هويتُنا الوطنية الأردنية، جامعةٌ مانعةٌ باتعة !
تم مؤخرا إطلاق المصطلح السياسي الملتبس، «الهوية الجامعة»، الذي لم يكن مرفوقا بأسباب موجبة، تفسّر سببَ إطلاقه، وتقطع الطريق على الشكوك، والتوجس، والظنون، والريبة، والتأويلات، والتفاسير التي قرأناها، القابلة للتناسل والتفاعل.
مطلوب أسباب وطنية موجبة ومقبولة، تُبيّن لنا أن هويتنا الوطنية الأردنية، النايفة الوارفة، منذ 100 عام، ليست جامعة، أو أنها بحاجة إلى «طوبرة» جديدة، تجعلها مناسبة للمتغيرات القادمة، التي يراها مرسلو المصطلح ولا نراها !
و في حالة توزين المصطلح، و»تقبينه»، أجد أنه مصطلحٌ لا لزوم له، وأنه فائضٌ عن الحاجة الوطنية والدستورية، وعن الضرورة الموجبة. فلا حال مائل، يستدعي تقويضه ونقضه وإحلال بديل محله.
فالهويةُ الوطنية الأردنية، هويةٌ مكتملة، معافاة مجرّبة طيلة قرن هو عمرها الآن. وهي هويةٌ تقدمية قومية إسلامية إنسانية، ضد العنصرية والتمييز والاحتلال والظلم.
والهوية الوطنية الأردنية، هوية ملتحمة إلى أعمق مدى، مع الهوية العربية الفلسطينية، في كفاحها الطويل ضد الحركة الصهيونية، من أجل الحرية والاستقلال والوطن الأصيل.
وما هو مستقر وراسخ في حياتنا، هو أن كلّ من يحمل الرقم الوطني الأردني، أردني كامل الحقوق والواجبات، حسب المادة 6-1 من دستورنا العتيد المجيد، التي جاء فيها: «الأردنيون أمام القانون سواء، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات، وإن اختلفوا في العِرق أو اللغة أو الدين».
والهوية الوطنية الاردنية ،هويةُ كرامة، حرة اختيارية طوعية، يتمكن كل من أراد التخلي عنها، لأي سبب، أن يفعل ذلك بـ»قصقوصة» ورق، يبلّغ فيها عن رغبته، حتى دون إبداء الأسباب.
و في المقابل، لا تستطيع كل قوى الأرض، الأمريكية والروسية والصينيية، المالية والاقتصادية، العسكرية والنووية، أن تنزع هذه الهوية ممن يحملها.
ولا تتعارض ولا تتقاطع هويتُنا الوطنيةُ الأردنية، مع أي أصل أو انتماء، لأنها هويةٌ جامعةٌ مانعة باتعة.
فإخواننا الشركس والشيشان حين يعلنون أنهم من اصول بلادهم الجميلة، يعلنون ذلك ويظلون أردنيين. والأردنيون من فلسطين الحبيبة، حين يعلنون أنهم من أصول فلسطينية، يعلنون ذلك بفخر واعتزاز ويظلون أردنيين.