"أونروا": العالم لا يُقدّر ما حدث في غزة منذ 30 مارس
"إسرائيل" أحدثت إصابات بليغة بأعضاء المصابين
غزة - صفا
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول يوم امس الثلاثاء إن العالم لا يُقدّر ما جرى فعلًا في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة في 30 مارس الماضي، داعيًا إلى إنقاذ النظام الصحي لتقديم العلاج للجرحى وإعادة تأهيلهم.
وذكر كرينبول خلال مؤتمرٍ صحفي عقده بغزة لاستعراض مستجدات الوضع الإنساني أن يوم 14 مايو كان الأكثر دموية منذ انتهاء حرب العام 2014 التي استمرت 51 يومًا، فيما كان النظام الصحي في غزة يفعل المعجزات.
وأضاف أن "العالم لا يُقدّر ما الذي جرى في غزة منذ بدء مسيرات العودة أواخر مارس الماضي، حيث استشهد 117 فلسطينيًا وأصيب نحو 13 ألفًا بينهم 3500 بالرصاص الحي".
ولفت إلى أن الإصابات خلال المسيرات تركزت في استهداف مناطق محددة من أجساد المتظاهرين، كالأطراف السفلية والبطن والركبة والظهر والرأس، "ما يعني أن الذخيرة الحية استخدمت لإحداث إصاباتٍ بليغة في الأنسجة الحيوية والعظام".
وقال كرينبول إن النتائج المباشرة لأعداد الجرحى الهائل دفعت النظام الصحي في غزة إلى الانهيار، عدا عن النقص المستمر في المستلزمات الطبية أصلاً بسبب الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن العديد من العمليات الجراحية التي كانت مقررة، تم إلغاؤها وتأجيلها نظرًا للعدد الكبير من المصابين في صفوف المتظاهرين، مؤكدًا أن المئات من المتظاهرين المصابين سيواجهون إعاقاتٍ دائمة بسبب طبيعة إصاباتهم.
ولفت إلى أن غزة تواجه كارثة إنسانية وصحية كبيرة وستخلف نتائج لا تُحصى على المجتمع، الذي يُشكل اللاجئون فيه 70% من مكوناته.
وقال: "إن تجريد غزة من الإنسانية لن يجلب السلام للمنطقة؛ فللسكان الحق في العيش بسلام وحرية عبر توفير ضرورات الحياة، فالشجاعة تكمن في مساعدة الآخرين".
وأوضح كرينبول أن زيارته إلى غزة جاءت للاطلاع على النتائج التي حدثت في مسيرة العودة، مشيرًا إلى أنه أجرى زيارات لعيادة أونروا في خانيونس ودير البلح ومشفى الشفاء، "وكانت زيارة صادمة للغاية".
ولفت إلى أن عيادات اونروا قدمت مساعدات طبية لـ 1200 شخص تم اخراجهم من المستشفيات بسبب الضغط الشديد الذي تعرضت له.
وشدد على أهمية أن يكون النظام الصحي بغزة مستعداً لما يحدث بعد هذه العمليات الجراحية، وبالذات عمليات إعادة التأهيل، وهذا يشمل عيادات أونروا والعلاج الطبيعي.
ولفت كرينبول إلى أن أونروا طوّرت وسيلة مهمة جدًا- مراكز العلاج النفسي- للتعامل مع مثل هذه الأشياء؛ لكن الأزمة المالية التي تعاني منها تؤثر على ذلك.
وأكد أنه من مسؤولية أونروا جلب الانتباه لما يحدث في قطاع غزة، موضحًا أن عدم التقييم الصحيح من العالم لما يحدث في غزة؛ سيكون له لأثار كبيرة وبالذات على القطاعات الإنسانية والقطاع الصحي.
وأضاف "نحن سنقوم بتشكيل عدة مقترحات لكي نجلب المال إلى غزة من أجل تركيز الجهود في هذا المكان".
وحول دعم الأونروا لقطاع التعليم، أوضح كرينبول أن التعليم هو أولوية مهمة بالنسبة لأونروا؛ "لكن كما تعلمون لدينا عجز مالي 446 مليون دولار، نجحنا حتى الآن في سد حوالي 200 مليون دولار فقط".
وأضاف "إنه العجز الأكبر في تاريخ أونروا، ولكن هناك مبادرات خلال شهر رمضان وأيضًا في يونيو المقبل، نأمل أن يتم سد العجز القائم، وسنعمل طوال هذا العام من أجل ذلك".
شرح الصورة
المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول