 كانت عودة حميدة فقد ظل اليوم الذي عاد فيه وهو يوم الخامس عشر من يونيو يوم عيد يحتفل به الشعب في أذربيجان ويسميه يوم النجاة والخلاص.

إن اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعتها أذربيجان مع أرمنيا اقتضتها ضرورة اقتصادية مهمة وهي جذب للاستثمارات الأجنبية إلى أذربيجان وذلك عندما دعا الرئيس حيدر علييف الشركات الأجنبية إلى التنقيب عن البترول واستثمار أموالها في أذربيجان لإنعاش الحالة الاقتصادية في البلاد وكان هذا سبيلا إلى حل كثير من مشكلات البطالة والخدمات الصحية التعليمية وغيرها ومن ثم بدأت أذربيجان تدخل في عصر النهضة الحديثة لكي تلحق بركب الحضارة والتقدم.

وترك الزعيم أذربيجان ليبدأ رحلة علاجه الأخيرة في أميركا وهو يقول: «هدفي أذربيجان ومواطن أذربيجان وشعب أذربيجان إن أحقق هذا الهدف فقد بلغت الغاية من حياتي. ومثل رحيل حيدر علييف في 12 ديسمبر لعام 2003 إحدى أشد اللحظات حزناً في تاريخ أذربيجان. وقد توفي حيدر علييف، رجل الدولة نافذ البصيرة المخضرم ذو القريحة الوقادة اللامع شديد البأس، عن عمر يناهز 81 عاما.

 

 

ذكرى حيدر علييف خالدة في قلوب الأذربيجانيين

 

بقلم السفير إيلدار سليموف

 

يحتفل الشعب الأذربيجاني في يوم 10 مايو 2022 بالذكرى السنوية التاسعة والتسعين لعيد ميلاد الزعيم القومي حيدر علييف. ولد حيدر علي رضا أوغلو علييف في مدينة ناختشيوان في جمهورية أذربيجان في 10 مايو عام 1923.وبعد تخرجه في كلية المعلمين بناختشيوان عام 1939 درس في كلية العمارة لمعهد أذربيجان الصناعي (جامعة النفط والصناعة الحكومية الأذربيجانية حاليا).ولم يمكنه إندلاع الحرب العالمية الثانية من إكمال دراسته.

منذ عام 1941، بدأ حيدر علييف يشغل منصب مدير القسم في مفوضية الشعب في الأمور الداخلية لجمهورية ناختشيوان الاشتراكية السوفييتية ذات الحكم الذاتي وفي مجلس مفوضي الشعب الموجود فيها. أرسل للعمل في هيئات أمن الدولة عام 1944، حيثتدرج حيدر علييف الذي كان يعمل في منظومة هيئات الأمن منذ هذا الزمن،الى منصب نائب لرئيس لجنة الدولة للأمن لدى مجلس الوزراء للجمهورية الأذربيجانية الاشتراكية السوفييتية عام 1964 ورئيس لهذه اللجنة عام 1967 وترقى حتى رتبة اللواء. خلال هذه السنوات تلقى درسا عاليا خاصا في لينينغراد (سانت بيترسبورغ حاليا). وفي سنة 1957 تخرج في كلية التاريخ لجامعة أذربيجان الحكومية.

أصبح حيدر علييف قائدا للجمهورية بعد إنتخابه الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأذربيجاني في مؤتمرها الذي عقد في يوليو عام 1969. وعين حيدر علييف بعد إنتخابه عضوا للمكتب السياسي في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي في ديسمبر عام 1982، نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء للاتحاد السوفييتي. وصار حيدر علييف خلال 20 سنة نائبا لمجلس السوفييت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية. وظل في هذا المنصب لمدة 5 سنوات.

قد إستقال حيدر علييف في أكتوبر عام 1987 من مناصبه بعد أن أصبح معارضا للسياسة التي يقودها المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي للاتحاد السوفييتي وخاصة لسياسة أمينه العام ميخائيل غورباشوف.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي، بدأ حيدر علييف يعيش في باكو، ثم في ناختشيوان بعد عودته إلى أذربيجان في يوليو عام 1990، حيثتم إنتخابه في السنة ذاتها نائبا للمجلس الأعلى في جمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي ضمن جمهورية أذربيجان الإشتراكية السوفييتية، ثم رئيسا للمجلس الأعلى لجمهورية ناختشيوان ذات الحكم الذاتي ونائبا لرئيس المجلس الأعلى لجمهورية أذربيجان خلال أعوام 1991-1993. كما جرى إنتخاب حيدر علييف زعيما لحزب «أذربيجان الجديدة» في مؤتمر تأسيسه الذي عقد في مدينة ناختشيوان عام 1992، لاحقا رئيسا للمجلس الأعلى لأذربيجانفي 15 يونيو عام 1993. فباشر ممارسة صلاحيات رئيس جمهورية أذربيجان وفقا لقرار المجلس الوطني المؤرخ في 24 يونيو من نفس العام.

وفي 3 أكتوبر عام1993، أضحى حيدر علييف رئيسا للجمهورية الأذربيجانية نتيجة الإقتراع العام بفوزه 76,1 في المئة من أصوات الناخبين. وجدد فوزه في الإنتخابات الرئاسية التالية التي أجريت في 11 أكتوبر عام 1998، حيث حقق أغلبية ساحقة من الأصوات.

ونال حيدر علييف عددا من الجوائز الدولية، وحصل على درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات في أنحاء العالم، وحصل كذلك على كثير من الأوسمة الفخرية المشهورة، فقد منح وسام لينين ووسام النجمة الحمراء 4 مرات وحصل على كثير من الميداليات من دول العالم المختلفة، أوسمة وميداليات عدد كبير من الدول الأجنبية ونال مرتين اسم بطل العمل الاشتراكي.

إرتبط تاريخ أذربيجان وإنجازاتها في مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية كافة خلال العقود الثلاثة الأخيرة بشخصية حيدر علييف.

حاول حيدر علييف في عهده أن يقيم علاقات قوية مع دول العالم المختلفة بعد أن أصبحت أذربيجان دولة حرة مستقلة وقد كان حريصا على أن يعرض مشكلات بلاده في المحافل الدولية وأن يكسب تأييد دول العالم الحرة له خصوصا بالنسبة لقضية «قره باغ الجبلية» التي وجدت حلها على يد الجيش الأذربيجاني الباسل تحت قيادة الرئيس، القائد الأعلى إلهام علييف نتيجة سياسته المتروية التي وضع القائد العظيم حيدر علييف أسسها.

ومن الطبيعي أن أذربيجان كانت تلفت أنظار البلدان الإسلامية كدولة مسلمة إستقلت عن الاتحاد السوفييتي. فبدأ التعاون المتبادل وبناء العلاقات الثقافية والسياسية والاقتصادية. ومن جهة أخرى كان حيدر علييف يعلق أهمية كبرى على بناء العلاقات الواسعة في المجالات المختلفة ببلاد العالم عامة والدول الإسلامية خاصة.كانت كلمات القائد بمثابة مصابيح تضيء للشعب طريق الحياة فإذا خطب تداعى إليه الناس من كل حدب وصوب ينصتون إليه لعلهم يجدون في كلماته ما يبدد مخاوفهم ويجمعهم على كلمة سواء. إن عودة حيدر علييف إلى أذربيجان في عام 1993 كانت عودة حميدة فقد ظل اليوم الذي عاد فيه وهو يوم الخامس عشر من يونيو يوم عيد يحتفل به الشعب في أذربيجان ويسميه يوم النجاة والخلاص.

إن اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعتها أذربيجان مع أرمنيا اقتضتها ضرورة اقتصادية مهمة وهي جذب للاستثمارات الأجنبية إلى أذربيجان وذلك عندما دعا الرئيس حيدر علييف الشركات الأجنبية إلى التنقيب عن البترول واستثمار أموالها في أذربيجان لإنعاش الحالة الاقتصادية في البلاد وكان هذا سبيلا إلى حل كثير من مشكلات البطالة والخدمات الصحية التعليمية وغيرها ومن ثم بدأت أذربيجان تدخل في عصر النهضة الحديثة لكي تلحق بركب الحضارة والتقدم.

وترك الزعيم أذربيجان ليبدأ رحلة علاجه الأخيرة في أميركا وهو يقول: «هدفي أذربيجان ومواطن أذربيجان وشعب أذربيجان إن أحقق هذا الهدف فقد بلغت الغاية من حياتي. ومثل رحيل حيدر علييف في 12 ديسمبر لعام 2003 إحدى أشد اللحظات حزناً في تاريخ أذربيجان. وقد توفي حيدر علييف، رجل الدولة نافذ البصيرة المخضرم ذو القريحة الوقادة اللامع شديد البأس، عن عمر يناهز 81 عاما.

 

 

 

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير