banner
أخبار محلية
banner

الروائية بديعة النعيمي: في رواية حنظلة رافقت شخصياتي من نيويورك ونابلس والقدس وعشت معهم

{clean_title}
جهينة نيوز -
 •نكتب ليقرأ الآخرون والكتابة لم يكن هدفها يوما إرضاء غرور الكاتب
•الحوار من العناصر المهمة للرواية ويهمني سماع آراء الذين نكتب عنهم
•العمل الأدبي والناقد والقارئ يشكلون رؤوس مثلث وسقوط أي منهم يؤدي إلى عمل منقوص

الأنباط - عمان
الرواية هي فن السرد، الأكثر انتشارا اليوم والأكثر جماهيرية سواء في الكتب أو في الأعلام بكل وسائله ومع سيادة الرواية في السوق والمكتبات ظهرت أسماء عديدة على المستوى العربي، تميزت بأعمال روائية جديدة لها لمستها وخصوصيتها في التجربة والطرح، ومن هذه الأسماء الروائية بديعة النعيمي التي صدّرت مجموعات روايات كان آخرها "حنظلة " توجهنا للحديث معها في حوار يكشف من اهم قضايا الكتابة مع مشاريعها الإبداعية ٠
س- - يبدو الواقع الحالي غنياً بعناصره وتعقيداته وهو بحاجة إلى الفن للتفسير والمساعدة على التفسير، وعلى رسم درب ما وسط الركام الصخور - رغم ذلك انت تديرِ ظهرك لكل ما يجري، هل هي عملية مقصودة من ك تنضج ذكريات زمن مضى، وتكتبِ من أبطال عاشوا في الربع الاول من هذا القرن كما فعلتِ في روايتك حنظلة ؟
ج.. الحاضر هو امتداد للماضي، وبما أن أجزاء كثيرة في الماضي قد تناولتها عدة كتب بشكل مغاير للحقيقة فهي إذن لا تزال مثل تلك الخيوط المتشابكة التي تتطلب منا إعادة ترتيبها، من وجهة نظري الشخصية إن لم نفهم ما حدث كيف لنا بأن نفهم ما يحدث الآن؟ وكما قالوا ما أشبه اليوم بالأمس، فإذا كان الضباب لا زال يغشى الأمس كيف سنقدم على تفسير تعقيدات الواقع الحالي وحل مشكلاته بل ورسم درب ما وسط ركام الصخور؟ ما قام على أساس سليم فهو سليم وأنا أحاول من خلال مشاكستي للماضي أن أضع يدي على الجرح. ولاقتناعي التام بأننا إن لم ننجح بتفسير الماضي لن ننجح بتفسير الحاضر وأية محاولة غير ذلك فهي عبث مع الواقع.

س - - هل صحيح أن الفروق بين ادب النخبة وادب الجمهور أصبحت في طريقها إلى التلاشي ؟
ج .. نحن نكتب ليقرأ الآخرون، فالكتابة لم يكن هدفها يوما إرضاء غرور الكاتب عن طريق إغراق عمله بما يعجز الجمهور عن فهمه وأظن بأن الأدب النخبوي الذي لا يصل إلى الجميع هو أدب لا يتعدى فوهة الأذن كما قالوا. وما حصل من اندماج بين عناصر الواقعية وتيارات ما بعد الحداثة أظن بأنه ساعد في بداية لتلاشي الفروقات بين أدب النخبة وأدب الجمهور.

س- - يقول الراوي في حنظلة.. يا رجل لقد تخطينا مبنى المسرح ٠٠ صرخ حنظلة اتبعني، اسرع لن تذهب اليوم إلى المسرح لقد اعطيت إجازة
هههههة ... وهي ؟؟؟؟ ٠٠٠ والسؤال: (هل تقيمِ مثل هذه الحوارات مع نفسك دون الآخرين؟ هل الكتابة لديك تعويض عن الحوار مع الناس ؟
ج ..الحوار من العناصر المهمة للرواية وهو من طرق التواصل وتبادل الحديث بين طرفين أو أكثر والكاتب الجيد هو الذي يصنع حوارا جيدا يدفع أحداث العمل ويكثف حبكته. وأرى بأنه ليس بالضرورة أن تعكس الحوارات التي يقيمها الروائي في أعماله عن ما ينقصه من حوارات مع الآخرين في واقعه.

س - - أيراودك شعور بالاحباط احيانا ٠٠٠ بلا جدوى الكتابة ؟ قد تجيبِ، على الأغلب، بلا، فمن اين تستمدِ تفاؤلك أما كتابة روايتك حنظلة احد الإجابات - على هذا السؤال ؟
ج .. من المؤكد بأن هناك نصيب من الإحباط لمن يحمل على عاتقه قضية كفلسطين لكن تبقى الكتابة لها هو الشيء الذي يمدنا بالتفاؤل والأمل بالتحرير القريب.. وفي حنظلة أردت له بأن يتحلل من قيده فيتمرد من خلال فك قيده وإدارة وجهه. وهو الأمل الذي أبعث به إلى جيل الحاضر على شكل رسالة أتمنى أن لا تبقى معلقة وأن تصل إلى المرسل إليهم من أجل مواجهة العدو بها.

س - - ألا تحدثينا عن الطقوس التي رافقت كتابة روايتك حنظلة ؟

ج .. لحظة الكتابة بالنسبة لي هي اللحظة التي أنفصل بها عن واقعي لأدخل عالمي الخاص الذي أحلم به وما أحلم به حقيقة أن أكون بطلة على أرض فلسطين.. في حنظلة رافقت أبطالي في نيويورك، القدس، نابلس، العراقيب، سجن الرملة. عشت معهم رصدت تحركاتهم دون أن أحاول توجيههم. لا وقت محدد عندي للكتابة، أكتب على شكل قصاصات أقوم بتجميعها بعد الانتهاء الكامل من العمل. يرافقني أثناء رحلتي قلم الرصاص والأوراق والكثير من القهوة السادة.

س - - هل يهمك رأي النقاد كثيرا ؟ أم تفضلِ سماع رأي القرّاء الذين تكتبين عنهم ؟
ج ... بما أني مقتنعة بأن النقد الموضوعي ما هو إلا إغناء للعمل والإرتقاء به من خلال إثارة نقاط الضعف والقوة فإني أهتم كثيرا إلى رأي الناقد الحذق. ويهمني أيضا سماع آراء القراء الذين نكتب عنهم ولهم والدليل على أهمية القاريء أن الروائي يقوم باختيار الصوت الذي سيكون الأقرب إليه في رواياته. وفي النتيجة نجد بأن العمل الأدبي والناقد والقاريء يشكلون رؤوس مثلث وسقوط أيّ منهم يؤدي إلى عمل منقوص.
تابعو جهينة نيوز على google news