الشهداءُ رمزُ الوفاءِ
نعم هم الشهداء هم العاكفون إلى أبواب السماء فلم يقبلوا بالأكفان البيض فحملوا فوتيكهم معهم ليبقى أصبعهم الشاهد شاهدًا بان لا إله إلّا الله وضاغطًا على زناد الدفاع عن الوطن من براثن خفافيش الظلام ملبين نداءَ المحبة والسلام ، فلم يثنيهم البرد ولا الحر عن زراعة أنفسهم على حدود الوطن ليصير الرجال جبالًا شامخةً في وجه رياح الفتن والحقد ولتبقى المسيرة على نفس العهد والوعدويبقى الزند مشمرًا للذود عن الحد وليبقى الوفاء إرث الأبناء من الأب والجد ويبقى الغد مشبعًا بالأمل والعزم القائد إلى صدق العمل من أجل الأردن الذي بقي في عيون أبنائه طاهرًا أبيًّا منيعًا عصيًّا .
شهداءُ الوطن الخالدون طوال الزمن فهم الأطول عمرًا في حياة التاريخ وهم الأحياء عند رب السماء إلى أبد الآبدين (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَصدق الله العظيمفهم الباقون الصادقون الذين جسدوا أروع معاني الفداء هناك على حمى الأردن وترابه الطهور فما تأخروا يومًا عن نداء الواجب ليصبحوا مَوئل الفَخار والإباء وأوسمة العز على صدر جميع الأردنيين .
يجب أن نعي بأننا وبينما ننعم بالدفء، هناك وعند الحدود وفي ظلمة الليل وضراوة البرد تحاول الخفافيش أن تبث السم في أجساد أبناء الوطن ليتصدى لهم النشامى وهم بحق كبار البلد وكراسيها مضحين بأرواحم الطاهرة بارّين بقسمهم أن يبقوا درع الوطن وسياجه المنيع ، وهنا لا بد أن تصحو الشمس على صوت الأردنيين وهم يصدحون رحم الله الشهيد البطل النقيب محمد الخضيرات وكل من سبقوه من شهداء الوطن .