زيارة الملك لام قيس دروس وعبر
من مدينة الشعراء والحكماء والفلاسفة، اطل علينا امس سيد البلاد ورمز عزتها ، نحسبه يقول ان سكان ام قيس كانوا على مدار التاريخ "كبار" في كل شيء، فكانوا قديما يمتهنون الفن والادب والزراعة ولا يعرفون الا الاعتماد على الذات، وعند نشأت الدولة الأردنية كانت أم قيس عاصمة الحكمة والدراية وبعد النظر، جاهد اهلها مع شرفاء الاردن لتثبيت أركان دولتنا التي نفتخر بها ونحب.
جاب المكان ماشيا يتأمل سحره وجماله، يوجه المعنيين لوضعه على خارطة العالم، بشكل حقيقي ضمن مخطط شمولي بعيد الامد، حدث فلذة كبده الحسين رعاه الله عن ذكرياته الجميلة التي لا تنسى، وعلاقته مع كل ركن وزاوية من هذا الحمى الأصيل، الذي بادل اجداده الحب والولاء والانتماء والتضحية َوالفداء.
في كل زيارة يقول فيها جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، لكل قرية ومدينة، طعم ولون ودروس وعبر متعددة، وزيارته لام قيس تحمل الكثير من المعاني، اولها الاطمئنان على الاهل والعشيرة والسند والعزوة وتفقد احوالهم، وتقديم مبادراته السخية التي شملت كل أنحاء الوطن، وتذكر الماضي ورجاله آلافذاذ والبناء على إنجازاتهم .
مدينة ام قيس التي استقبلت ابا الحسين يوم امس شهدت قبل 100 عام بالتمام والكمال، توقيع وثيقتها أو معاهدتها المباركة، التي اسست للكيان السياسي الاردني مع المحافظة على خصوصية العلاقة مع فلسطين.
الوثيقة التي وقعها 24 سخصية، صاغها اهل الشمال ودافعوا عنها، بالمهج والأرواح، حيث ادركوا مبكرا قبل غيرهم خطورة هجرة اليهود الى فلسطين، الوثيقة التي عكست الوعي السياسي والحس الوطني، وبداية التفاف العرب حول القيادة الهاشمية التي سعت بكل جهودها من أجل وحدة الأمة العربية.
هنيئا لام قيس بشاعرها العتيق "آرابيوس" الذي غدا يخاطب زوارها على طول الزمان، بكلمات محفورة على شاهد قبره، بالقول: "أيها المار من هنا، كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتع بالحياة لأنك فان، وهنيئا لام قيس بابي الحسين الذي يخاطب أهلها ايضا معكم دائما لحياة افضل واجمل.