banner
مقالات مختارة
banner

الاكروبات الروسي (الحلقة الأولى)

{clean_title}
جهينة نيوز -
زهدي جانبيك

نعم ، اسعار النفط سترتفع بشكل ملحوظ ومؤثر على أوروبا تحديدا، وعلى الدول التي تشبهنا ونشبهها من حيث مصادر الطاقة.

روسيا وبكل ما لديها من براعة في لعب البوكر ستدفع العالم للوقوف على الحافة... ولكنها لن تقفز...
أوروبا هي الخاسر الأول... بسبب اعتمادها الكبير على الغاز وعلى النفط الروسي...
نحن الخاسر الثاني بامتياز في صراع الفيلة المقبل... ولعلها تكون فرصة لاستغلال شركات إنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس.
هذا في جانب الخسائر...

اما الرابحون فستكون السعودية الرابح الأول بصفتها ثاني اكبر منتج للنفط واكبر مصدر للنفط في العالم.

من حيث الأسعار، فإن روسيا هي ثاني اكبر مصدر للنفط وستكون احد الرابحون الكبار، اذا لم تقفز عن الحافة للحرب.

العراق، ان لم يعود للغرق في مستنقع الفساد، سيكون من اكبر الرابحين ، وقد يكون القشة التي تتعلق بها أوروبا للتخفيف من أثر ارتفاع الأسعار... ينافسها على ذلك إيران، وهي ثامن اكبر منتج للطاقة، وسابع اكبر مصدر لها... وهي مع الصين ستكونان من اكبر عوامل الردع للولايات المتحدة حتى لا تقدم على حماقة الحرب، فالصين هي سادس اكبر منتج للنفط، وسادس اكبر مصدر له.... ارتفاع أسعار النفط سيكون في صالح الصين وايران.... وهذا هو مصدر صداع الولايات المتحدة الأمريكية القادم... وهذا أيضا احد مصادر حرص أوروبا على محادثات النووي الإيرانية (ابقاء باب نفط إيران مفتوحا أمامها للوقاية من الحماقات الأمريكية)

الدب الروسي الجريح:
شرق روسيا لم يضيع اي وقت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتعاملت روسيا مع ذلك الوضع باظهار حسن النوايا، ولم تمانع انضمام دول البلطيق الثلاث الى حلف الناتو مع انها على حدود روسيا، ولم تمانع كذلك في انضمام فنلندا الى الاتحاد الاوروبي مع ان لها اطول حدود مع روسيا... فلماذا نفشت روسيا ريشها في أوكرانيا؟؟؟
السر الحقيقي في ذلك هو جرح الكرامة الروسية من قبل حماقة أمريكا في تعاملها مع روسيا كقطب وحيد في العالم... تساهلت روسيا مع عملية اكتساح وغزو العراق، ثم ليبيا ثم وما رافق ذلك من أثر الدومينو وتساقط حلفاء روسيا بيد الغرب واحدا تلو الاخر... ولم تستيقظ روسيا فعليا الا عندما وصل الغرب الى جورجيا التي حاولت الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو وبنفس الوقت بدأت الاحتكاك مع الروس... هناك بدأ الدب الروسي الجريح بلعق جراحه والعودة الى الملعب السياسي، فتم اقتطاع ابخازيا واوسيتيا من جورجيا واعلانها دول مستقلة... ثم جاءت المواجهة المباشرة للدب الروسي مع الغرب في سوريا، حيث شاركت روسيا بجيوشها فعليا بالدفاع عن سوريا ونظامها بمواجهة الغرب، وتمكنت من فرض وجودها...
بدأ تعافي جرح الدب الروسي... ولكن أوكرانيا لم تلتقط الإشارة، وبدأت باللعب بالنار عام 2014، فخسرت شبه جزيرة القرم واقليمين آخرين بسرعة مذهلة أمام الماكينة العسكرية والسياسية الروسية... ورضيت روسيا باتفاقيات مينسك الأولى والثانية مع أوكرانيا.... فما الذي استجد؟؟

فنلندا،... تيست.
يبلغ طول الحدود بين روسيا وفنلندا 1271 كيلومترا... وقد بقيت فنلندا على الحياد طيلة فترة الحرب الباردة ولم تنضم الى حلف الناتو أو حلف وارسو... وبقي الأمر كذلك حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي... وتعاملت كل من روسيا وأوروبا بإيجابية مع الحياد الفنلندي حتى بعد انضمام فنلندا الى الاتحاد الاوروبي... واستفادت كلا الدولتين من هذا الانضمام...
بداية هذه السنة، وتحديدا في بداية الشهر الماضي، صرحت رئيسة وزراء فنلندا بأن من حق بلادها الانضمام إلى الناتو...
هذا التصريح كان الأكثر ازعاجا لروسيا لانه يضع الحلف على أبواب موسكو... لكنها ، اي روسيا لا تريد أن تفتح جبهة أخرى، وتكسب عدوا جديدا خاصة وان اكثر من 40‰ من الفنلنديين يعارضون الانضمام إلى حلف الناتو...
وبما ان أوكرانيا هي مفتاح الشر (بالنسبة إلى روسيا)، وشبه جزيرة القرم لا يمكن التفريط بها، قررت القيادة الروسية تسخين الحدود الاوكرانية، لعلها تؤدي إلى تبريد رأس رئيسة وزراء فنلندا وتحافظ على العلاقة المتميزة مع روسيا... وبالمقابل تحقق روسيا مآرب أخرى على الجبهة الاوكرانية، لاستعراض عضلاتها... دون الدخول في حرب شاملة.

والنتيجة، ارتفاع سعر النفط لصالح روسيا، إيران، الصين ، السعودية، العراق،... وحماقة أمريكية جديدة.

تابعو جهينة نيوز على google news