كتب محمود الدباس.. دائرة الافتاء العام خلية نحل لا تتوقف..
ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو سماعي صباح هذا اليوم لحديث سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة مفتي عام المملكة عبر اثير الاذاعة الاردنية - برنامج نوافذ..
كنت ككثير من ابناء هذا الوطن لا اعلم الكثير عن هذه الدائرة.. وكنت اظنها تضم تحت سقفها مجموعة من الشيوخ الذين يقضون يومهم في الأحاديث الجانبية والصلاة.. وينتظرون اشارة من هنا او هناك ليصدروا فتوى بالمقاس لارضاء بعض الجهات..
وإن فكَّر احد بزيارتهم او التواصل معهم للسؤال عن فتوى.. ستنتهي تجربته بقرار أن لن يعود اليهم ثانية.. نتيجة غلظتهم او كشرتهم او عدم الاهتمام الكافي كمثل الكثير من الدوائر الحكومية..
الى ان زرتهم قبل عدة اشهر بمعية مجموعة من زملائي في ملتقى النخبة-elite بدعوة كريمة من سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة مفتي عام المملكة..
حينها اطلعنا على ما يقومون به وحجم العمل الذي يضطلعون به.. والمهنية والدقة والموضوعية العالية التي ينفذون بها اعمالهم..
ومن خلال الاحصائيات من على صفحتهم الرسمية.. نجد ان اعلى نسب المتابعة للصفحة هي من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.. واللتان تعتبران مرجعان في الافتاء..
فما الذي يجعل مواطنين كثر من هذين البلدين يتابعان دائرة الافتاء الاردنية لولا ثقتهم بما يتم طرحه من فتاوى..
اليوم قدر الله لي ان استمع لسماحة المفتي حيث كان ضيفا خفيف الظل على برنامج نوافذ..
وفي معرض حديثه الطيب السلس عن رمضان وفضائله وما يجب ان يتحلى به الصائم من الحلم والصبر والاناة.. ذكر سماحته معلومة ان عدد الفتاوى التي تعاملت معها الدائرة من اول يوم في شهر رمضان لغاية اليوم هي اكثر من 750 حالة.. وكان الرقم كبيرا بالنسبة لي.. حيث قسمته على 40 مفتي.. فكانت النتيجة ان لكل مفتي حوالي 18 فتوى في 7 ايام اي حوالي 2 فتوى يوميا في موضوع الطلاق فقط..
وعندما عدت للاحصائيات في الدائرة.. كانت دهشتي اكبر.. حيث ظهرت خلية النحل والماكينة التي تعمل بجد على حقيقتها الطيبة الناصعة الاصيلة.. فما تعاملت معه الدائرة خلال 7 ايام كان على النحو الآتي..
- 7970 فتوى في مختلف مناحي الحياة..
- 785 فتوى في مسألة طلاق..
ومن هنا نجد ان معدل حصة كل مفتي هي 199 مسألة في 7 ايام..
ولمن يريد معرفة كيف تتم الفتوى.. ارجو ان يتواصل مع الدائرة.. فهناك ضوابط شرعية وادارية يجب ان تتم من خلالها عملية اصدار الفتوى.. وهذا يحتاج الى جهد ووقت من المفتي..
في الختام.. شكرا سماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة.. الرجل القيادي والاداري والاب لكل من هم في الدائرة..
شكرا لكل المفتين الذين يراعون مخافة الله في كل جزئية من عملهم ويتعاملون مع المواطنين بروح طيبة نقية.. كاتمين اسرار العباد.. متعاملين مع الناس بكل مهنية واحترام وادب..
شكرا لطاقم الدائرة الاداري الذي يهيئ كل الامكانات لاخراج الفتاوى بشكلها السليم..
ابو الليث..