"البترا" ليست للبيع.. ليُحَاكَم مُثيرو الفِتَن أشيَاع جُهنم
الأكاديمي مروان سوداح
تتواصل إشاعات وادِّعاءات حول التوجّه لبيع أراضٍ في محمية البترا الأثريّة التاريخية، وهنالك مَن يَدَّعي على "التواصل الاجتماعي" بـِ"قُرب" بيعها للعدو! والمُلاحظ للمُتَابع النابه، أن هذه الحملة - الفتنة لم تتوقف، وهي ليست الأولى من نوعها التي نفتها الحكومة والجهات المختصة جملةً وتفصيلًا العام الماضي وفي هذا العام الذي يقترب من نهايته، ومن المتوقع أن يتواصل انهمار الأكاذيب على المواطن البسيط بهدف ترسيخ هذه الفبركة الدنيئة في دماغه، إذ تسعى القوى التي رَهَنَت نفسها لأسيادها الأجانب الخارجيين وأموالهم، لاستمرار تدبيج الأخبار وترويجها من خلال منصات تقبع خارج الأردن في غرف سوداء، مدعومة ماليًا ومعنويًا وسياسيًا من تنظيمات ومجموعات بالية ومنحرفة فكريًا وسياسيًا واجتماعيًا وشخصيًا، تستهدف زعزعة الاستقرار الوطني، وضرب أساسات السِّلم والتوافق الاجتماعي في البلاد.
في الحقيقة، تهدف مثل هذه الادعاءات التي تنهمك في تصنيعها دولٌ وجهاتٌ شريرة مستفيدة منها، إلى توسيع رقعة الحرب غير المباشرة على الأردن دولةً وشعبًا واستقرارًا، لتصب في مصب فصل المواطن غير المُسَيَّس عن وطنه، وصولًا إلى إنتاج حالة، بل هوَّة عميقة تتسم بالتنافر والتضاد بين طرفي المعادلة الوطنية، تؤدي في خواتيمها، كما يستهدفون، إلى تقاعس المواطن عن الإخلاص لمواطنيته على كل الأصعدة، وكُفرِه بالوطن والانتماء الوطني، ودفعه بالتالي إلى مواجهة الدولة، وهو بالذات الهدف الإستراتيجي للانقلابيين الأجانب ومَن يَلفُ لفَهم من اللاوطنيين الذين اختاروا الأجنبي بديلًا عن الوطن الذي هو - وليس غيره لهؤلاء في أصقاع الاغتراب - مَسقَط رؤوسهم وعنوان كرامتهم والحضن الدافئ الذي خانوه، وها هم أصبحوا نكرة عند أسيادهم الذين يلهون بهم كبيادق ضد أوطانهم ويَسْخَرون منهم. هؤلاء أصحاب المؤامرة لا وطن لهم، والنقود لا تصنع للإنسان وطنًا، بل جهنم أبدية، وكما تقول الآية الكريمة: "وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ".
من واجبنا كمواطنين واعين سياسيًا، الوقوف صفًا واحدًا وسدَّا بوجه كل مَن تُسوِّل له نفسه النَّخر في حائط الوحدة الوطنية، وابلاغ الجهات الحكومية المَعنيَّة باسمه، فترويج الإشاعات عمل يُصنَّف في خانة العَمَالة والتخريب وبيع الذات للأجنبي والدَّخيل والمتآمر، وَجَبَ إلقاء القبض عليه ومحاكمته علنًا وفضح أقواله ومشاريعه التآمرية.
البترا الأُردنية أرضًا وأجواءً كانت وستبقى أردنيَّة ومَعْلَم أُردُني وطني وتاريخي وعَالمي متأَلِّق، وصورة ناصعة بتاريخها وحضارة شعبنا الأُردني الطيب والواعي، وجاذبة الشعوب أجمع في اتِّجاه الأردن وعراقته التي يَعجز عميل مَأجُور ومرتجف يَتوَجَّب محاكمته أو أجنبي متآمر ودخيل عن تشويهها أو الطعن بهويتنا الأًردنية، إذ يَتحتَّم تعرية أهدافه وطنيَّاً وإعلاميًا.
...