banner
كتّاب جهينة
banner

ادارة التغيير في حياتنا..

جهينة نيوز -
كتب محمود الدباس..
 
ادارة التغيير (Change Management)
.. وانا اطلق عليها دائما "ارادة" التغيير..
منذ زمن ليس بالبعيد ظهر هذا المصطلح في اروقة مؤسسات الاعمال اكانت الخاصة او الحكومية..
فهل ينطبق هذا المفهوم وما يتبعه من مقاومة وتعطيل على حياتنا اليومية وما فيها من فعاليات؟!..

وحسب فهمي لادارة التغيير ان يكون هناك نهج واضح واسس متينة تؤدي الى احداث تغيير ايجابي ومتقدم وفعال في سير الاعمال من الحالة الحالية التي اعتاد عليها جميع من في المؤسسة او المنظومة.. الى الوضع الجديد الذي تبنته الادارة بناء على تغيير ظروف العمل او تعديل في المتطلبات او لتحسين الوضع القائم والوصول الى مستويات عليا..

وفي كل الحالات هي اشبه بالعملية الجراحية التي يتم من خلالها استئصال لخلل ما واستبداله بالصحيح من الاجراءات.. فلا بد من الشعور بالضيق او التكبيل لدى كل فرد لا يجد في نفسه القدرة على عبور المرحلة الجديدة بنفس الالق والمكانة والقوة التي اكتسبها من الوضع الحالي..

وهنا نجد ان الهدف من ادارة التغيير هو الوصول لهدف معلن من خلال استراتيجية ذات خطوات ومراحل واضحة المعالم..

ولانها تغيير فيما اعتاد عليه الناس في تلك المنظومة.. فان مقاومة داخلية تنشأ وتطغى على التنفيذ.. وفي العادة تكون من قبل من يخافون التغيير لسيطرتهم المعتادة على مجريات الامور.. وفي ظنهم ان مصدر قوتهم ستتلاشى في التغيير.. او بريق طريقتهم المعتادة التقليدية سوف ينطفئ.. ناهيك عن الخوف الشديد من عدم تمكنهم من مجارات بعض الزملاء الذين يتعطشون لاثبات انفسهم في حال تم السير في التغيير..
ولذلك ان لم يكن هناك ارادة قوية تنبع من داخل الرئيس والمرؤوس في احداث التغيير والعمل بمقتضى تعليماته.. وتحقيق الهدف المعلن.. فلن يكون هناك تغيير.. وستبقى الامور كما هي مع ضياع وهدر للجهد والوقت..

المصيبة الكبرى في هذه العملية تكمن فيما اذا كان من يعيق التغيير هم نخبة او صفوة من الناس في تلك المنظومة..
فان كان مَن هم في الطليعة او من هم يمسكون مفاصل العمل متشبثين في ارثهم الذي اعتادوا عليه.. ويخافون من التغيير.. فكيف سيطالب هؤلاء من مرؤوسيهم التغيير؟!..

لكل ما ذكرت.. ولكثرة من اجدهم يقاومون التغيير الايجابي البناء اقول..
ان لم تكن تمتلك الجرأة في التقدم والتغيير للافضل والاسمى.. فلا تضع نفسك وتتخيل انك في مصاف القيادات الذين يريدون السير للامام متحدين كل المعوقات.. ولا تنعت من ينظرون للتغيير الجاد والبناء في اي منحى من مناحي الحياة بانهم يضيقون على الناس الاجراءات.. ويريدون فرض واقع جديد غير مألوف..

فان كان يضيق صدر البعض من تعليمات او قوانين تنظم حياة المجموعة الواحدة وتجعل من وجودهم في تلك المنظومة او المؤسسة نافعا ومفيدا وغير عبثي.. فكيف لنا ان نثق بانهم قادرون على تصدر ادارة احداث التغيير في اي مجال؟!..
ابو الليث..
تابعو جهينة نيوز على google news