وراثة العرش الفلسطيني
جهينة نيوز -وليد حسني
الوعكة الصحية التي ألمت برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال الفترة الماضية والتي لا تزال اثارها الصحية تلزمه الفراش جددت فتح الباب على مصراعيه مجددا للتساؤل عن الشخصية التي يمكن ان تخلف عباس في موقع الرئيس في حال قضى الله أمرا كان مفعولا، وغادر عباس الحياة غير آسف عليها.
مشكلة الرئيس عباس أنه لم يختر نائبا له ربما اسوة بما فعله ياسر عرفات، لكن حين قتل عرفات كان العديد من الشخصيات الوطنية الفلسطينية يمكنها ان تشغل مقعده لكن وبالتاكيد لن تشغل مكانته.
حين قتل عرفات كتبت في حينه ان وفاته سترهق كل من سيأتي خلفا له، ولن يستطيع الوريث أيا كان ملء المكان الذي كان يشغله عرفات في نفوس الفلسطينيين، وكان عباس في حينها يتلمس خطواته باتجاه وراثة عرفات في موقعه السياسي، لكنه بالتأكيد لم ينجح في وراثة عرفات في موقعه العاطفي من قلوب الفلسطينيين سواء الذي يتفقون مع عرفات او الذين يختلفون معه وحتى عليه.
في سنوات الرئيس عباس في الحكم لم يكن شغله الرئيسي تغييب صورة عرفات ورمزيته في الذهن الفلسطيني، بالقدر الذي كان يعمل فيه على تعزيز قناعاته باهمية السلام للشعب الفلسطيني بالرغم من إدراكه اللامحدود أن معركة السلام التي يحارب تحت حرابها وفي خنادقها هي معركة خاسرة تماما خاصة وان لا أحد من القوى العربية المؤثرة تتخندق الى الجانب الفلسطيني، وفي حال الأردن فإنه يقوم بدوره غير المؤثر تماما في رسم حدود العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.
اليوم وغدا سيبرز السؤال الكبير والمكابر عن الوريث المحتمل او المقبل لعباس ليحمل كل ميراث الفشل الذي حققه عباس على مدى 14 سنة مضت جعلت من الرئيس عباس مجرد ناطور لحقل في"أورشليم"..
الرئيس عباس لديه عدة ايجابيات تحسب له لعل اهمها أنه حافظ على الحد الأدنى من السلام الفلسطيني ــ الفلسطيني الداخلي، وإن كان تمرد غزة وانفصالها لا يزال وجعا في الخاصرة الفلسطينية.
غدا وما بعد مرحلة عباس سيتناحر الفلسطيني الفلسطيني على وراثة عرش الطاووس سيىء الحظ، وسيحمل الفلسطينيون السلاح في مواجهة بعضهم البعض انتصارالعصابة فلان في مواجهة عصابة علان.
ومن المؤكد ان المال الخليجي سيجد طريقه لتمويل المتناحرين والحالمين بوراثة العرش الفلسطيني المدمى، وستجد دول عديدة مقاعد لها على سجادة الصراع الفلسطيني ــ الفلسطيني وستجد اسرائيل من تدعمه لوراثة العرش الفلسطيني الهزيل.
ثمة مقاسات لصراع فلسطيني محتمل على وراثة كرسي ابو مازن الذي لم يستطع وعلى مدى 14 سنة أن يمحو رائحة ياسر عرفات من صدور الفلسطينيين..//