banner
عربي دولي
banner

السياسة الخارجية الأميركية لم تعد موجودة في الشرق الأوسط”

{clean_title}
جهينة نيوز -

 

 

عواصم - وكالات -جهينة نيوز - مامون العمري

 

 

 

العنوان الذي نضعها اليوم في ملف ومتابعاتق الانباط   للكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك في مقاله بعنوان “السياسة الخارجية الأميركية لم تعد موجودة في الشرق الأوسط”، الذي نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فيه أشار فيسك  إلى تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، وبروز قوى دولية على الساحة.

صحيح ان  الشرق الأوسط لم يعد  يشبه ما كان عليه في ظل مستجدات السنوات الماضية التي اختلفت بها كل الاوراق واحتلت موازين القوى ،فيسك يوضح ذلك ويقول " أنّه من الرئيس رونالد ريغان، إلى آل كلينتون وبوش وأوباما، كان لديهم تأـثير في المنطقة، أمّا الآن فقد تغيّر الوضع″.

وأضاف: “الآن فقط علينا أن نلقي نظرة على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان والمصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون والإيراني حسن روحاني، فهؤلاء الرؤساء يتصدّرون عناوين الصحف، على الرغم من وجود أخبار عن أنّ “داعش” انتهى أو ضُرب وسوريا نجت وأنّه جرى إنقاذ الرئيس سعد الحريري من احتجازه في السعودية.

وقال فيسك: “حتى أن لبنان الفقير يبدو أكثر كطفل تعتريه نوبة غضب، يضع ألعابه حوله ليخيف جيرانه”.

ولفت إلى أنّه “الآن، بوتين هو من يدعو الأسد إلى سوتشي ويجري محادثات مع رئيسَي إيران وتركيا، وقواته لا تزال في سوريا، وبقي صديقًا جيدًا للسيسي”. كما أنّ ماكرون دعا السيسي إلى باريس هذا الشهر، من دون الإشارة الى حقوق الإنسان، وماكرون سحب الحريري من سجنه في الرياض، ولكن على الرغم من الدور الفرنسي، لا يجب أن نعتقد أنّ فرنسا ستكون مرشد الإصلاحات في الشرق الأوسط أكثر من بوتين، برأي فيسك.

وأشار إلى أنّه بعد محادثات الأسد مع بوتين والتي أعلن فيها الرئيس السوري أنّه مستعد للحوار “مع أي أحد”، شكر بوتين على “إنقاذ سوريا”. وقال: “حتّى حزب الله الذي اعتقد أنّه القوة المسلّحة والوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها اسم واحد، فبوتين يدعمه لأنّه حليف الأسد”

وما لم يتغيّر في الشرق الأوسط خلال هذه السنوات هو قلّة العدالة، الإفقار، قلّة التعليم، الخوف، بحسب ما قاله فيسك، الذي ختم، قائلاً إنّه لا بدّ من البحث عن سبب صغير لإيجاد تفاؤل في الشرق الأوسط.

وقال: “علينا أن نتذكّر أنّ تنظيم القاعدة نشأ في هذه المنطقة، وبعده أتى “داعش” الذي لا يزال عناصره في صحارى العراق وسوريا وفي أفريقيا من سيناء إلى مالي”. وسأل: “ما هو الآتي المخيف بعدهما؟

 

تقلص النفوذ الأمريكي وتصاعد الدور الروسي

جاء في تقرير نشره موقع “ذا هيل” الأمريكي يوم الخميس 21 ايلول 2017، إن العملية العسكرية الروسية في سوريا كانت خطوة في مسار دعم التواجد الروسي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى أن موسكو حاولت بقوة بسط نفوذها من خلال صفقات الأسلحة ومشروعات الطاقة، علاوة على الترويج السياحي والمفاهيم الدبلوماسية الدافئة بهدف تقويض النفوذ الأمريكي ببطء في الشرق الأوسط.

وأضاف التقرير، أنه منذ وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا إلى السلطة عام 2000، سعى بشكل منهجي لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي في إفريقيا، حيث تطورت علاقة موسكو بالعديد من بلدان المنطقة بحلول عام 2010، إضافة إلى أن أحد العوامل الرئيسية لدفع موسكو إلى إفريقيا هي مبيعات الأسلحة والنفوذ الاقتصادي على نطاق أوسع، كما استخدمت موسكو سوريا للإعلان عن أحدث ما وصلت إليه ترسانتها العسكرية.

وأشار التقرير إلى العلاقة بين روسيا ومصر، مؤكدًا أنها شهدت تحسنا ملحوظا بعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، حيث تضاعفت أرقام التجارة الثنائية بين البلدين إلى 5.5 مليار دولار في عام 2014، وفقا للإحصاءات الروسية. وكانت روسيا ومصر قد نظمتا أول تدريبات بحرية مشتركة في ي 2015، وتدريبات عسكرية في 2016، وفي شهر  2017 انتهت القاهرة من المفاوضات مع موسكو لبناء أول محطة للطاقة النووية في مصر.

وأوضح الموقع الأمريكي أن الرئيس الروسي يتطلع إلى دور أكبر في ليبيا، وذلك عبر دعم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، حيث تقدم موسكو دعم دبلوماسي وعسكري قوي للقائد الليبي، لافتًا إلى أن المشير حفتر قام بثلاث زيارات إلى روسيا، منذ 2016. وكشف التقرير أن روسيا نقلت عشرات المصابين من جنود حفتر إلى موسكو للعلاج.

ووفقا للتقرير، كانت الجزائر من أكبر مستوردي الأسلحة الروسية طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وعلاوة على اتفاق التعاون النووي، الذي أبرمته روسيا مع تونس، كما تضاعف أعداد الزائرون الروس إلى تونس، بعدما توقفت حركة الرحلات بين القاهرة وموسكو في عام 2015.

وأضاف الموقع الأمريكي أن التحركات العسكرية التي يقوم بها فلاديمير بوتين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أصبحت تمثل تحدي واضح للغرب، الأمر الذي من شأنه أن يسمح لروسيا بتطويق أوروبا عبر بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ناولت مجلة “فورين آفيرز” الأمريكية خيارات روسيا في حال اندلاع حرب بين ميليشيا حزب الله اللبنانية من جانب وإسرائيل من جانب آخر. وتناول التقرير الموقف الروسي، ووصفه بأنه صاحب اليد العليا لحل هذا النزاع، بحيث سيستغل الكرملين مثل هذه الحرب لتعزيز نفوذه وتأثيره بالشرق الأوسط. كما أشار التقرير إلى تنامي الترسانة الصاروخية لحزب الله والذي يعد الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، منوهة إلى أن كل من إسرائيل وحزب الله يتربصان للانقضاض في أى لحظة ضعف للطرف الآخر، لاسيما مع احتمال وقوع تصعيد غير مقصود من كلا الطرفين. ووفقا للتقرير، تسائل المحللون الإسرائيليون عن كيفية الرد على روسيا التي تعد حليفا في الحرب السورية مع إيران وحزب الله في الوقت الذي ستكون حريصة على الحفاظ على نبرتها الهادئة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت مجلة “فورين آفيرز”، الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، أن طموحات إيران تحولت إلى مشكلة بالنسبة لروسيا، ولذا يود الكرملين أن يحد من تطلعات إيران للهيمنة الإقليمية دون أن تتوتر العلاقات مع الدولة التى مازالت أكبر حليف إقليمي لها، حيث رجح التقرير أن تفضل موسكو وجود إيران وحزب الله في سوريا غير قوي، ولكنه في الوقت نفسه ليس باهتا. وكلما احتاجت موسكو إلى حزب الله لمحاربة بقية القوى المناهضة للأسد، كلما كان ذلك سيحمي المجموعة اللبنانية من الهجمات الإسرائيلية. وكلما كان نظام الأسد أكثر أمانا في دمشق، كلما زادت مساحة إسرائيل للمناورة، وفقا للصحيفة.

وبحسب التقرير، فإن تصميم إسرائيل على استخدام القوة قد يتوافق مع أهداف روسيا، وإذا اندلع الصراع بين إسرائيل وحزب الله، فمن المحتمل أن تترك موسكو حزب الله وإيران ينزفان من أجل إضعاف مواقفهما الإقليمية، لكنها ستسعى أيضا إلى منع انتصار إسرائيلي كامل، لأن القيادة الروسية لا تزال تحتاج إلى حزب الله كفاعل استراتيجي في المنطقة. كما ألمحت المجلة الأمريكية إلى أن انتصار حزب الله الكامل أو إبادته الفعلية غير مرغوب فيه بالنسبة لموسكو، لأن ذلك من شأنه أن يفكك التحالف القائم بين موسكو والكتلة المناصرة لإيران، مما يترتب عليه أن تبدو روسيا كحليف لا يمكن الاعتماد عليه. وأوضح التقرير أن الكرملين يريد الحفاظ على موقفه في أي ترتيب سياسي لمستقبل سوريا، حتى لو تم استبدال الأسد أو تحولت سوريا إلى دولة تخضع للحكم الفيدرالي. وفي الوقت نفسه تسعى إيران أيضا إلى تعزيز قوتها في بلاد الشام، ومن ثم كلاهما يسعى إلى إقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا والتأثير الجيوسياسي في المنطقة. ومن غير المرجح ألا يقتصر حزب الله على القذائف الصاروخية ضد الإسرائيليين فحسب، كما حدث في عام 2006، حيث ستسعى الميليشيا البنانية إلى تدمير آلة الحرب الإسرائيلية، لاسيما وأن دقة صواريخ حزب الله، وأعدادها المتزايدة، يمكن أن تسمح له بضرب أهداف مهمة من الناحية التشغيلية، مثل قواعد القوات الجوية الإسرائيلية، ومنشآت جمع المعلومات الاستخباراتية، أو حتى تجمعات القوات. ويتوقع محللون إسرائيليون اختراق وحدات من قوات حزب الله الأراضي الإسرائيلية، وربما احتلال بعض المستوطنات الحدودية. كما توقعت المجلة الأمريكية أن تشارك روسيا بشكل أكبر فى حال نشوب حرب بين العرب وإسرائيل أكثر من أى وقت مضى، إلا أن الغريزة الإسرائيلية تلجأ إلى واشنطن في أزماتها، ومع ذلك، فإن تراخي الإدارة الأمريكية الحالية والروابط الإقليمية للكرملين يمكن أن يجعل موسكو، التي أقامت معها إسرائيل صلات عسكرية وسياسية، طرفا أكثر صلة في عيون القيادة الإسرائيلية. ويعني هذا أنه، بعد بضع سنوات من تدخل روسيا في سوريا، قد أعاد بوتين تموضع موسكو في الشرق الأوسط، الذي خسرته منذ عقود، ولذا فإن اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن يثبت انتصار سيد الكرملين.

كما كتبت وكالة انباء بلومبرغ: “يسلك الإسرائيليون والأتراك والمصريون والأردنيون والسعوديون طريقا نحو الكرملين، على أمل يكون فلاديمير بوتين سيد الشرق الأوسط الجديد، راغبا في تلبية مصالحهم وحل مشاكلهم.

وترى بلومبرغ، ان واشنطن والى وقت متأخر، كانت هي وحدها زعيمة لهذه البلدان. ومع ذلك، فإن القدرة الأمريكية في المنطقة قد تضاءلت بشكل ملحوظ، مما يشير إلى نجاح التدخل العسكري الروسي في سوريا، حيث لم تنجح فقط في القضاء علی تهديد تنظيم داعش الارهابي، بل أيضا حافظت على حكومة الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي كان الكثير منهم يصرون علىضرورة تنحيه من السلطة.

وقال دينيس روس، وهو مفاوض أمريكي سابق، كان يقدم المشورة الى الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك اوباما: “ان بوتين نجح في تحويل روسيا الى عامل حاسم وفاعل في الشرق الاوسط”. ولهذا السبب تعتبر موسكو جهة ثابتة ومؤثرة في الشرق الأوسط“. ضرورة تنحيه من السلطة.

وقال دينيس روس، وهو مفاوض أمريكي سابق، كان يقدم المشورة الى الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك اوباما: “ان بوتين نجح في تحويل روسيا الى عامل حاسم وفاعل في الشرق الاوسط”. ولهذا السبب تعتبر موسكو جهة ثابتة ومؤثرة في الشرق الأوسط“.

 

تدهور الأوضاع

نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى تداعيات السياسة الخارجية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط. وفي حين سعى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى إنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط، ازدادت الأوضاع تأزما.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن الإدارة الأمريكية أربكت الحلفاء والأعداء على حد سواء. في المقابل، فقدت واشنطن تأثيرها على كل الجبهات في المنطقة. وفي هذا التقرير، تستعرض الصحيفة ست دول تراجع فيها نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية والثقة في قيمة التحالف معها.

أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة فقدت نفوذها أولا في مصر، حيث استبشرت القاهرة بتولي دونالد ترامب منصب الرئيس، نظرا لأنه أعلن منذ البداية عن نيته إيلاء مكافحة الإرهاب أولوية قصوى وعدم التدخل في التطورات الداخلية. علاوة على ذلك، وصف الرئيس الأمريكي نظيره المصري “بالجوهرة النادرة”، كما أعلن عن دعمه المطلق له.

ولكن خلافا للمتوقع، صدم المصريون عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، عن تخفيض المساعدات المالية الموجهة لمصر، لإجبار السيسي على قطع تعاونه مع كوريا الشمالية ورفع الرقابة على التمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية في مصر.

وأضافت الصحيفة أن مصر تستورد ثلث حاجياتها من القمح من روسيا، كما تستورد منها وبشكل يزداد توسعا الأسلحة أيضا. من جانب آخر، استثمرت العديد من شركات الطاقة الروسية المليارات في مصر. بالإضافة إلى ذلك، وجهت الصين خلال سنة 2016 استثمارات إلى مصر بقيمة تفوق 10 مليار دولار أمريكي، ومن المنتظر أن تصل هذه الاستثمارات إلى حوالي 40 مليار دولار أمريكي في المستقبل لأن بكين تريد جعل مصر منصة صناعية وإقتصادية داعمة لها في شرق أفريقيا.

موسكو عقدت صفقة مع القاهرة لبناء محطة الضبعة النووية التي تضم 4 مفاعلات، تبلغ طاقة كل منها 1200 ميغاوات بتكلفة 26 مليار دولار.

روسيا ستقوم بتمويل 85 في المئة من قيمة المشروع، على شكل قروض بفائدة سنوية 3 في المئة، بينما توفر مصر باقى التمويل 15 في المائة، على أن تسدد قيمة المحطة عقب الانتهاء من إنشائها وتشغيلها.

المعروف أن واشنطن عارضت المشروع وكذلك إسرائيل التي قالت أنه سيفتح الباب أمام إمكانية صنع أسلحة نووية.

وأوردت الصحيفة أن قطر هي ثاني دولة فقدت فيها الولايات المتحدة جزء من نفوذها. حيث توجهت الدوحة إلى التقارب مع طهران بعد أن أعلنت السعودية برفقة دول عربية أخرى بتاريخ 5 يونيو 2017، عن قطع علاقاتها الدبلوماسية وغلق الحدود كافة معها. وفي الأثناء، وقف ترامب في صف السعودية وحلفائها، في حين حاول وزير خارجيته تأدية دور الوسيط لحل الأزمة.

وذكرت الصحيفة أن قطر لم تستجب لطلبات دول الحصار، وإنما كثفت من تعاونها العسكري مع تركيا التي تتمرد بين الحين والآخر على الحليف الأمريكي. وانضمت قطر إلى صف الدول المناصرة لسياسة إيران وأعادت سفيرها إلى طهران لتفتح المجال أمام تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات.

وأفادت الصحيفة بأن واشنطن فقدت نفوذها في سوريا، حيث أعلن ترامب في البداية عن عدم رغبته في تغيير النظام في سوريا والعمل على التعاون مع روسيا لمكافحة تنظيم الدولة، ولكنه إنقلب وعاد للعمل ضد حكومة دمشق غير أنه فسخ علاقاته مع جزء من قوى المعارضة السورية وإمتنع عن تنفيذ مشروع التدخل العسكري المباشر ضد دمشق الذي علقت عليه آمال عدد من حلفائه.

وتابعت الصحيفة أن رابع بلد تراجع فيه النفوذ الأمريكي هو العراق، الذي تقارب مع طهران ودمشق وموسكو، حتى أن بعض السياسيين في واشنطن يؤكدون علانية أن واشنطن أنفقت ملايير الدولارات لإسقاط الرئيس صدام حسين وإحتلال العراق ثم قدمته هدية لإيران التي يصف ساستها أمريكا بالشيطان.

وقدرت الصحيفة أن إسرائيل تعتبر من الدول التي تراجع فيها النفوذ الأمريكي. في الواقع، استبشر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتولي ترامب منصب الرئاسة نظرا لأنه كان يأمل في شن حرب ضد إيران وفي تلقي الضوء الأخضر لتوسيع بناء المستوطنات. ولكن الرئيس الأمريكي طالب إسرائيل بالحد من سياستها الاستيطانية ولم يشن حربا على طهران. في المقابل وبخصوص إيجاد تسوية سلمية في المنطقة، لم يتم التوصل مع السلطات الفلسطينية إلى اتفاق سلام رغم المفاوضات العديدة التي أجراها مسؤولون فلسطينيون مع الجانب الأمريكي.

وأوردت الصحيفة أن أزمة الحرم القدسي الأخيرة كشفت أن الولايات المتحدة غير قادرة على حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تم حل الأزمة دون تدخل أمريكي. وبالتالي، لا يمكن أن ينجح صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، في مساعيه السلمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن سادس بلد فقدت فيه الولايات المتحدة نفوذها هو اليمن، لأن سياستها هناك مشلولة وتعمل في أفضل الأحوال عبر أطراف ثالثة.

وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأوضاع في أفقر بلد في العالم العربي لن تنفرج خاصة أن منظمات الإغاثة تحتاج 1.4 مليار دولار لمنع الكارثة، علما بأن انهيار اليمن قد يهدد استقرار الدول المجاورة.

عالم ما بعد أمريكا

  ينشغل مفكرو الولايات المتحدة منذ فترة بمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التغيرات الحادثة في شكل النظام الدولي الذي لم تتشكل ملامحه بعد وتحولات ميزان القوي من الغرب إلى الشرق أي القارة الآسيوية. ويحتدم الجدل بين تيارين، يرى أولهما أن الولايات المتحدة في طور التراجع الذي يجعلها تلحق بغيرها من القوى الكبرى والحضارات العظمى التي سبق أن فرضت هيمنتها على العالم وشكلته، ثم تراجعت واندثرت، خاصة مع تآكل الديمقراطية الأمريكية، وإنهاك اقتصادها بالحروب غير المبررة، وتعرضه لأزمات عاصفة في العقد الأخير، وهو ما أدى لعدم قدرة واشنطن على التحكم في مسارات الأمور، ومجريات الأحداث في العالم مع تساقط حلفائها في مختلف مناطق العالم، وبروز قوى عظمى أخرى تتنافس على دورها. في حين يري أنصار التيار الثاني أن القوة الأمريكية لا تزال في ذروتها، وأنها أبعد ما تكون عن التراجع.

نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية يوم 27 يوليو 2017 مقالا للكاتب فريد زكريا محرر إدارة الشؤون الخارجية بالصحيفة، يتناول فيه التغيرات فى موازيين القوى العالمية، ونهاية عهد التفرد والهيمنة الأمريكية وصعود قوى أخرى تحل محلها، مشيرا إلى دور ترامب الأساسى فى تراجع الولايات المتحدة عالميا بفعل قراراته وخطاباته غير المدروسة والتى لا تليق أبدا بقائد دولة عظمى وأضرت بسمعتها ومكانتها، كما أصدر المحرر كتابا فى 2008 تحدث فيه عن التراجع الأمريكى فى الساحة الدولية، إلا أن الأمر قد حدث بنمط أسرع مما كان متوقعا بفضل ترامب وبصمته السلبية على مكانة الولايات المتحدة عالميا.

ووضح الكاتب أن حملات المعارضة العالمية ضد هيمنة الولايات المتحدة قد بدأت قبل أن يأتى ترامب للحكم، إلا أنه قد ساهم بقوة فى تراجعها عن مكانتها وتشويه سمعتها بفعل تصرفاته وسياساته وتصريحاته غير المفهومة والتى تنم عن قائد فوضوى لا يستحق أن يكون قائدا لأكبر دولة فى العالم، وذكر الكاتب آراء المسئولين الأمريكيين فى إدارة ترامب للسياسة الخارجية الأمريكية.

وثمة دليل آخر يسوقه الكاتب للدلالة على تراجع الولايات المتحدة عالميا، فقد كشف مسح أجراه مركز “بيو” للدراسات البحثية تراجع شعبية “ترامب” عالميا والثقة التى يتمتع بها فى المجتمع الدولى إلى 22 في المئة فقط مقارنة بشعبية “أوباما” فى أواخر عهده والتى وصلت إلى 64 في المئة، كما أشارت النتائج أيضا إلى صعود بعض القادة الدوليين فى إدارة الساحة العالمية مثل “شى جين بينغ” الرئيس الصينى، وفلاديمير بوتين الرئيس الروسى، فكلاهما حصلوا على زيادة طفيفة فى نسبة التأييد والدعم لدورهم العالمى، فى حين حصلت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” على ضعف نسبة التأييد التى حصل عليها ترامب بما يشير إلى نجاح الإدارة الألمانية فى عهد “ميركل” فى الصعود التدريجى واستعادة مكانتها الدولية كفاعل رئيس فى السياسة العالمية منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ويشير أيضا إلى إخفاق إدارة “ترامب” فى الحفاظ على قوة المكانة الأمريكية وتأثيرها السلبى على صورة ومنزلة الولايات المتحدة فى الشأن العالمى، ويدل أيضا على نهاية عصر القائد الأمريكى الذى يقود العالم أجمع ويسيطر عليه وصعود الرموز الأخرى فى الساحة العالمية والتى أصبحت أكثر شعبية وأكثر فعالية وأجدر على الإمساك بزمام الأمور عالميا فى ظل الأفول الأمريكى.

وقد حاولت تلك الرموز استغلال الفراغات التى خلفها التراجع الأمريكى عالميا، حيث يسرد الكاتب عددا من الأمثلة للدلالة على صعود قوى أخرى فى الساحة الدولية كدول عظمى بما يعلن عن بدء عصر جديد بهيكل جديد للقوى الدولية منهيا الهيمنة والاعتماد والتبعية للولايات المتحدة.

وحدة الصف الأوروبى

على الصعيد الأوروبى، يرى الكاتب بأن تصرفات ترامب قد أسهمت فى إنجاح ما عجز “بوتين” عن تحقيقه فقد تحقق وحدة الصف الأوروبى فى مواجهة الولايات المتحدة فى محاولة منهم جميعا للاعتماد على الذات وتعميق التضامن فيما بينهم، وتحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة وعدم الاعتماد عليها بفعل اتخاذ إدارة ترامب تدابير وقائية ضد أوروبا، لذلك قررت دول القارة تقوية نفسها للاستغناء تماما عن الولايات المتحدة وإثبات قوتها كفاعل دولى من خلال تبنى كلا من “ميركل” والرئيس الفرنسى “إيمانويل ماكرون” سياسات نشطة فى كل القضايا العالمية، وعلى الصعيد الاقتصادى فإن الاتحاد الأوروبى يحقق نموا اقتصاديا أسرع مما تحققه الولايات المتحدة نفسها.

وهناك أيضا الصعود الصينى وحسن قراءة القيادة الصينية للساحة الدولية واستغلالها للتراجع الأمريكى ومحاولتها لملء الفراغات التى خلفتها الولايات المتحدة، فبموجب السياسة الخارجية الأمريكية لـ”ترامب” تمكنت الصين من لعب دور الفاعل الرئيسى فى مجال الاستثمار والتجارة الدولية، فمدت نفوذها ووجودها إلى دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا ووسط آسيا، ووقعت العديد من الاتفاقات معها وأسست العديد من الشركات والاستثمارات هناك، ونتيجة لذلك وفقا للدراسة التى اعدها مركز “بيو” للدراسات فسبعة من أصل عشر دول أوروبية ترى الصين بمثابة القوة الاقتصادية الأولى التى تسيطر على العالم وليس الولايات المتحدة.

قائد النظام العالمي

يشير الكاتب أيضا إلى التراجع الأمريكى إقليميا بين دول الجوار ونهاية عصر التبعية لها والاعتماد عليها اقتصاديا وعسكريا ودوليا، حيث صرح وزير الخارجية الكندى بأنه لم يعد يرى أمريكا قادرة على القيام بدور القائد للنظام العالمى فيجب عليها التراجع وترك الفاعلين الدوليين مثل كندا يتعاملون بأنفسهم فى ظل نظام دولى قائم على حرية التجارة ودعم حقوق الإنسان.

وكذلك الحال فى أمريكا الجنوبية فقد تجنبت المكسيك توقيع أى اتفاقات للتعاون مع الحكومة الأمريكية فى ظل إدارة “ترامب” يحظى بنسبة تأييد وشعبية 5 في المئة من سكان المكسيك وهى الأقل بين الدول التى أجرى فيها دراسة مركز “بيو”.

قبل ثلاث سنوات جاء في تعليق لصحيفة الشعب الصينية نشر يوم 15 يناير 2014: هناك شبه إجماع لدى الباحثين في شأن الإستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط أنها تنكمش يوما بعد يوما بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما في عام 2009 عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، وإطلاق ” إستراتيجية إعادة التوازن” في أسيا والمحيط الهادئ. وتتضح الصورة أكثر منذ اندلاع ما سمي “الربيع العربي” في عام 2011، وقيادة أمريكا لسلسلة سلوكيات جديدة من خلف الستار، وخاصة الإجراءات الجديدة التي اتخذتها تجاه الأزمة السورية والقضية النووية الإيرانية عام 2013،مما يثبت دخول الشرق الأوسط عصر ما بعد الولايات المتحدة.

يتجه مسار الفكرة الأساسية للسياسة الخارجية لواشنطن نحو استعادة القوة الاقتصادية لأمريكا والهيمنة العالمية، والتركيز على نقل إستراتيجيتها الخارجية من الشرق الأوسط إلى آسيا، وتحقيق إستراتيجية “الخروج من الشرق الأوسط، والدخول إلى أسيا والمحيط الهادئ” عسكريا.

  • {clean_title}
  • {clean_title}
تابعو جهينة نيوز على google news