الأرطبون أبو عصام !
ينعقدُ الإجماعُ على أنّ عبد الرؤوف الروابدة، «فلتة»، طاقةٌ، موسوعيٌ، مؤثرٌ، متفاعلٌ، ذو رأي، يقول كلمته ولا يلوي.
و كما ذَكر في حفل مناقشة كتابه «هكذا افكر- آراء ومواقف»، فقد نحت طريقَه في الصخر، وارتقى إلى المناصب -باستثناء رئاسة الديوان الملكي- بعصاميته، وبكثير من الجهد وبقليل من الحظ.
طلع «أبو عصام» من أعماق ريفنا، من فقره وسغبه وعُسره، وسجل حضورا بارزا في دفتر الوطن.
يُسَجَلُ للرجل الكثير، غير أنّ موقفه الوطني عام 2006، من فيلم «لننثر الرمال ذهباً»، سيظل مرجِعا، يُفصِح عن بصيرته وشجاعته، وعن تطابق أقواله مع أفعاله.
مازحني النائبُ إبراهيم زيد الكيلاني وزير الأوقاف في حكومة مضر بدران، قائلا: «أراك متنشطا أخي أبو عمر، ملحّق تصير وزير».
رد عليه سريع البديهة عبد الرؤوف الروابدة قائلا: لماذا تستكثر على الرجل ما أبحته لنفسك، أنتم السابقون وهم اللاحقون.
يستمد دولة «أبو عصام» مكانته من ذاته التي تعب عليها، لا من المناصب التي أتعبته.
وتصدُقُ في الحراكي «أبو عصام»، الكثيرُ من الصفات الإيجابية الفريدة، ومنها صفة البلدوزر. فالرجل، ما شاء الله، مستمر في العطاء، لا يتوقف.
يصعُب إنصافُ القائد الوطني «أبو عصام» في مقالة، فهو سيرةُ ومسيرةُ وطن، وهو ليس شاهدا على عصر الصعود والصمود الأردني فحسب، بل هو أحد المؤثرين المقررين فيه. وأحدُ الأمناء على حمل صخرته وتثبيت صورته.
يحسبونه الرجل -كما يحسبونني- على الحرس القديم !! ألا بِئس حرس الرطانة الجديد إذن، الذين يحطهم الروابدة في جيبته الزغيرة !
عندما آل العرشُ الهاشمي إلى الملك عبد الله، كتبت من الرباط في الرأي الغراء، عن غبطتي لوجود «العبادلة» الثلاثة حول الملك: عبد الكريم الكباريتي رئيس الديوان الملكي، وعبد الرؤوف الروابدة رئيس الحكومة، وعبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب.
الأردن ليست أم الكروم فحسب، بل هي أم القروم. والعداد لا يتوقف. ونعتز أن القِرِم، الأرطبون، عبد الرؤوف الروابدة، صناعة أردنية.
لنا مُقرَمٌ يَعلو القُرومَ هَديرُهُ بِذَخ كُلُّ فَحلٍ دونَهُ مُتَواضِعُ.
الفرزدق.