banner
كتّاب جهينة
banner

تسونامي نقابة المهندسين

جهينة نيوز -

 

 د.محمد طالب عبيدات

 

نتائج إنتخابات المهندسين وفق التنافسية الشريفة بين قائمتي نمو وإنجاز كانت بمثابة تسونامي أو ثورة بيضاء لإرادة جديدة لجموع وأكثرية مهندسي النقابة لتغيير مسيرة عمل تيار إنجاز الذي جُله يتشكّل من الإسلاميين وبعض المستقلين والذي استمر لفترة تزيد عن سبعة وعشرين عاماً، ليقود تيار نمو - نقابة مهنية وطنية - والمشكّل من بقية التيارات، ليقود مسيرة نقابة المهندسين برؤى وإستراتيجية جديدة تتمثل في أدوات تطويرية ربما تكون تختلف أو تتكامل مع سابقتها، وتالياً قراءة بحيادية لما جرى:

1.أبارك من القلب لسعادة نقيب المهندسين ونائبه والأعضاء الناجحين وأدعو الله مخلصاً لهم التوفيق والنجاح، وأشكر الجهود التراكمية للمجالس والنقباء المتعاقبين وأرجو الله مخلصاً أن يكون ذلك في موازين مهنيتهم ووطنيتهم وإنسانيتهم.

2. فوز تيار نمو جاء كنتيجة حتمية لعمل تراكمي وإستعداد مكثّف وشعبوية متزايدة لإمتلاكهم برنامج عمل يركّز على المهنة والنأي بالنقابة عن الجوانب السياسية والتركيز على خدمة كل جسم أعضاء الهيئة العامة ولتجذير الإنتماء الوطني، بالإضافة لطروحاتهم لتلافي بعض النقاط السلبية والتي ربما تكون المجالس السابقة غير موفقة في إستكمال عملها كنتيجة لإجتهادات كانت ليست في الطريق الصحيح، بالرغم من الكثير من المشاريع الطموحة الناجحة!

3. العمل النقابي يجب أن يركّز على تطوير المهنة وخدمة الهيئة العامة بعيداً عن التوجّهات السياسية والإقليمية الضيقة والشخصنة والعشائرية وغيرها، فالمسألة التي لاحظت من جموع المنتخبين الشباب هي مطلب جماهيري لتغيير نهج عمل النقابة أكثر من أي شيء آخر، بالرغم من شطط البعض لإقحام الشخوص والعشائرية وغيرها في صُلب الموضوع!

4. ربما من الأنسب في كل النقابات ومنظمات المجتمع المدني أن يجري تداول للسلطة بين التيارات السياسية والمهنية على سبيل التكاملية في العمل والشفافية وتصويب المسيرة وتطوير العمل، 'وتلك الأيام نداولها بين الناس'، ليتم قبول النتيجة بروح رياضية عالية، وليكون كل تيار مسؤولا أمام التيارات الأخرى من جميع النواحي لتصويب المسيرة المهنية وعدم إقحام النقابات بما لا تحمد عقباه!

5. التيارات السياسية والنقابية دوماً تطالب الحكومات في مسألة التمثيل النسبي، ولذلك فمسألة الإحتكار وإقصاء الآخرين والإستئثار بالسلطة النقابية والتهميش والسُلطوية وغيرها أمر مرفوض ولا يخدم النقابات، والدليل على ذلك ما جرى من إنهيارات غير مسبوقة في بعض دول الربيع العربي ذات أحزاب اللون الواحد، ومن محاسن الصدف تحقق مسألة التمثيل النسبي في مجلس النقابة الجديد، مما يؤشر إلى تشاركية العمل وتحقق بند من برنامج تيار نمو الفائز بالأكثرية قبل بدء العمل.

6. الحياة والمواطنة الصالحة في زمن الألفية الثالثة باتت ناجحة بالتشاركية والعمل الجماعي والتعاون لا بالتقوقع أو أحادية الجانب أو التمحور أو الإقصاء أو الإستئثار، فذلك مصدر إثرائي ممدوح لإن التنوّع أفضل من اللون الواحد لغايات النجاح والتميز.

7. المهنيون والنقابيون جميعاً بحاجة اليوم قبل الغد لتفعيل دور نقاباتهم صوب تطوير المهنة في الخدمة العامة وخدمة الأعضاء والبحث والتطوير والإستثمار وتدريب المهندسين حديثي التخرج والتركيز على منح شهادة المهندس المهني الممارس وإيجاد فرص العمل للعاطلين عن العمل وتصويب مسارات التخصصات وإدارة الموارد والصناديق وغيرها من المشاريع الطموحة.

8. مطلوب من كل التيارات في نقابة المهندسين سواء إنجاز اليمينية أو بقية التيارات ضرورة الوقوف لجانب تيار نمو لتطبيق رؤاهم التطويرية وتسهيل مهمتهم الشاقة وعدم الوقوف حجر عثرة في طريقهم ليكون العمل تراكميا وتكامليا - فالكل أبناء وطن واحد- وخصوصاً في ظل سيطرة تيار إنجاز على الهيئة المركزية والأفْرع والشُعب، فلم تكن النقابات يوماً حكراً لحزب أو إقليم أو عشيرة أو تيار بعينها.

9. الوطن بحاجة لجهود المخلصين من أبنائه للمشاركة في تشغيل المهندسين الذين بات جُلهم يعانون من شبح البطالة، ونعوّل هنا على جهود تكاملية وتشاركية مع الجامعات والقطاع الخاص والسفارات وضرورة عقد إتفاقيات مع الدول الصديقة والشقيقة لهذه الغاية وفق تطلعات جلالة الملك للإستثمار بالشباب والموارد البشرية.

 

بصراحة: النهج الجديد في نقابة المهندسين يجب أن يعطى الفرصة للنجاح ليستكمل المسيرة النقابية وفق تطلعات وطموحات وبرامج جديدة لتبقى نقابتنا بيت خبرة وحاضنة وطنية للكفاءات الهندسية التي أساسها التميز والإبداع والإنجاز للوصول صوب الأهداف المتوخّاة، وهذه دعوة مفتوحة لكل الزملاء -الذين أحترمهم جميعاً- على إمتداد الوطن للعودة للنقابة بفاعلية لتكون النقابة حاضنة علمية ومهنية ووطنية وفكرية لضخ الكفاءات للعالم بأسرة.//

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير