banner
كتّاب جهينة
banner

في تصحيح مفاهيم "أبو محفوظ"

جهينة نيوز -

 

وليد حسني

النائب سعود ابو محفوظ عضو في كتلة الإصلاح النيابية التي تتبع تعاليم الأب المؤسس حسن البنا لجماعة الإخوان المسلمين، وهو احد الوجوه في الجماعة، وللحقيقة فهو يجمع الى ذلك كله أسوة بباقي أخوته المبجلين من الأسرة الإخوانية وحتى مراكب القيادة فيها عقيدة إقصاء الآخر واتهامه، وهو مثل باقي إخوته في الجماعة لم يتحرروا حتى اليوم من عدائهم المقيت لكل ما هو خارج تعاليم الأب المؤسس، والآباء الآخرين الذين جعلوا من الإسلام المحمدي مجرد سجادة للصلاة خدمة لمشاريع عدائية للأمة منذ فجر التأسيس وحتى فجر اليوم.

بالأمس نهض النائب والقيادي في الجماعة للدفاع عن حق جماعته المقدس في البقاء الأبدي على سدة قيادة نقابة المهندسين، وقال كلاما على صفحته لا أستغربه ولا أستهجنه، فما قاله اللنائب ابو محفوظ هو تعبير دقيق عن سرية العواطف والأفكار التي تحملها الجماعة وتعشش في رؤوس منتسبيها وكأنها عقيدة صافية من عقائد الأخلاق والتوحيد الإسلامي، فكراهة الآخر وتكفيره، ورميه بكل الشرور التي نهى الله تعالى عنها جزء لا يتجزأ من عقيدة أبناء الأب المؤسس حسن البنا.

قال النائب ابو محفوظ كلاما سيئا في حق الآخرين ممن نافس جماعته في انتخابات مجلس نقابة المهندسين أمس الأول ودون اي تردد حشر ابو محفوظ الآخرين في قائمة ( بقايا اليسار.. وكافة العلمانيين والليبراليين وأبناء الطوائف وفصائل حركة فتح القدامى والمستجدين من الملتزمين والمتفلتين، وفروع القوميين والناصريين والبعثيين والماسون والمستغربين واللادينيين والمثليين ".

 

والأنكى من ذلك أن ابو محفوظ يعتبر كل هؤلاء"أمة من الناس لا يستهان بعددهم "، ويقصد بذلك أنهم جزء من مخلوقات الله كالبهائم والأنعام"بل هم أضل"، أما جماعته فهي"جماعة الإسلاميين".

 

أبو محفوظ وصف هؤلاء" الجماعة من الناس" بأنهم الـ "الشتات المتناقض أصلا" الذي تم تجميعه صناعيا من قبل الحكومة ومقدراتها وامكاناتها وأجهزتها وأذرعها كافة وموظفيها وبعض نوابها " من أجل"اقصاء الاسلاميين عن دفة التوجيه في النقابة ،وذلك بما يجوز وما لا يجوز من الأساليب ".

 

ويقصد ابو محفوظ من كلامه هذا رمي منافسيه بالتآمر على جماعته المهيمنة في النقابة وحين يقول اي من الإخوان أن فلانا مع الحكومة، او تحالف مع الحكومة، فإنما يقصدون بذلك الشتم والإتهام والتصغير، مقابل اعتبار جماعته ضحية هذا التحالف، مقللا من احترام المنافسين، ومصغرا من قدرتهم على إحداث أي تغيير لولا تدخلات الحكومة واجهزتها.

 

ولا ندري ما هي الأساليب التي يشير اليها ابو محفوظ إلا أن يقصد ان الحكومة باجهزتها انحازت ضد جماعته، ولولا الحكومة لما نجح  هذا الشتات المجمع صناعيا  في إزاحة الإخوان عن كعبتهم المقدسة في نقابة المهندسين.

 

لهذا الحد يصل التفكير الإخواني عند قيادي في الجماعة، لم يخرج حتى اليوم من مصطلحات الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن حين لعب الإخوان على مدى نحو نصف قرن دور الوكيل الناعم في خدمة المشروع الأمريكي في المنطقة والإقليم، قبل أن يتطور هذا الدور الوظيفي ليصل الى ما وصل اليه اليوم.

 

ما جرى في انتخابات نقابة المهندسين حالة طبيعية لتطور فكرة البحث عن التغيير والتطوير وقد قضى الإسلاميون 25 سنة وهم يتربعون على عرش النقابة قاموا خلالها باقصاء الموظفين من غير ملتهم السياسية، وتحولت النقابة الى مجرد فرع مالي ضخم للجماعة ولمشاريع الترويج لها واعتبار النقابة ومقدراتها مجرد قلعة او مملكة للجماعة.

 

وبالرغم من ان النائب ابو محفوظ يضمن خطابه على صفحته بكل تلك الإتهامات والتصنيفات بحق الآخرين فإنه لا يملك إلا أن يتغزل بنتائج صناديق الإقتراع، ويتباهى بان جماعته ليس من عادتها"معاندة إرادة الناس" لكنه يصر على ان الآخرين من"الشتات الصناعي" نجح جزئيا بازاحة الإسلاميين لكنهم "لن يستطيعوا ايقاف الحياة في النقابة الأكبر، ولا هدم ربع قرن من البناء".

 

ويبرر النائب ابو محفوظ احكامه هذه بقوله"لان المختلفين لا يحققون نصابا ولا يشيدون بناء ولا يدفعون عجلة المقود الى الامام، فكل طرف يريد أن يستأثر بها تماما كما استاثروا بها لنصف قرن قبل الاسلاميين بدون نماء يذكر ، ولا بناء يعتد به".

 

ولكل قارىء التفكير مليا في هذا القول الشنيع، فنقابة المهندسين بنيت ونمت فقط في عهد مملكة الإخوان المسلمين خلال ربع قرن فقط، وبذلك يلغي السيد ابو محفوظ كل ما أنجزه الآخرون قبل وصول الإخوان الى سدة النقابة..

 

هل يكفي هذا القول لفضح سيرورة عقل وتفكير وعواطف من عاشوا في صندوق إتهام الآخرين من خارج مدرستهم الدينية؟؟.

 

وهل يكفي القول أيضا إن الديمقراطية التي يعلن الإخوان الانحياز اليها ما هي إلا وسيلة من وسائلهم للغلبة والمغالبة، في الوقت الذي لا يؤمنون فيه بالديمقراطية وبالنزاع الأخلاقي، والتنازع الفكري، ولا يقبلون الخلاف والإختلاف مع الآخرين إلا بما تبيحه لهم عقيدة التقية..//

تابعو جهينة نيوز على google news
 
Email : info [at] johinanews.com
 
تصميم و تطوير