التعديل الوزاري
يتأهب الرئيس الدكتور بشر هاني الخصاونة لإجراء تعديل على حكومته، التي يصادف يوم غد مرور عام على تشكيلها، وهو تعديل مستحق، تفرضه التجربة والأداء وظروف البلاد.
كان الوزير يذهب إلى ناسه وبيده مفتاح حل المشكلات. كان قادرا على التعيين وتقديم المبالغ المالية الضرورية والاتصال بأمين عام الوزارة قاطعا وعدا أمام الناس: عطوفتك بكرا الصبح بدي على مكتبي كتاب لصرف مبلغ 5000 دينار لنادي العقبة، أو نادي الرمثا أو نادي الفيصلي أو نادي الوحدات !
اليوم الظروف والمقاييس مختلفة جدا وكثيرا. وقد أصبح العمل العام مدعاة للنقد الظالم الشديد، خاصة مع وجود زعران من الأفّاقين المتربحين الهيلمجية الذين تعرفونهم.
دخلتُ الحكومةَ مع دولة الرئيس بِشر، المتين المكوّن الأمين، وخرجت منها، دون أن أتمكن من تعيين مراسل أو عامل زراعة أو عامل وطن حتى. وهذا كان حال الوزراء كافة.
يتأهب الرئيس بشر إذن، لإجراء تعديل على حكومته. وقد جاءت التعديلات السابقة، مشوبة بنقص واضح في الوزراء السياسيين، الذين يعرفون القرايا أكثر مما يعرفون السرايا، الذين يعرفون الأردن أكثر مما يعرفون «الستيت» ولندن وباريس وماربيا، الذين يعرفهم الناس قبل الوزرنة وأثناءها وبعدها.
والرئيس حرّاث، ابن هاني الحرّاث، من هذه الطينة والعجينة، وكذلك عدد من الوزراء الحراثين، الذين يتمكنون من قيادة سياراتهم بأنفسهم، إلى عيرا ويرقا والضليل وأم النعام وزوبيا وعزرا والمعطن وحوشا وجلول ونتل وتبنا والعينا وذات راس، بدون الاستعانة بـ GPS GOOGLE.
وأظن أن الزمن الوطني الآن، هو زمن الانفتاح على القوى السياسية بدون استثناء. وهو زمن الانفراج السياسي الواسع العميق، وزمن إعادة النظر الواثقة الشجاعة، في جملة من القرارات التي أملتها ظروف، رأى متخذوها أنها ضرورية، وخاصة معالجة مسألة المعلمين.
والرئيس الذي أعرفه حق المعرفة، لا تنطلي عليه الحملات البائسة الظالمة، التي تطاولت على عدد من وزرائه المُجدّين، كما أنه لا يُسخّر الصداقةَ، لحماية الوزراء الضعفاء الاستعراضيين، «رَبع» الجعجعة بلا طحن.
الظروف العامة ظروف في اتجاه الانفراج الاقتصادي والصحي والتعليمي، فلتكن مرفوقة بانفراج سياسي وإعلامي وفي الحريات العامة.