حسين الجغبير يكتب ..فشل جديد في اكسبو العالمي
تتزايد أعداد الحضور لمعرض اكسبو في الإمارات العربية المتحدة، من داخل الدولة ومن خارجها لزيارة معارض الدول المشاركة في هذا الحدث العالمي الذي يعقد لأول مرة في دولة عربية. تحقق الدولة الشقيقة انجازاً كبيراً لها وللمنطقة باستضافة معرضاً على هذا المستوى الرفيع.
لا نريد أن نكون كما الإمارات، حيث ندرك أنه لا يمكن تحميل الأردن أكبر من طاقته وامكانياته، فنحن دولة ما تزال تحبو اقتصادياً وتواجه أزمات وتحديات، لكن ما نريده ونخاف عليه ونحرص على أن يكون في القمم هو الحضور الأردني في جميع المحافل العربية والعالمية، على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والفني، وحتى الرياضي.
في العام 2015 كان مشاركة الأردن هزيلة، حيث جناحنا الذي من المفترض أن يشهد حضوراً قوياً عبر عرض ما أنجزنا وما نملك وما نخطط له، وقد خرجنا بصورة سيئة لا تعكس حجم المملكة الحقيقي، وقد راهن الجميع على أن اكسبو 2021 في الإمارات سيشهد نقلة مختلفة بجناح الأردن فيه، وهو جناح لم يكلف الدولة أي دينار، كونه جاء بمثابة تبرع
لم نشهد تفاعلاً حقيقياً مع الجناح الأردني بالمعرض، ومقارنة بأجنحة العديد من الدول العربية والأجنبية فإن وضعه لم يعكس حجم هذا البلد وطموحه وآماله، وكأن القائمين عليه يزورون الإمارات للتنزه والاستجمام وإضافة الوقت، أو على أقل تقدير من أجل أن نقول نحن هنا موجودين كدولة واسم وعلم، أما كمنجز فكان الأمر في أسوأ أحواله.
ربما لم يستوعب المسؤول الأردني، أو لا يريد أن يستوعب أهمية هذا المعرض على المستوى العالمي، أو لنكون واقعين أن المسؤولين في هذا البلد لم يقدمه له ما يستحق ويؤهله لأن يكون جناحه منارة تضاف إلى منارات الدول التي حققت أبنائها الكثير لهم.
على الحكومة أن تعترف بأنها فشلت فشلاً ذريعاً كسابقتها بالتواجد في هذا المحفل الدولي، حيث لم تستعد له، ولم تأخذه على محمل الجد وكأنه حدث ثانوي لا قيمة له. لم تتمكن الحكومة من النظر للأمر من زاوية عملية.
وعلى الحكومة أن تخبر الأردنيين كيف كان وضع الجناح الأردني هناك، بماذا شاركت مؤسساتنا العامة والخاصة، وكم عدد زوار الجناح، وما هي انطباعاتهم، وإلى أي مدى ستنعكس مشاركتنا ايجابياً على البلد. لا نريد أن نسمع معلومات غير دقيقة، نريد حقائق حتى نتمكن من الوقوف على حجم الجهد الذي بذلته لتكون الأردن بوصلة هامة وسط زحام التنافس بين الدول المجتمعة في دبي.
لا يخفى على أحد أن الانطباع المأخوذ عن المشاركات الأردنية في اكسبو طيلة السنوات الماضية هو مشاركة خجولة غير مقبولة أبداً.