2024-05-22 - الأربعاء
banner
عربي دولي
banner

كوبا تحيي ذكرى فيدل كاسترو بعد عام على رحيله

{clean_title}
جهينة نيوز -

كوبا تحيي ذكرى فيدل كاسترو بعد عام على رحيله


 

هافانا – ا ف ب

احيت  كوبا امس ذكرى مرور عام على وفاة قائد ثورتها فيدل كاسترو بينما تنشغل البلاد بانتقال تاريخي سينهي خلال اقل من مئة يوم ستة عقود من حكم الاخوين كاسترو.

وبناء على رغبة "القائد الاعلى" في رفض عبادة الشخصية وفي ما يعكس رغبة في طي صفحة مرحلة، لن تشهد الجزيرة اي احتفال جماهيري في ذكرة وفاة هذه الشخصية التي لم يكن ممكنا تجاوزها خلال الحرب الباردة.

ففي هافانا، تنظم مساء امسية امام الجامعة بينما يمكن ان يتوجه راوول كاسترو الى سانتياغو دي كوبا (جنوب شرق) لزيارة النصب الذي يضم رماد شقيقه. الا ان هذه الرحلة لم تؤكد رسميا بعد.

وتشهد البلاد منذ اسبوع عددا من الاحتفالات "السياسية والثقافية" لاحياء ذكرى "الموت الجسدي" لابي الثورة الكوبية. وهذه العبارة الرسمية تعني ان "قائد الثورة" ما زال حاضرا في اذهان اجيال الكوبيين الذين لم يعرفوا غيره.

في الشوارع، ظهرت من جديد لوحات وكتابات على الجدران كتب عليها "فيدل بيننا" و"فيدل حي"، بينما تبث محطات الاذاعة والتلفزيون النشيد الجديد "الغار والزيتون" وهي قصيدة ينشدها المغني الشعبي الكوبي راوول توريس.

وصباح امس السبت، نشرت الصحافة الرسمية على صفحاتها الاولى صورا كبيرة لفيدل كاسترو بالاسود والابيض فيما استعادت صحيفة غرانما الناطقة باسم الحزب الشيوعي قولا ل"القائد الاعلى" جاء فيه ان "ابطالنا سيعيشون الى الابد في انجازات الثورة ونجاحاتها".

وفيدل كاسترو الذي يجلُّه البعض ويكرهه آخرون، حكم بلا منازع الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي وتحدى القوة الاميركية العظمى حوالى خمسين عاما قبل ان يتخلى عن السلطة لأخيه راوول منذ 2006.

وعندما توفي العام الماضي اعلن الحداد الوطني تسعة ايام ونثر رماده في جميع انحاء البلاد امام أنظار ملايين الكوبيين.

وقال بابلو زامورا (24 عاما) الذي يدرس الطب "كل ما لدينا تقريبا ندين به الى قيمه المثالية".

من جهته استذكر ليسي شي (22 عاما) "الالم" الذي شعر به عندما علم بوفاته. وقال "لقد تأثرنا وخصوصا الشبيبة والشعب هنا وان كان البعض فرحوا" بذلك.

واكدت غلاديس غارسيا التي تدير مدرسة ابتدائية في هافانا "انه حي في افكارنا وفي ثقافتنا".

واعتبر مايكل شيفتر رئيس منتدى "الحوار الاميركي" في واشنطن ان الطابع المتواضع للاحتفالات "ليس مفاجئا". وقال "الاحترام كبير لفيدل ومنجزاته (...) لكنه ترك الرئاسة قبل اكثر من عقد لذلك تتلاشى ذكرى ومظاهر الإرث الإيجابي بينما يواجه الكوبيون قسوة الواقع".

- الهدف هو الانتقال -

خلال العام الماضي، شهد الكوبيون تدهور الوضع الاقتصادي خصوصا تحت تأثير تراجع شحنات النفط الفنزويلية وتباطؤ وتيرة الاصلاحات فجأة.

وبعد 2016، العام الذي شهد تراجع اجمالي الناتج المحلي بنسبة 0,9 بالمئة، كانت الدولة تعول على نمو بنسبة 2 بالمئة عام 2017. لكن هذه النسبة خفضت الى 1 بالمئة في تموز/يوليو بينما تقدر اللجنة الاقتصادية للامم المتحدة المتخصصة بالمنطقة هذه النسبة ب0,5 بالمئة.

وفي هذه الاجواء، توقفت الاصلاحات التي تهدف الى "تحديث" نموذج اقتصادي قديم. ويغيب التفاؤل جراء الدمار الذي سببه الاعصار ايرما الذي اودى بعشرة اشخاص في ايلول/سبتمبر الماضي اضافة الى تشديد السياسة الاميركية حيال الجزيرة.

وسواء كان ذلك مصادفة او رغبة لدى السلطات، تتزامن هذه المراسم مع اول دورة من الانتخابات البلدية التي ارجئت بسبب مرور الاعصار ايرما.

وستشكل هذه الانتخابات المحطة الاولى من سلسلة عمليات تصويت يفترض ان تؤدي في نهاية شباط/فبراير الى اختيار خلف راوول كاسترو (86 عاما) على رأس البلاد.

وكان راوول كاسترو الرئيس اعلن منذ 2008 بعدما تولى المنصب بالوكالة لسنتين، انه لن يترشح لولاية جديدة وسيترك منصبه لرئيس من الجيل الجديد.

وحاليا يبدو النائب الاول للرئيس ونائب رئيس الحكومة ميغيل دياز كانيل (57 عاما) الاوفر حظا للمنصب.

وتنتظر الرجل الذي ولد بعد الثورة ويعمل في اجهزة السلطة منذ فترة طويلة، مهمة شاقة هي ضمان التفاف الكوبيين حول شخصه وتعزيز مكتسبات الثورة ومواصلة الانتقال الاقتصادي الذي رسمه راوول كاسترو.

لكن الاخير لن يخرج من السلطة بالكامل اذ انه سيبقى على رأس الحزب الشيوعي الكوبي الذي يتمتع بنفوذ كبير حتى مؤتمره المقبل المقرر عام 2021.

شرح الصورة

شبان كوبيون امام لافتة كتب عليها "فيدل سيعيش دائما" في هافانا

تابعو جهينة نيوز على google news